نشر موقع «ويكيليكس» الإلكترونى وثيقة سرية أرسلتها السفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة، مارجريت سكوبى، إلى بلادها عام ٢٠١٠، وذكرت فيها أن الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أشاد خلال لقائه نظيره الأمريكى الجنرال جورج كيسى، فى ١٩ يناير٢٠١٠، بالتعاون العسكرى بين مصر والولايات المتحدة.
وقالت الوثيقة إن «عنان» شارك «كيسى» المخاوف بشأن التدخل الإيرانى فى المنطقة، بما فى ذلك تدخلها فى العراق واليمن، وقال إن السلاح النووى الإيرانى سيلحق ضرراً بالمنطقة بأسرها، وأكد استمرار مصر فى متابعة هدفها لتحقيق منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، تشمل إسرائيل.
وأكد «عنان» أن مصر لاتزال ملتزمة بمكافحة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن أنشطة التهريب ستستمر إلى أن تفتح إسرائيل المعابر الحدودية أمام حركة المرور التجارية المشروعة.
وأوضحت الوثيقة أن «كيسى» شكر مصر على جهودها الرامية إلى إعادة بناء العلاقات مع الحكومة العراقية، وإعادة هذا البلد مرة أخرى إلى كنف العالم العربى، الأمر الذى رأه «ضرورياً لمكافحة النفوذ الإيرانى فى المنطقة»، فيما نقلت «سكوبى» عن «عنان» قوله إن مصر تريد دولة عربية قوية بجوار إيران، وشدد على أهمية حل النزاع الفلسطينى - الإسرائيلى، من أجل حرمان إيران من فرصة تأكيد دورها فى المنطقة.
وقالت الوثيقة إنه عندما سأل الجنرال «كيسى»، «عنان» عن تقييمه لأكبر تهديد يواجه أمن مصر، أجاب الأخير قائلاً إن «أى شخص يحاول انتهاك حدود مصر هو عدو»، وشدد على أن مصر لاتزال ملتزمة بالحل السلمى للنزاعات، لكنه أشار إلى أن أى تهديد لمصر سيثير «رد فعل عنيفاً» من جانب الجيش.
وذكرت «سكوبى» أن «عنان» أكد دعم الرئيس السابق حسنى مبارك لمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط، وقال إن أى سباق تسلح فى المنطقة من شأنه أن يعزز عدم الاستقرار، واعتبر أن الصراعات فى اليمن، والصومال، وأفغانستان، والعراق تشكل تهديداً أيضاً.
وأعرب «عنان»- بحسب الوثيقة- عن اعتقاده بأن إيران تستخدم المفاوضات كوسيلة لكسب الوقت فى حين تواصل تطوير برنامجها النووى، معرباً عن أمله فى أن تحل الأزمة بطريقة سلمية، فيما قال إن مصر ستواصل العمل من أجل إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل على أن تشمل إسرائيل.
وذكرت «سكوبى» فى الوثيقة أن عنان أثنى على الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فى أفغانستان لنهجها الشامل، بما فى ذلك التركيز على التنمية الاقتصادية، ورأى «عنان» أن اليمن يشكل «مشكلة حقيقية»، مضيفا أن كلاً من إيران والقاعدة تقدمان دعماًَ مباشراً للمتمردين الحوثيين، وقال إن مصر تعتقد أن عليها «واجباً ومسؤولية» لدعم الحكومة اليمنية، وعندما سئل عن أفضل السبل لدعمها، قال إنه على دول المنطقة أن توفر ذلك الدعم عن طريق توفير الذخيرة والأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى للحكومة اليمنية.
وأكد «عنان»- وفقاً للوثيقة - الجهود المصرية لمكافحة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، بما فى ذلك بناء جدار فولاذى على طول الحدود بين غزة ومصر، مشدداً على أن مصر لديها الحق فى اتخاذ كل الخطوات اللازمة لحماية حدودها.
وأشار «عنان» فى الوثيقة إلى أن مصر اكتشفت ٦٦٣ مدخلاً للأنفاق خلال عام ٢٠٠٩، مضيفا أن بعض الأنفاق كانت كبيرة بما يكفى لاحتواء سيارات، مؤكداً أن أنشطة التهريب ستستمر مادام حصار غزة مستمراً، داعياً إسرائيل إلى رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر الحدودية لمنح مواطنى غزة «حياة طبيعية».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com