كتب: أبوالعز توفيق
منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وجدنا الكثير من الأحزاب والحركات تولد كل يوم لتطرح رؤى سياسية وفكرية جديدة، ومنها أحزاب تم تأسيسها قبل الثورة ( الوفد – الغد –الجبهة –التجمع ... الخ )، ومنها ما تم تأسيسه بعد الثورة ( النور - الوسط – الحرية والعدالة – الفضيلة .... الخ ) إلا أن أغلب هذه الأحزاب مازالت ليس لديها قدرة على مخاطبة المواطن البسيط وغير قادرة على التواصل بالشارع المصرى وخاصةً في الصعيد.
وبأخذ أراء عينة من المواطنين حول شعورهم بالتواصل مع الأحزاب؛ قال "خلف العزازى"- صحفى - إن الأحزاب الإسلامية غير قادرة على التواصل مع الشاع المصري، وليس لديهم أي ثفاقة سياسية ولكن يريدون فقط السيطرة على عقول البسطاء الذين ليس لهم أي ثفاقة دينية، وأن الإخوان والسلفيين ليس أغلبية، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى متدين بطبعه وليس في حاجة للتيارات الإسلامية مثل الإخوان والسلفيين الذين يريدون طرح دين إسلامى وهابى، وليس الإسلام الوسطي الذى يعتنقه المصريين.
وأشار "خلف المصري"- محاسب- إن الشعب المصرى يوجد به قله ليس عندهم ثقافة دينية، موضحًا أن هؤلاء الذين يتأثيرون بتلك الأحزاب الإسلامية، فتجدوهم يمشون وراء كلام أي شخص "مربى دقنه ولابس جلباب أبيض"، دون أن يعلموا مدى تعليم أو مؤهلات هذا الشخص.
وأوضح أنه يوجد بالصعيد ناس لم يدخلوا أي مدارس، ولكنهم -مربيين ذقنهم - والناس يطلقون عليهم شيوخ، مضيفًا إلى أن نتائج الأستفتاء على التعديلات الدستورية أظهرت مدى قوة التيارات الإسلامية في الشارع المصرى، حيث أن هناك أناس صوتت بـ"نعم" وهي لا تفهم غير أن "نعم" لصالح الإسلام وكلمة لا لصالح المسيحيين .. والغريب أننا نجد باقي القوى السياسية تقف موقف الصمت أمام القوى الإسلامية، فمثلاً لا تجد مؤتمرات توعية سياسية للشعب المصرى .
وقال "ماهر محمود"- محامى- أنه يرى أن الأحزاب الإسلامية لها تأثير على المواطن المصري، والسبب هو أن الأحزاب المعارضة ليس لها تواجد أو تأثير فى الشارع المصرى، وبرامجها المعلنة يتم تنفيذها على الورق فقط وهى ضعيفة جدًا، حيث دأبت على النقد على طول الخط دون أن تطرح حلولاً لأى مشكلة من المشكلات المطروحة على الساحة، مما أفقدها مصداقيتها فى الشارع المصرى، كما أنها لا تقدم أي جديد في الحياة السياسية سوى الصراخ والعويل.
وصرًّح الفنان التشكيلى "محمد يوسف طرحان" أنه لا يرى أي تواجد للأحزاب السياسية في الشارع المصري، وليس لها أي تأثير والقائمين على هذه الأحزاب هم حفنة من الأشخاص، هما لا يتغيروا في كل البرامج والأحزاب نفسها، منددًا بضرورة وجود تغيير فكر وإيجاد الطريق الأفضل للشباب، وعمل برامج طموحة وأن تكون لها كوادر حقيقية موجودة، وملموسة في الشارع المصري، وأن تطرح كل الإمكانيات لكل من هو جاد وطموح ..، وأطرح سؤال على لساني إلى متى لن يتغير فكر تلك الأحزاب والإعلام تجاه الشباب؟!
وأوضح "عصام صابر"- محامى- إن الأحزاب الموجودة على الساحة التي تم تأسيسها قبل الثورة والتى تم تأسيسها بعد الثورة، ما هى إلا أبواب وشقق مغلقة، وخاصةً في" سوهاج"، فعلى سبيل المثال ذهبت أكثر من مرة إلى حزب من الأحزاب هذه للإنضمام به، وكلما أذهب أجده مغلق، ولم أرى أي باب من ابواب الأحزاب الموجودة في "سوهاج" مفتوح أبدًا، أو تعمل على توعية سياسية للشارع السوهاجى، وليس للأحزاب أي تأثير على الشارع السوهاجى.
وأما أحزاب التيارات الاسلامية ؛ أشار إنها ما هى إلا السيطرة على عقول البسطاء فقط، وليس لهم أي نشاط إلا دعم مرشحي مجلسي الشورى والشعب من أعضاءهم .
وختامًا؛ قال "ياسر حسين"- مدرس- إن الأحزاب الموجودة على الساحة أغلبها يهتم بالصراع السياسى، والأحزاب الإسلامية تتصارع على فرض إرادتها وهويتها وأيدلوجيتها على الشعب وتخاطب فئة معينة، وهذه الأحزاب لا تهتم بالفقراء ولا قاطني العشوائيات و الزراعة، وأنها ليس لديها رؤية واضحة في الشارع المصري، ولازال هناك إنخفاض في مستوى الوعي السياسي، وعدم وجود برامج واضحة تهم الشارع المصري وتدخل في مشاكلة البسيطة، مشيرًا إلى أن الأحزاب المتواجدة الآن لاتتكلم بلغة الشارع المصرى أو تخاطبه بما يحتاجه.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com