ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الــــــــــــــــــــــــــرد على مقال روزاليوسف

حنا حنا المحامي | 2011-09-03 00:00:00

بقلم / حنا حنا المحامى

علاقتى بروز اليوسف قد انتهب منذ زمن مضى وبالتحديد منذ أن غير النظام السابق رؤساء التحرير.

عقب ذلك قرأت فى المقالات الاولى للاداره الجديده هجوما على السفارات الاجنبيه لانها تعين مسيحيين. اندهشب من هذا التصرف الغير إنسانى ذلك أنى حتى ذلك التاريخ كنت أعتقد أن التطرف والانحراف لن يصلا إلى هذا الحد الغير إنسانى.

كون جريده مصريه المفروض أنها محترمه ولها تاريخ عظيم لمن تحمل هذا الاسم, تقوم بمحاربة شباب مصرى أولا وأخيرا فى رزقه وتهاجم السفارات الاجنبيه لانهم يعينون مسيحيين, وهؤلاء المسيحيون المفروض أنهم شباب مصرى. صوره من الصحافه المتطرفه لم أكن أتصور أننا يمكن أن نصل إليها فى يوم من الايام. وطبعا هذه الاداره الجديده التى لم يكن النظام السابق "أو الحالى" يعطيهم مرتبات بل رشوه تملا الجيوب والعيون والبطون والضمائر حتى لا يحيدوا عن الخط الذى رسمته الدوله فى تصفية المسيحيه من مصر. وطبعا رؤساء التحرير كانوا يفضلون الملايين عن المبادئ والعداله ويقظة الضمير.

 

لذلك وإرضاء للنظام تتبعت الاداره الجديده للمجله الشباب المصرى فى رزقه وإرهاب السفارات الاجنبيه واتهامها بالتحيز. علما بأن تلك الجريده وغيرها لم تتحرك شعره فى كيانهم إزاء حرمان الشباب من الوظائف فى القطاع العام والخاص, بل بلغت الجرأه لبعض النشاطات أن تعلن صراحة "لا يوجد وظائف للمسيحيين". مع ذلك لم تحرك الجريده الميمونه شعره من الاحساس بالوطنيه أو بالانسانيه. وراحت تتعقب الشباب المسيحى فى كل سفارات الدول الاجنبيه, رغم أن الحكومه نفسها ليس لها أى سلطان على الدول الاجنبيه وسفاراتها. ولكن كل شئ ممكن فى مصر خاصة إذا كان يتجه إلى الشر.

 

أيقنت فى ذلك الوقت أبعاد المؤامره التى تحاك ضد الشباب المصرى لمجرد ديانته. وبذلك أدركت اتجاه الجريده فمن ثم قاطعتها حتى لا يصيبنى ضغط أو أزمه. كل ما فعلته أنى رفعت رأسى إلى السماء لتشهد على ظلم الانسان لأخيه الانسان.

 

إلى أن صادفت على المواقع الالكترونيه مقالا من ذات الجريده نشرته سيده فاضله على البريد الالكترونى أعتقد هى السيده الفاضله نجلاء عكورى.

عنوان ذلك المقال: "اسمه "زقلمه" رئيس جمهورية مصر القبطيه"

 

والهدف من هذا الرد ليس على ما جاء بخصوص الدكتور زقلمه فهو كفيل بالرد عليه, ولكن الهدف هو ما جاء بالمقال من مغالطات.

يقول المقال .... ".... أنه (أى الدكتور زقلمه) فاقد القدره على الحشد وإن كان يقدم نفسه وجوقته كاداه فى أيدى جهات وحكومات غربيه للضغط على مصر".

 

نفس الاسلوب الارهابى الذى تتبرأ منه أى صحافه نزيهه ترعى الوطن والضمير. نفس الارهاب الفكرى من "خيانه وعماله واستفواء بالخارج".

 

على أى حال نفرض أن هذا الكلام موضوعى وأن الحقيقه والواقع أن الهدف هو "الضغط على مصر".

 

وهنا يثور التساؤل: ما السبب والهدف من الضغط على مصر؟ لماذا سكت السيد الكاتب اللوذعى عن تكملة الجمله حتى تصبح جمله مفيده؟ وهل الضغط على مصر له ما يبرره أم لا؟ ألم يكن من الاجدر أن يقول الكاتب المبجل أن مثل هذا الضغط لن يجدى لأن مصر والحكومات المتعاقبه استهدفت الافليات ولن تحيد عن هذا النهج؟ هل ذكر الكاتب المبجل أن مثل هذا الضغط غير مجدى للاسباب الاتيه .. كذا وكذا؟ لماذا يسكت الكاتب عن إيضاح عبارته حتى يكون المقال ذا معنى وهو كاتب فى جريده كانت مرموقه؟

ثم يقول الكاتب ".... حاول البعض الترويج لها (الفتنه) من الداخل والخارج من السبعينات لاقامتها (الدوله القبطيه) فى الصعيد ... ولكن الوضع الاخير فى مصر شجعهم على الافصاح عنها..."

