ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

مطلوب مشروع قومى للوحدة الوطنية

| 2011-09-04 09:28:11

موضوعنا هذا يعود بنا إلى ما قبل التاريخ، أعنى إلى ما قبل 25 يناير 2011: إلى تلك الحقبة التى كنا خلالها نعانى من دكتاتورية مقنّعة تختبئ فى زى ديمقراطية مزيّفة، ونستنشق هواء ملوثا بفساد ينطلق من القمة إلى أسفل حتى أصبحت الرشوة هى العملة الواجبة المتداولة بيننا. . وفى ذلك الجو الخانق وقتئذ من تدنى الأخلاق ووطأة الاستبداد وبوادر التوريث وتعميق الفجوة بين الغنى والفقير بدأنا نشعر بقلق متزايد بالنسبة لما سيأتى به لنا المستقبل. أضف إلى ذلك خوض الكنيسة الحلبة السياسية رويدا رويدا وتحالفها مع النظام، آملة بذلك استجابة مطالب الأقباط، إلا أن العكس هو الذى تم بسبب عدم تكافؤ قوى الطرفين، ما زاد من كهربة الجو العام ومن تغذية الفتنة الطائفية الكامنة تحت السطح. فجأة ولأول مرة انتابنى فى نهاية عام 2004 إحساس غريب عن طبيعتى، ألا وهو قلق مخيف ينذر بفاجعة آتية لا محالة يجب درؤها عاجلا، تصورتها على شكل بركانين، أحدهما كبير يمثل مجتمعنا المصرى بأسره والثانى بركان صغير داخل البركان الكبير يمثل ما يسمى بالملف القبطى وهو بالأحرى ملف الفتنة الطائفية فى وحدتنا الوطنية. فإذا انفجر أحدهما، وكنت أتوقع البركان الصغير، تسبب فى انفجار الآخر.

أفضيت بهاجسى إلى الصديق د.مراد وهبة، الذى شاطرنى مخاوفى، وسرعان ما اشترك فى البحث تباعا ومعا بالإضافة إلينا م. يوسف سيدهم ود. رفعت السعيد ود. محمد نور فرحات. عقدنا ثلاثة اجتماعات مكثفة من 4/1/2005 إلى 12/2/2005 إلا أن مبادرة مبارك فى 27/2/2005 بتعديل المادة 76 من الدستور استحوذت على اهتمام السياسيين والإعلاميين وأصبح الملف القبطى بعيدا تماما عن الأنظار.

لذلك عقدنا اجتماعنا الأخير فى حزب التجمع يوم 23 إبريل لنرد على السؤال الآتى: (ماذا يمكن عمله الآن ؟) رد الدكتور نور فرحات : (كل ما نستطيع أن نفعله هو توجيه نداء إلى الشعب )، واقترح أن أقوم بإعداده. وافقنا على هذا الاقتراح. أعددت النداء وتلوته على من حضر يوم 12 مايو 2005 كما أفدت به من لم يحضر. ثم أودعته فى ملفاتى لانعدام جدواه فى ذلك الوقت.

والآن أخرج النداء من الدرج من أجل نشر ملخص منه مساهمة متواضعة ممن ذكروا أعلاه فى الحملة الحاضرة لترسيخ وتفعيل وحدتنا الوطنية.

تلخيصا شديدا للمقدمة نوهنا عن خطورة السكوت عن الملفات القومية الساخنة، حيث تتراكم المشاكل وتتشابك ثم تتعاظم، شأن أخطر ملف مصيرى مصرى وهو الملف القبطى، الملف القومى رقم واحد، الذى أصبحت سلبياته تنخر بشراسة فى وحدة جسمنا وشبهناه بالبركان الصغير داخل البركان الكبير على مستوى الوطن. وبإلقاء نظرة شاملة على المساحة المصرية بعناصرها نستنتج أن السكوت عنه هو القاسم المشترك الذى يجمع بين النظام والأحزاب والمنظمات الحقوقية وغيرها، كأن الاقتراب من هذا الموضوع محظور لدوافع أمنية فى غاية الحساسية.

كما أكدنا أن أى مشروع قومى طموح لن ينجح دون المشاركة الشعبية الجادة بغية إعداد خطة استراتيجية شاملة من أجل الخروج من الوضع الراهن نهائيا.

وختاما لا يسعنا سوى أن نردد ما كتبه المفكر الكبير المرحوم الأستاذ أحمد بهاء الدين (ألأهرام فى 10/3/1978) : (فى مصر فتنة طائفية! وهى أخطر من حكاية اللبن الملوث.. لأنها ستصيبكم فى أنفسكم وأبنائكم وأموالكم وأرواحكم.. لو تجاهلتموها وسكتم عنها.. ) مع إعادة مصر إلى المكانة المرموقة التى كانت تشغلها إقليميا ودوليا، الأمر الذى يتطلب منا جميعا التضامن والبذل والحكمة والشجاعة وتعدى المصالح الفئوية والشخصية من أجل الصالح العام.

والسؤال الذى يفرض ذاته علينا الآن هو الآتى: هل يستطيع الجزء الواعى من شعبنا الوفى أن يزيل من الساحة المصرية العامة ما يتراكم عليها الآن من سيل الحمم الخطير والمتساقط من البراكين ؟ أستشعر أن الإجابة ستكون بنعم.. فى نهاية المطاف .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com