ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

كدابين الثورة !!

جرجس وهيب | 2011-09-05 00:00:00

بقلم: جرجس وهيب
منذ أن قامت ثورة 25 يناير ظهرت فئة من أطلق عليهم "كدابين الثورة" وهما من يحاولون الآن الظهور بمظهر المتعصب والمدافع والمؤيد للثورة، على الرغم من أنهم كانوا من أشد المعارضين لها ومن يرتدون ثوب الوطنية دون غيرهم، بل يتهمون الآخرين بالخيانة الوطنية ومعاداة الثورة لمجرد الاختلاف معهم في الرأي.


فما من برنامج يعرض على التليفزيون المصري أو القنوات الخاصة، إلا ونرى تصريحات نارية من عدد من القيادات التي عملت مع النظام السابق، والكل يفتخر بأنه عارض الرئيس في بعض القرارات، بل رفض تنفيذ قراراته ووبخه على ذلك، وأعتقد أنهم كلهم غير صادقين.


ويأتي على رأس هذه القائمة الكاتب الصحفي المثير للجدل والخلاف "محمد حسنين هيكل" والذي ظل لسنوات طويلة من رجال "جمال عبد الناصر" وأحد أهم صحفيي هذه الفترة، وأقرب المقربين من الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، وهو من قام بكتابة جميع خطابات الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" التي كانت كلها كذب وخداع للمصريين، ويكفي خطابات الانتخابات الرئاسية التي كانت تسفر عن فوزه بـ99.99%، وخطاب التنحي الشهير فالكاتب الذي ارتدى الآن ثوب الوطنية شارك ولسنوات طويلة في تضليل المصريين، ولم يجرؤ أن يهاجم الرئيس "جمال عبد الناصر" طوال حياته.


وهيكل رفض الإجابة على أحد أسئلة مقدم برنامج بقناة الجزيرة عن التوريث قبل عدة سنوات من رحيل النظام، وقال أن هذا الموضوع محرج ولا يريد الخوض فيه، كما أن نجل الكاتب الشهير، كان أحد رجال "جمال مبارك"، وأحد كبار رجال الأعمال الذين استفادوا من نظام مبارك، إذ يخرج علينا الكاتب الكبير بعد الثورة بمجموعة من الأحاديث الصحفية التي يرتدي فيها ثوب الوطنية، موجهة اتهامات للكثيرين ومغايرة للتاريخ المصري، فيؤكد أن القوات الجوية لم يكن لها أي دور في حرب أكتوبر 1973، مما دعى بعدد من كبار قيادات القوات الجوية في ذلك الوقت إلى مقاضته بتهمة إهانة القوات الجوية، فالكاتب الذي ظل لسنوات طويلة يضلل الشعب المصري وإذا به أحد أهم الثوار.


كما كان موقف كبار قيادات المؤسسات الصحفية الحكومية السابقين غاية في السوء، فالكتاب الذين ظلوا يمجدون في نظام مبارك لسنوات طويلة إذا بهم في اليوم التالي لخطاب التنحي يهيلون التراب على النظام، فبين عشية وضحاها تتغير المواقف وتتبدل الأدوار للنقيض، وكانهم آخرين غير الذين اعتدنا عليهم طوال السنوات، فمن لا يعرفهم يعتقد أنه تشابه في الأسماء، وليسوا هؤلاء من كانوا يمجدون في النظام السابق ورجال النظام، وما زالوا حتى بعد ترك رئاسة المؤسسات الصحفية على نفس المنوال.


ونفس الحال ينطبق على قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، من كانوا يدفعون على النظام لسنوات طويلة إذا بهم يهاحمون النظام في اليوم التالي لخطاب التنحيي، فكان أكرم لهولاء أن يتقدموا باستقالتهم ويتمسكوا بآرائهم، فكانوا سيكونون موضوع احترام من الجميع.


كما كانت هناك مبالغة كبيرة جدًا من بعض الكتاب والمشاهير والفنانين في محاولة للتقرب من النظام الحالي، فالفنان "علي الحجار" -على سبيل المثال- كان له تصريح استفزني أنا شخصيًا، ووجدت فيه مبالغة لم نعتد عليها من فنان محترم مثل الفنان "علي الحجار" وقال الفنان أن "جمال مبارك" لو وصل إلى الحكم كنت أفكر أن أفجر نفسي فيه مبالغة واضحة جدًا.


ويضاف إلى هؤلاء الكثيرين من مقدمي برامج "التوك شو" من كانوا يعملون بالريموت كنترول.


أنا أعتقد أن لكل نظام رجالة والمقربين منه والمستفيدين منه، إلا أن العمل بوجهين والانقلاب المفاجىء لعدد كبير من السياسيين والفنانين والمشاهير، شيء سيء جدًا وغير مقبول، وإذا اعتمدت عليهم مصر خلال المرحلة القادمة سيكون وضعنا أسوأ مما كنا عليه، فلابد أن يتم الاستعانة بمن يؤمنون بالمرحلة الحالية، وليس بمتعددي الوجوه والمبادئ، فهولاء من يحاولون التقرب من رجال المرحلة الحالية، لو قامت ثورة ثانية سيكونون من رجالها وسيهاجمون النظام الحالي، فلابد أن يتم الاستعانة بأصحاب المبادئ الواحدة والمحبين لمصر، ومن يتطعون لدور أفضل لمصر على المستوى العالمي وحياة أفضل للمصريين وتعايش ومحبة بين جميع فئات المجتمع.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com