ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الكلمة المفقودة !!

مدحت سيف | 2011-09-06 00:00:00

 بقلم / مدحت ناجى نجيب
سوف يظل العالم فى صراع وعراك نحو المجهول المفقود ، طالما أنه لم يفطن الى الرسالة التى جاء بها المسيح منذ الفى عام ، سيظل حائراً ، لا تشبع غرائزه واحتياجاته فى هذا العالم ، جاء المسيح ليعلن للعالم كله ، انه جاء لكى ينشر رسالة سامية ، ليؤسس ديانة سامية أخذت من اسمه ، جاء لينشر كلمته الحية بين كل البشر على مختلف اعمارهم وثقافاتهم ، جاء برسالة " الحب " انها الرسالة القادرة على تغيير مسار كل البشرية من الدمار الى حب الحياة ، فقال " ليس حب أعظم من هذا ان يبذل أحد نفسه لأجل أحبائه " ، نعم انها اعظم رسالة نشرها المسيح بين جموع البشر ، وسوف تظل لغة الحب هى اللغة الصعبة التى لا يتعلمها إلا القليلين من البشر وسط لغات التعصب والعنف الموجود حالياً .

كلمة الحب هى الكلمة الوحيدة القادرة على تغيير وتقريب المسافات بين الدول ، هى القادرة على جعل الدول الاعداء ، صديقة لنا ، كلمة الحب هذه استخدمها المسيح فى كل حياته الثلاثة والثلاثين على الأرض ، عاش قليلاً على الأرض ، لكن هذه الحياة القليلة هى التى انتجت ملايين الشعوب المسيحية التى تحيا الآن ، جاء المسيح برسالة " الحب " ليجذب إليه الجميع " وأنا ان ارتفعت أجذب إلى الجميع " ، لم تكن رسالة المسيح رسالة دموية او رسالة سيف ، بل كان يحمل السيف الروحى " المحبة " التى تجعل القلوب القاحلة قلوب مروية بالحب الالهى ، لم تكن رسالة تبشير بالسيف بل بمنطق الكلمة المكتوبة ، جال وسط الشعوب فقراء واغنياء ليعطى دروساً روحية يستفيد منها الجميع ، رسالته حولت السامرية الى أمرأة مبشرة لكل مدن السامرة ، وحولت المرأة التى أمسكت فى ذات الفعل إلى أمرأة بتولية تعيش الطهارة فيما بعد ، رسالته هى التى حولت الزناة الى بتولين أمثال القديس أغسطينوس وموسى الأسود ومريم القبطية ، لأنها رسالة حب قوية من إله قوى يتعامل بالحب .

وأن أدب يؤدب بالحب ، تعاملاته واحدة مع كل البشر لا يوجد عنده محاباة لأنه فاحص القلوب والكلى ، يؤدب بحنو ، لأنه هو يجرح ويعصب ويداه تشفيان ، ان لغة الحب تكلم بها المسيح فوق رابية الجلجثة على الصليب عندما غفر لصالبيه واعدائه ، انها قوة الحب ، انها الكلمة المفقودة الآن ، التى يظل العالم بدونها فى حالة صراعات وانشقاقات وحروب ، سوف تظل الأرض تغضب على العالم فتنفجر منها البراكين والزلازل ، وتغضب السماء فتمطر ناراً وكبريتاً ، ايتها الدول الكبيرة والعظمى كما تدعون ، تتكلمون انكم تسعون إلى نشر السلام بين كل دول العالم ، وانتم بالحق تنقاضون ما تقولون ، تتكلمون بالحق وتنفذون بالباطل ، لقد أفسدتم الحب وشوهتم صورته بين كل شعوب الأرض ، فضاع الحب من الأرض ، لم نعلم ان كنتم قد أمتم الحب ودفنتوه فى قبور الظلمة .، لكن الوقت لم يمضى بعد ، أعيدوا حساباتكم ، أصغوا إلى صوت الايمان الذى ينادى به فى الكنائس ، اصغوا الى صوت الحب الخافت فى الصدور ، اعيدوا ميلاد الحب من جديد ، فالحب لا يشيخ ولا يضمحل ، " فالحب هو الكلمة التى تؤجل نهاية العالم " .

على من يجد الحب مزروعاً بين الأشواك أن ينتظر الى أن يأتى الوقت الذى يموت فيه الشوك لأن كثرة ورائحة الحب تميت أسنان الشوك المدبب ، فالحب هو الكلمة الوحيدة القادرة على انقاذ كل إنسان فى هذه الحياة من الضيق والآلم ، الحب هو الكلمة المفتاح لنجاح اى عمل ، الحب هو ان لا يكون هناك مكان للجشع والربح القبيح ، إذا اصبح الحب عو " عملة التداول " بين كل الدول لا تعتقد بأنك سوف تجد دولاً تموت من الجوع واخرى تحارب ويموت منها الكثير من جنودها وشعوبها من أجل الطمع ، ان كلمة الحب هى الكلمة الوحيدة التى من الممكن ان تجعل الأرض سماء ... لكن الحب الاكبر يكمل فى السماء مع المسيح ذاك أفضل جداً . لذلك " إذا وجدت الحب نائماً على الارصفة ، فأيقظه فى كل قلوب البشر ، بابتسامة هادئة " إلى هنا اعاننا الرب ...

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com