 

عزيزى الكابت لماذا أسلوب الطلاسم؟ هل أنت "مكسوف" أن تتحدث عن الوضع الاخير فى مصر؟ ما هو الوضع الاخير فى مصر؟ لماذا لم تفصح عنه؟ لماذا لا تكون لك الشجاعه كصحفى يحترم مهنته ويفصح عن صورة الاضطهاد الممنهج؟ أليست رسالة الصحفى أن يدافع عن المبادئ والمثل العليا وأهمها تماسك الوطن والحرص على وحدته وقوته بدلا من الفتيت والتفكك؟ كم مره كتبت عن العدوان على الكنائس والابرياء؟ هل تحركت إزاء المدرس الذى قطعت إذنه .... وطلما؟ باختصار... هل جندت قلمك لسلامة مصر ووحدتها؟ أم أن الملايين من الجنيهات عندك أهم وأجدى؟ فهى كفيله بأن تجعلك تتخلى عن المبادئ؟

 

ثم يقارن الكاتب بين السودان المسيحى وبين المسيحيين فى مصر فهؤلاء الاخيرون منصهرون جغرافيا واجتماعيا فى الدوله المصريه. والتى سبقت السودان فى فكرة المواطنه والمساواه. والكاتب المحترم يتكلم بكل جرأه عن المساواه والمواطنه. وهنا أوجه لسيادته بعض الاسئله البسيطه: كم من مره دافع عن الظلم الواقع على الاقباط؟ ماذا كتب عن مذبحة كنيسة القديسين؟ ماذا كتب عن تعصب قنا ورفض محافظ مسيحى, وماذا كتب عن المواطنه المزعومه؟ ماذا كتب عن الاعتداء على الكنائس؟ ماذا كتب عن حرق الكنائس؟ ماذا كتب عن اضطهاد الاقباط فى كل صوب وفج؟ الاجابه لا شئ. يا سيدى الفاضل لعلك تعلم أن الصحافه مرآه للمبادئ ومن أهم المبادئ فى هذه المرحله هى المواطنه والمساواه. أين هما؟ هل كتبت عن حماية العدوان ضد المسحيين؟ بالطبع لا. إذن حديثك عن المواطنه والمساواه عباره عن نحاس يطن أو صنجا يرن.

 

على أى حال يبدو أن هذا الانصهار الذى تتشدق به هو الذى يساعد على التمادى فى الاضطهاد وأعمال التصفيه الغير إنسانيه. ولكن ثق أن لكل شئ حل, وليس هذا هو وقت الحلول والحسم فالجعبه لا يزال فيها القليل من الصبر, وفيها أيضا الكثير من الحلول.

 

ثم يتكلم الكاتب عن جريدة "صوت الاقباط". وتصحيحا لمعلومات الكاتب المحترم, فإن جريدة صوت الاقباط هى التى أصدرها الرائد العظيم الدكتور شوقى كراس. ,وسواء كان الذى أصدرها الدكتور شوقى كراس أو الدكتور زقلمه فالامر سيان, فكلاهما كانا يعبران عن المآسى المصريه والقبطيه. ثم يصف الكاتب الجريده بأنها كانت تتسم بالمبالغه والتهويل. شكرا سيدى الفاضل. لقد أفصحت بكل وضوح عن نواياك وأهدافك. فلا يجوز أن نبالغ فى حرق الكنائس, أو قتل المصلين, أو تعذيب الابرياء وإجبارهم على الترحيل من مدنهم ومسقط رأسهم. كما لا يجوز أن تيالغ فى أمر محافظ أثار كل أنواع العراقيل لعدم بناء كنيسه. ناهيك عن معاملة الشباب التى لا تتسم بأى إنسانيه مثل حرمانهم من التوظف والحرمان من التعيين كمعيدين وحرمان مصر من عقول أبنائها الافذاذ.

 

طبعا لم يفت الكاتب أن يعرض على الكنيسه لتأخذ منه نصيبا, فهو يقول "..... لكن ما دامت هى التى زجت بنفسها فى ملعب السياسه عليها أن تتحمل مسئوليتها.

أيها الكاتب الصحفى أنت وأقرانك, عليكم أن تهجروا هذا الاسلوب وتلك المغالطات الرخيصه كما عليكم أن تحترموا قلمكم ورسالتكم. الكنيسه يا سيدى كما تعلم لم تزج بنفسها فى ملعب السياسه. الكنيسه قامت بدور الام الرؤوم التى تحتضن أبناءها وتحافظ عليهم من الضياع والتشرد الذى حكمت به عليهم حكوماتهم الميمونه التى تدفن ضمائرها فى الرمال حين تتبوأ السلطه. هل تريد من الكنيسه أن تترك أبناءها فريسة للاضطهاد حتى يشردوا ويصبحوا بوابين وماسحى أحذيه كما حكم عليهم السادات أفندى؟ لا يا سيدى, لو أيقظت ضميرك ولو قليلا سوف تدرك دور الكنيسه ورسالتها تجاه أبنائها الذين لفظتهم الدوله بكل أجهزتها.

 

سيدى... إذا تيقظ ضميرك سوف تدرك كل هذه الحقائق وتعمل بأمانه على نهضة مصر من خلال الحقائق وليس من خلال المغالطات ووضع الرؤوس فى الرمال. فمصر لن تنهض إلا بمواجهة الحقائق بشجاعه وأمانه التى أهم أنواعها هو أمانة الكلمه.

 

إجمالا إن التطرف الذى تصفه لم يكن إلا رد فعل لما يعانيه كل قبطى فى مصر. فقبل أن تتعرض للمبالغه فى رد الفعل عليك أن تعالج الفعل وتواجهه بشجاعه.

 

أنقذوا مصر من خلال الصدق والحقيقه وليس من خلال طمسها ورفع أعلام الباطل.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com