ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

سيناء المنطقة الأكثر رخاوة

د. مينا ملاك عازر | 2011-08-24 23:22:32

بقلم: مينا ملاك عازر

 من لحظة سقوط مجمع القذافي في يد الثوار الليبيين، وأنا أفكر كيف ستسير أفريقيا بدون ملك ملوكها، وكيف سيتقدم العرب بدون حكيمهم، ومن سيضحكنا
بتعليقاته المضحكة، والتي تشعرك بأنه مغيب أو مبرشم، ولكن مع اهتمامي البالغ بليبيا لم أجد نفسي قادر على أن أهمل ما يجري بسيناء دون أن أحدثك فيه حديثاً مهما، حتى أنني تخليت عن سخريتي لاتحدث معك بكل جدية، واعذرني في ذلك، فهناك موضوعات لا يمكن السخرية فيها مهما كان، وخاصةً إن كان القلب يدمع دماً قبل دموع العين على أرضاً تكاد تضيع بعد تطهيرها بدماء الشهداء، ولأنه يهون كل التراب إلا تراب الوطن، وتهون كل الكرامات إلا كرامة مصر، ومن ثم فإليك ما هو جد ولا به شبهة سخرية.

لا تعد شبه جزيرة سيناء المنطقة الرخوة في الجسد المصري، وإنما هي المنطقة الأكثر رخاوة، فالمتأمل للجسد المصري يجد أن أصلب مناطقه تتمثل في وسطه حيث الدلتا والوادي، وكلما اقتربت من القلب يزداد الجسد قوة، وكلما اتجهت للأطراف تجد نفسك تتجه للمناطق الضعيفة والرخوة، وما أقوله ينخلع على الطرف الغربي حيث السلوم والوادي الجديد، وأيضاً جنوباً في حلايب وشلاتين، وشرقاً سيناء بل قد تكون سيناء الأكثر حظاً من باقي المناطق لأنها منطقة سياحية، وقامت بها حروب، ومحل اهتمام رجال الأمن القومي االمصري، لكن من أبرز خطايا النظام السابق أنه أهمل الأطراف، مما جعل منه مناطق رخوة، وأكثرها رخاوة كانت سيناء رغم أنني قلت أنها محظوظة بالسياحة، لكن وجودها على الحدود مع إسرائيل الدولة ذات الأطماع التوسعية، وحماس المنظمة المنقلبة على السلطة الفلسطينية ذات الأطماع الراغبة في نشر الفكر المتشدد والمتطرف، ومسألة الفكر المتشدد والمتطرف تعود على حماس وليس السلطة الفلسطينية بالطبع، مما أسفر عن أمر خطير ألا وهو أن صارت سيناء منطقة رخوة مباحة لأي طامع وراغب في فرض سيطرته ونفوذه.

ومع اعترافنا، بأن سيناء المنطقة الأكثر رخاوة، علينا أن نعترف أنها صارت مطمع للجميع، مما ألزمنا أن ننتبه لأنها المنطقة الأكثر تعرضاً للضياع من بين أحضان الوطن، والأكثر عرضة للبتر من الجسد المصري، والتقسيم لصالح مصالح وأطماع دول أخرى لا قدر الله، ومن ثم علينا إعادة تعميرها واحتواء أهلها وتطويرها، ودفع المال في شرايينها لتعود حية وغير قابلة للبتر، ولا نعتمد على أن نأخذ منها مال ودم فقط فتزداد وهن على وهن، فتسقط كالثمرة الناضجة بين الأيدي الأكثر رغبة في الاستحواز عليها والأكثر سعياً في سبيل إتمام رغبتها هذه.

وإن كنا لا زلنا حريصين على تراب بلادنا فعلينا أن نكون أكثر عدلاً في التعامل حتى مع أعدائنا، فلا يُعقَل نقوم بالمظاهرات ونخلع العلم لقتل سبعة من رجالنا، -ونحن في هذا على حق- ونصمت على الصواريخ التي تسقط من غزة على رفح وعلى من أعلنوا سيناء إمارة إسلامية، وتجاهلوا أن هناك دولة لا زالت تتبعها سيناء، وعلينا أيضاً ألا ننسى ما جرى في قسم ثان العريش، وأننا لم نحرك المظاهرات ضد أولئك الغوغاء، ونذكر من اقتحموا حدودنا باللوادر والأسلحة وقتلوا من جنودنا الكثير، أرجوكم علينا أن نكون عادلين حتى مع أعدائنا ومع من اختاروا أن يكونوا أعدائنا.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com