كتب: عماد توماس
أكد الدكتور القس "أندريه زكي"- مديرعام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية- على أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في حوار الحضارات وتبادليي الشعوب للمعرفة الثقافية، ودوره الجوهري في دعم حركة التغيير والديمقراطية في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها "مصر"، وأن هذا الانتقال ملهم ومغيِّر بشكل جذري، فلم يعد في عصر العولمة اعتبار المتلقى متلقيًا سلبيًا، فنرى الصحف والمواقع الإلكترونية تسمح بتعليقات الجمهور.
وأوضح "زكي"، أن قضية البث المباشر قامت بنقلة نوعية في نقل القضايا إلى حياة المشاهد مكانيًا وزمنيًا، مؤكّدًا أن الإعلام لم يعد يقدم خبرًا لكنه يصنع الخبر، وبالتالي يؤثر في توجهات الرأي العام.
وانتقد "أندريه"، تعامل الإعلام المصري مع الأقباط كجماعة واحدة، والتعامل مع الإخوان المسلمين والسلفين كأنهم جماعة واحدة متسقة في كل شئ وتعبر عن رأي واحد، مطالبًا بأن تكون هناك دراسة نقدية عن تعامل الإعلام المصري مع الجماعات المتنوعة في ثورة 25 يناير، وكيف قدمها؟ هل بالغ فيها أم قام بتحجيمها؟
من جانبه، قال د. "أحمد عبدالله زايد"- عميد كلية آداب القاهرة الأسبق- إن الديمقراطية تنتظم عبر مجموعة من القيم، ومن واجبات الإعلام في هذه الفترة أن يدرس هذه القيم ويقوم بنشرها.
وأشارت د. "نفين مسعد"- أستاذ بكلية الاقتصاد والسياسة جامعة القاهرة- إلى أن الإعلام المصري يواجه ثلاثة تحديات؛ الأول متعلق بالوظيفة، فلم يعد الإعلام يقدم الحدث لكن يصنعه، والثاني تحدي المناخ في تلقي جرعة من الحرية لم تكن موجودة من قبل، والتحدي الثالث في الأشخاص القائمين على الإعلام من النظام السابق ومدى مهنية العاملين بالإعلام.
واعتبر د. "عمار على حسن"- الباحث السياسي- أن الإعلام لم يعد ناقلًا للمعرفة بل أصبح في السنوات الأخيرة منتجًا لها، مستشهدًا بمقولة الدكتور "بطرس غالي"، وأن الإعلام لعب دورًا كبيرًا في انفجار الثورات، وأن النظام حين يستبد لا يكون هناك بديل عن وقوع الثورات، والثورة ليست خيار، مشيرًا إلى أن الإعلام لعب دورًا كبيرًا في "اختمار الثورات"، لأن الثورة لم تصنع فجأة بل عبر سنين من النضال.
وأشاد "حسن" بدور الإعلام الجديد من الـ"فيس بوك" و"تويتر" في تعبئة وحشد الجماهير، بدايةً من الاعتراض على وزير الداخلية حتى إسقاط النظام.
وقالت الكاتبة الصحفية "إقبال بركة"، إن الإعلام قبل 25 يناير لم يكن في مجمله متواطئًا مع نظام "مبارك"، فلولا الإعلام المصري ما قامت ثورة 25 يناير، موضحةً أن مقالات الكتاب من المعارضين شكَّلت وعي الثوار وساعدت على اندلاع الثورة، مضيفةً أن الفرق كان في الآليات التي استخدموها في التواصل من "فيسبوك" و"تويتر"، وأن الإعلام منذ ثورة يوليو 52 حتى 25 يناير عانى من وطأة الهمينة من الدولة، وفقد استقلاليته وريادته، ولكن من الظلم الفادح تجاهل الأصوات الشجاعة التي عانت من الإقصاء والنفي والسجن؛ منهم عشرات الأسماء من الكتاب الصحفيين.
وأشارت الفنانة "سميرة عبد العزيز"، إلى المنافسة الشديدة في الإعلام بين الفضائيات، فكل صاحب محطة له جواسيس لاستقطاب الضيوف من المحطات الأخرى، لافتةً إلى وجود إعلام غير صادق ولا يهدف للمصلحة العامة، ولا يشرح للناس ما خفي عنهم، مما يؤدي إلى يأس وإحباط وعدم أمل في الثورة التي يأملون أن تغير الواقع ويكتمل نجاحها.
ودعا د. "أحمد شوقي" إلى توضيح المصطلحات، معتبرًا أن جزءًا من مشكلة البرامج الحوارية أنها لا تخاطب العقل من خلال الصوت العالي، وإفساد شباب الثورة من خلال تلميعهم، فلا يمكن أن نبني "مصر" بهدم جوهرها، مطالبًا بنظام جديد لـ"مصر" التي يعرفها.
وأكَّد د. "سمير عليش"، أنهم عند الحديث عن ثورة 25 يناير، لا يمكن أن تكون مرجعيتهم الثورة الفرنسية، فهم يتحدثون عن ثورة بعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبعد أن استقرت العدالة وحقوق الإنسان، ويجب عقلنة الثورة ورفع مستوى المهنية والجودة في حياتنا، منتقدًا بعض المتحدثين في وسائل الإعلام الذين صاروا يتخذون من الإعلام منبرًا للشخصنة وتصفية الحسابات.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com