ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الثورة المصرية لم تتعصب لمذهب ولا طائفة فمصر أكبر من المذاهب أوسع من الأيديولوجيات

ميرفت عياد | 2011-08-17 09:26:04

 شيوع تعريف العلمانية بإعتبارها فصل الدين عن الدولة سطحّ القضية وقلص نطاقها .
المؤسسة الدينية لا يمكن أن تتوحد مع المؤسسة السياسية فى أى تركيب سياسيى وحضارى

كتبت: ميرفت عياد

اصدرت مؤسسة شمس للنشر والإعلام كتابه جديد يقع تحت عنوان « العلمانيون والإسلاميون : محاولة لفض الاشتباك » للباحث والشاعر " ياسر أنور" و يعد هذا الكتاب محاولة لفض الاشتباك بين العلمانيون والاسلاميون، محاولة لتتصافح كل الأيدي بلا استثناء، لتشارك في بناء مصر، وتقديم نموذج للدولة يبهر العالم كما بهرته الثورة .

الليبرالية واليسارية منتجات علمانية

يتضمن الكتاب الذى يقع فى حوالى 135 صفحة على العديد من الموضوعات الهامة منها : الداروينيون الجدد ،هوية الدولة المصرية ، حوار بين ابن تيمية وكارل ماركس ، مأزق العلمانيين العرب ، الليبرالية واليسارية منتجات علمانية ، مأزق الإسلاميين ، سلطة النص وسلطة الواقع ، مفهوم النص عند الأصوليين ، الإسلاميون وحرفية النص ، العلمانية والعلمانيون من منظور الإسلام ، موقف الصحابة من التشريع الجنائي الإسلامي ، الشهادة وتطبيق الشريعة الإسلامية ، الحتمية العقدية والحتمية السياسية ، الشريعة بين رومانسية الحلم وعقبات الواقع ، مصطلحات مفخخة (أهل الذمة – الجزية) ، ثقافة الرعب (الحسبة – التعزيز) ، موقف الإسلام من اختيار حاكم غير مسلم ، من عجائب الفتاوى ، الخروج من الأزمة ، برنامج مقترح لإعادة المسجد والكنيسة لممارسة دورهما التثقيفي والتربوية

الثورة من رحم البساطة

ويوضح الكاتب فى المقدمة الكتاب ان الثورة خرجت من رحم البساطة والعفوية والعاطفة والحماقة أحيانًا، لم تنطلق من الكتب، ولا من الصالونات الخاصة، ولا من البزات الداكنة، لم تخرج من لحى الملتحين ولا من عمائم المعممين، ولم تكن الثورة حنفية المذهب، ولا شافعية، لم تكن ليبرالية ولا يسارية، كانت الثورة مصرية، لا تتعصب لمذهب ولا طائفة، فمصر أكبر من المذاهب، ومصر أوسع من الأيديولوجيات، والذين يُصرون على أدلجة مصر، ستقدم لهم مصر باقة من ورود جميلة، وتطبع قبلة على جبينهم، ثم تقول لهم انصرفوا إلى مكان آخر، لقد جئتم إلى العنوان الخطأ ، إن الخلاف المحتد الآن بين فريقين أحدهما يزعم علمانية مصر وهي ليست كذلك، والآخر يجزم بإسلاميتها وهو قول عاطفي، وهذا يوضح ان كلا الفريقين يعاني من قراءة وجدانية للواقع، وهذا يطرح علامة استفهام على مخزون الوعي السياسي لدى الفريقين، ومدى قدرتهما على استيعاب ملامح وخصائص اللحظة الراهنة.

العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة

وفى هذا الاطار صدر عن دار الشروق طبعة جديدة من كتاب المفكر الكبير الراحل عبد الوهاب المسيرى " العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة"، والذى صدرت طبعته الأولى عام 2002 ،
ويأتى الكتاب مناسبا للخلاف الذى تشهده مصر الآن حول معنى العلمانية، وهل صحيح أن العلمانين هم كفار أم لا كما ذهبت بعض القوى السياسية لتكفيرهم فى محاولة لإقصائهم ، مؤكدا على أن شيوع تعريف العلمانية بإعتبارها فصل الدين عن الدولة سطحّ القضية وقلص نطاقها .

العلمانية والتدين

مشيراً إلى أن المؤسسة الدينية لا يمكن أن تتوحد مع المؤسسة السياسية فى أى تركيب سياسيى وحضارى مركب، تماما مثلما لايمكن أن تتحد مؤسسة الشرطة الخاصة بالأمن الداخلى مع مؤسسة الجيش الموكول إليها الأمن الخارجى ، موضحا انه لا تعارض فى واقع الأمر بين العلمانية والتدين، وأن بإمكانهما العيش معا، لانه مجرد تمايز بعض جوانب المجال السياسى والاقتصادى عن المجال الدينى وإبعاد رجال الدين عن مؤسسات صنع القرار السياسى،متناولا إشكالية تعريف العلمانية باعتبارها مجموعة أفكار وممارسات ومخططات واضحة محددة، لا باعتبارها عملية بنيوية كامنة .

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com