ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الحب

د. مينا ملاك عازر | 2011-09-11 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر
كتبت كثيرًا عن الحب في مقالاتي، وأشرت إليه من قريب ومن بعيد، وكتب عنه الكثير من الشعراء والكتاب العظام من قبلي، وسيكتب عنه الكثيرون من بعدي، بإذن الله. لكنني أشعر بأنني أكثر إنسان على وجه هذه الأرض يعرف الحب، ويكابد مرارته، ويستطعم حلاوته، ويتضور شوقًا وعشقًا، وكل عاشق يشعر بأنه هكذا.

فأنت في حبك لأهلك تشعر وكأنك أكثر من أحب أهله في الدنيا، والمصريون يشعرون بأنهم أكثر من يحبون وطنهم "مصر"، كما يشعر بذلك غيرهم أصحاب باقي الجنسيات في العالم حيال أوطانهم. وأنا شخصيًا أرى أنه لا وجه مقارنة بين حب كل واحد والآخر، فكل واحد يحب حسب طاقة قلبه، وكل من أحب أكثر سامح أكثر، وكلما كانت قدرتك على الحب كبيرة كانت قدرتك على التسامح أكبر، وكلما كان الحب عميقًا كان صعب على الآخرين أن يقصوا جذور الحب من الأعماق.

والحب ليس موجودًا بالأغاني وإنما في القلوب، وليس موجودًا في الأماني وإنما في العيوب.. نعم في العيوب، فكلما أحببت كلما تغاضيت عن العيوب، وكلما أحببت نسيت العيوب.

وكل هذا لا يستقيم مع حب الأب وحب الأم. فهم يحبون أبنائهم لكنهم قادرون على رؤية عيوبهم. فلا تقل لي إنهم لا يحبون، وإنما من حبهم في أبنائهم يرون العيوب، ولذلك يكمن الحب في هذه الحالة في رؤية العيوب، فإن لم يروا العيوب فهم بذلك يدللون ويفسدون، فعليهم رؤية العيوب. وتنطبق هذه الحالة بتفاصيلها على حب الوطن، فعلينا رؤية عيوبه حتى نصلحها، ويصبح وطننا أفضل بدون العيوب، وإن كانت مراية الحب عمية كما يقولون، فعدسته أدق ما يظهر العيوب، إن كان الحب صادقًا.

وانتبه معي عزيزي القارئ، فالمرآة حضرتك ترى فيها نفسك ولا ترى فيها الآخرين، أما العدسة فهي التي ترى من خلالها الآخرين، ومن ثم فمرآة الحب لا تجعلك ترى عيوبك، وإنما عدسة الحب تجعلك ترى عيوب الآخرين، إن كنت تريد تحسين أحوالهم، وأن تدفعهم نحو الأفضل.

المختصر المفيد، يا إللي ظلمتم الحب، وقلتوا وعدتوا عليه، وقلتوا عليه مش عارف إيه، العيب فيكم، يا في حبايبكم، أما الحب يا روحي عليه، يا روحي عليه..

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com