بقلم: سحر غريب
قديمًا سألوا عن الهايف، فقيل لهم: هو الذي يأتي في الهايفة ويتصدَّر. واليوم الهايفين كثيرين!! البلد تعاني من تربُّص أعدائها بها، وهم يركبون دماغهم ويرفضون المباديء الحاكمة للدستور باعتبارها تخالف الشرع والقانون والاستفتاء!! والحق يُقال، لم أظلمهم وأتهمهم بما ليس فيهم إلا عندما قرأت وتمعَّنت في تلك المباديء، لأعرف لماذا الرفض المُسبق والتلويح بالاعتصامات والعنف ضد الدولة لو تم الأخذ بوثيقة المباديء الأساسية للدستور؟؟
حاولت أن أتبنى وجهة نظرهم، وأبحث من خلال منظارهم الأسود عن البنود التي تخالف الشرع فلم أجدها، لم أرَ بالطبع في تعنتهم ورفضهم لتلك المباديء غير حالة غرور رهيبة صوَّرت لهم أن الحكم حكمهم، وأن السُلطة دانت لهم على طبق من فضة، وأن الدستور ملكية خاصة لهم ليفعلوا به ما يشاءون ويفصلونه على مقاس حكمهم، رغم أنهم هم أنفسهم نفس الأشخاص الذين تم التنكيل بهم من قبل، وإنهم من تم إقصائهم قديمًا عن الحكم وعن السُلطة، ومع ذلك لن يتورَّعوا عن ممارسة التسلط ورفض الآخر، كما فعل بهم النظام السابق بالضبط، وكأن المظلوم السابق عاد لينتقم ويظلم ويستبيح حقوق غيره، ويصنع مظلومين جُدد!!
إن الدولة المدنية لا تعني دولة كافرة تتعبد للبقر والجاموس. والعدل والمساواة، والحق في التعليم، والحق في إنشاء النقابات والاتحادات والجمعيات، والحق في حياة آمنة وبيئة نظيفة، والحق في التأمين ضد المرض والعجز والشيخوخة، والحق في العمل.. كل هذه الحقوق وغيرها الكثير لا تخالف الشرع في شيء..
إن الشرع والدين لن يخالف بأي حال من الأحوال الحقوق الإنسانية للمواطن المصري. أرجوكم، لا تمسكوا بالمُسميات وتفلسفونها حسب أهوائكم ومصالحكم الشخصية، وتتخذون من تلك المصطلحات حجة البليد الذي يريد أن يخالف فقط من أجل أن يعرفه الجميع. فأنتم تبحثون عن دور ودمتم، ليس مهمًا بعد ذلك أن تولع البلد أم لا، اقرأوا المباديء الحاكمة للدستور، ثم تكلموا وناقشوا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com