احتفل المصريون أمس بأول أعيادهم بعد سقوط النظام السابق, وأدي الآلاف صلاة العيد في الساحات والميادين دون إذن مسبق من وزارة الأوقاف,أو جهاز أمن الدولة المنحل, وذلك لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عاما,
واغتنم الأئمة الفرصة فكرسوا خطبة العيد للقضايا السياسية الراهنة, مطالبين بضرورة التوحد بين مختلف فئات المجتمع وطوائفه, حفاظا علي روح الثورة التي أنجزوها بدمائهم.
وأدي نحو خمسة آلاف مصل صلاة العيد في ميدان التحرير أمام منصة وحيدة في الميدان أقامتها اللجنة التنسيقية للثورة, وألقي الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم خطبة العيد, بوصفه خطيب الثورة, واستهلها بالتكبير شكرا لله علي سقوط الرئيس السابق حسني مبارك, والتونسي بن علي, وأخيرا الزعيم الليبي القذافي.
وأكد شاهين أن دماء الشهداء لم تضع هباء, وابتهل إلي الله لسقوط بقية الطغاة من الحكام العرب.
كما طالب بدفع عجلة الإنتاج ووضع حد للمطالب الفئوية. وبعد الخطبة طالب الداعية صفوت حجازي المصلين بالانصراف من الميدان وعدم التجمهر به, وبرغم ذلك أصر أعضاء من حركة6 إبريل علي البقاء في الميدان لمدة ثلاث ساعات تقريبا, رددوا خلالها هتافات مناهضة للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, وحاولوا اقتحام الحديقة الدائرية في وسط الميدان.
وفي ميدان مصطفي محمود, شارك عشرات الآلاف في صلاة العيد, ولوحظ وجود قوي للإخوان المسلمين والحركات السلفية, وظهرت عشرات اللافتات الخاصة بحزب الحرية والعدالة ـ الذراع السياسية للإخوان ـ كما نصب الحزب ثلاثة أكشاك لقبول الأعضاء في الحزب.
وشن الدكتور محمد عمارة إمام مسجد مصطفي محمود هجوما حادا علي الرئيس السابق في خطبة العيد, واتهمه ببيع مصر, ونوه بالدور العظيم الذي اضطلعت به القوات المسلحة لحماية الثورة. وقال: إن من يقرأ التاريخ يدرك أن موقف الجيش المصري لا غرابة فيه.
وتناول خطيب العيد جانبا من الخلافات السائدة بين القوي السياسية, فدعاها إلي التحاور وتجنب الفرقة, وتوخي الرشد في برامجها السياسية.
أما مدينة الإسكندرية, فقد شهدت استقطابا ملحوظا لمصلحة الإخوان والسلفيين, الأمر الذي أثار استياء الشيخ أحمد المحلاوي إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم.
وحذر المحلاوي في خطبة العيد من استغلال حزبي الحركتين للصلاة من أجل الدعاية السياسية.
وقال: إن نهج الحركتين يفتح الباب أمام الطائفية البغيضة ويضع المسلمين في صورة غير حضارية علي الإطلاق.
وكان حزب النور السلفي, وحزب الحرية والعدالة قد تسابقا خلال الأيام الأخيرة من رمضان علي حجز الساحات التي تقام فيها صلاة العيد عادة بالإسكندرية.
ودعا المحلاوي جميع الأحزاب والقوي السياسية إلي توحيد صفوفها, والعمل علي حل مشكلات المصريين بعد تحررهم من الظلم والعبودية في ظل النظام السابق.
وفي معظم المحافظات, سيطر الإخوان المسلمون علي مراكز الشباب, حيث أقاموا بها الصلاة, أما السلفيون فقد احتلوا الميادين والشوارع, أما المساجد التابعة للأوقاف فقد سادتها خطب تنتقد عدم الوحدة بين جموع المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com