بقلم: الصعيدي
مقطع كوميدي من برنامج "الكاميرا الخفية" الذي يُذاع كل عام في رمضان.. كان هذا هو ما خطر ببالي عندما رأيت مشهد خلع رجل ملتحي لملابسه، وفي حالة كوميدية هزلية لا تحدث إلا في البرامج والمسلسلات الكوميدية التي تعوَّد الناس عليها في شهر رمضان. أما وأن يحدث هذا في الحقيقة ولرجل ورمز ديني مسيحي وفي بلده، فهذه هي قمة المهزلة والسفالة المتعمَّدة من رجال أمن الفندق وإدارته، فهي سابقة ومؤشر خطير لما وصل إليه التعصب البغيض في "مصر". فكيف يحدث هذا لرجل دين في بلده؟ وعلى مرأى ومسمع من زوار الفندق ووسائل إعلام وكاميرات فضائيات، وكأن هذا المشهد معد سابقًا، وتم رصد كاميرات الفضائيات لتسجيل هذه المهزلة وبثها على القنوات الفضائية لتكون مادة كوميدية تضاهي بل وتتفوق على كل برامج الكوميديا الرمضانية؛ للتخفيف والتسلية للإخوة المسلمين بعد الإفطار؟!!!
فماذا كان سوف يحدث لو حدث هذا لرجل دين مسلم في أحد الفنادق التي يملكها رجل أعمال مسيحي؟!! الإجابة: كان جموع المسلمين سوف يهبون على قلب رجل واحد بغزو هذا الفندق، وربما الشارع بأكمله، الذي يقع به الفندق، ويتم حرقه وتدميره إلى أن يسوَّى بالأرض. وربما يعلنون الحرب على جميع رجال الأعمال المسيحيين وإخراجهم من "مصر" بحجة إهانة الإسلام والمسلمين. ولربما اجتمع مجمع البحوث الإسلامية وهيئة علماء الأزهر وأصدروا بيانات إدانة واستنكار وإهدار دم مالك الفندق وجميع العاملين به!!
أليس هذا ما كان سيحدث أيها السادة، لو كان حدث هذا لأحد رجال الدين الأفاضل المسلمين؟!! ولكن سوف أقولها لكم مدوية: إن دولة الظلم والاضطهاد ساعة، ودولة الحق والعدل إلى قيام الساعة. وإن غدًا لناظره قريب.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com