مدينة القدس آثار فريدة وتاريخ عريق وثقافة متنوعة
مدينة القدس المحتلة وأسوارها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر
القدس مدينة قديمة قدم التاريخ لدرجة يصعب معها تحديد زمن بناءها
القدس بكل ما فيها من آثارًا للمسلمين والمسيحيين تعد تراثا للإنسانية بوجه عام
أهم آثارها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة التي بنيت داخل أسوار البلدة القديمة في القدس
كتبت: ميرفت عياد
يحتفل العالم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام باليوم العالمى للقدس، بهدف تذكير العالم بقيمة مدينة القدس لما تحويه من آثار وتاريخ عريق وثقافة متنوعة، ولعل هذا ما جعل لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو تصدر مؤخرًا قرارًا بإبقاء مدينة القدس المحتلة وأسوارها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر والاستمرار في تطبيق آلية الرقابة على الموقع، بسبب ممارسات إسرائيل وأعمال الحفر المكثفة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، خاصة في محيط المسجد الأقصى وأسفله.
مدينة قديمة قدم التاريخ
ويؤكد المؤرخون أن القدس مدينة قديمة قدم التاريخ لدرجة يصعب معها تحديد زمن بناءها، وقد خضعت مدينة القدس للنفوذ المصري الفرعوني بدءًا من القرن 16 ق.م، كما أن الاسكندر الأكبر استطاع السيطرة عليها خلال فتوحاته، ثم استولى الجيش الروماني عام 63 ق.م على القدس وضمها إلى الإمبراطوية الرومانية وخلال هذه الفترة التي دامت حوالى مائة عام استقرت الأحوال التى ساعدت على نمو وازدهار البلاد اقتصاديًا وتجاريًا وكذلك عمرانيًا، الى ان احتلها ملك الفرس " كسرى الثانى وقام بتدمير الكنائس والأماكن المقدسة وهكذا فقد البيزنطيون سيطرتهم على البلاد حتى قام الإمبراطور "هرقل" باحتلال فلسطين سنة 628 م واسترجع الصليب المقدس.
القدس تراث للإنسانية
وتعد القدس مدينة الديانات السماوية الثلاث، وظلت تتعامل مع الجميع على أساس قاعدة الاعتراف بالآخر، ومبدأ العيش المشترك، وخير دليل على هذا الآثار التاريخية للمسلمين والمسيحيين الموجودة بها والتى تمثل تراثا للإنسانية بوجه عام حيث تضم إلى جانب المساجد والكنائس والأديرة مدارس ومنازل وقبابا وأسبلة، وتكمن أهم آثارها فى المسجد الأقصى و كنيسة القيامة التي بنيت داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، وبنيت الكنيسة فوق الجلجثة وهي مكان الصخرة التي صلب عليها السيد المسيح وتحتوي الكنيسة على المكان الذي دفن فيه السيد المسيح والقبر المقدس، سميت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة السيد المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث.
الكنائس والأديرة والقبر المقدس
وتضم مدينة القدس العديد من الآثار المسيحية ذات المكانة المقدسة في قلوب المسيحين خاصة أن أقدام السيد المسيح وطأت هذه الأرض المقدسة، كما أن بها طريق الآلام الذى يحتوى على المحطات التى اجتازها السيد المسيح عبر رحلة الصلب، كما توجد العلية وهى المكان الذى تناول فيه السيد المسيح الفصح مع تلاميذه، وحديقة جيثمانى حيث قبض قائد المئة على السيد المسيح وهو مع تلاميذه، كما يوجد بيت لحم وحقل الرعاه والمغارة التى ولد بها الطفل يسوع، هذا إلى جانب كنيسة القيامة المقدسة التى يوجد بها القبر المقدس الذى ينبثق منه النور فى عيد قيامة السيد المسيح من كل عام وبهذا تعد هذه الكنيسة اقدس مكان في العالم كله، حيث صلب المسيح ومات بالجسد ودفن و قام من القبر المقدس في اليوم الثالث ساحقا قوة الجحيم،كما تحتوى القدس على اثنان وثلاثون كنيسة ودير لمختلف الطوائف منها دير مار إبراهيم للروم الأرثوذكس الذى شيد على الصخرة التى قام ابينا ابراهيم بربط ابنه إسحاق فوقها لتقديمه ذبيحة للرب، ويوجد في الدير شجرة زيتون التى علق الجدي بفروعها ليتم ذبحه عوضًا عن إسحاق، كما توجد بئر عظيمة تحت الدير.
المساجد والقباب والقصور
كما تحتضن القدس العديد من الآثارالإسلامية ما بين المساجد والقباب والقصور والتكايا والزوايا والمدارس والأسبلة والأبواب، وهذه الآثار تعود إلى مختلف العصور الإسلامية، ومن أهم هذه الاثارالمسجد الأقصى و مسجد النبي داود وهو مسجد كبير كانت تقام فيه الصلوات الخمس قبل وقوعه في يد المحتلين اليهود وسيطرتهم عليه. وشرقي القدس يوجد مقام النبي وعليه مسجد كبير، وحواليه أبنية وآثار إسلامية من بناء الملك الظاهر بيبرس ومن جاء بعده من ملوك المسلمين وسلاطينهم، كما تضم القدس أكثر من ثلاثين مدرسة من المدارس التاريخية الأثرية الإسلامية التي أنشأها ملوك المسلمين وسلاطينهم في مختلف العصور، كما توجد مكتبات إسلامية تحتوي على نفائس الكتب الدينية واللغوية والتاريخية منها طائفة من المخطوطات الأثرية في علوم التفسير والحديث والفقه.
القدس مدينة واحدة وثلاث عقائد
والجدير بالذكر أن مكتبة الاسرة أصدرت ضمن سلسلة العلوم الاجتماعية كتاب "القدس مدينة واحدة وثلاث عقائد" للكاتبه البريطانية "كارين أرمسترونج" والذي قام بترجمته كل من الدكتور "محمد عنانى" والدكتورة "فاطمة نصر"، ويتكون من حوالي 700 صفحة مقسمة إلى 18 فصلًا حيث يناقش تاريخ مدينة القدس الدموى حتى ذلك الحاضر المأساوى، محاولًا خلال ذلك ادراك ما يعنيه اليهود والمسيحين والمسلمين بقولهم ان مدينة القدس مدينة مقدسة لهم، كما يشير الكتاب الى بعض ما يترتب على قداسة القدس فى تقاليد كل دين من هذه الأديان.
المصادر:
كتاب: القدس والتحدي الحضاري
كتاب: القدس في العصر الحجري
كتاب: ذكريات من القدس
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com