تبرأت القوى الثورية والسياسية من أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية، والاعتداء على مديرية أمن الجيزة، واتهمت «فلول النظام السابق» والسلطة الحالية وأمريكا وإسرائيل وبعض الدول العربية بالوقوف وراءها لتشويه صورة الثورة، قبل سماع شهادات كبار رجال الدولة فى محاكمة مبارك، فيما طالبت أمريكا مصر باحترام التزاماتها فى معاهدة السلام، وحماية السفارة بعد مغادرة السفير الإسرائيلى القاهرة ومعه ٧١ من طاقم العاملين معه، واستنكر خبراء ومحللون الغياب الواضح للداخلية عن بداية الأحداث، وصمت المجلس العسكرى بعد وقوعها.
كانت الأحداث الملتهبة قد بدأت فى الثالثة عصر أمس الأول، بالتزامن مع مظاهرات «تصحيح المسار» فى ميدان التحرير، إذ توجه نحو ٥٠٠ من المتظاهرين فى مسيرة إلى مقر السفارة الإسرائيلية، وشرعوا فى هدم «الجدار العازل» بالمطارق الضخمة وانتهوا من هدمه بعد نحو ٤ ساعات، فى غياب الشرطة العسكرية والأمن المركزى، وتصاعدت الأحداث بعد ذلك إثر هجوم مجموعة من المتظاهرين على مقر السفارة وإنزال علمها وحرقه، واقتحام الطابق الثامن عشر وحرق ما به من ملفات، وظهرت قوات الأمن متأخرة، واستخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وامتدت الاشتباكات إلى الشوارع المحيطة بالسفارة حتى مقر مديرية الأمن التى شهدت هجوماً عليها بالمولوتوف والأحجار ما أسفر عن احتراق بعض السيارات.
وذكرت وزارة الصحة أن اشتباكات السفارة أسفرت عن إصابة ١٠٤٩ بينهم ٤٦ من رجال الشرطة، وسقوط ٣ قتلى وإتلاف ١٦ لورى تابعة لمديرية الأمن، وعززت الداخلية والشرطة العسكرية من تواجدها بالمنطقة الممتدة من كوبرى الجامعة حتى مديرية الأمن، بنحو ١٢٦ مدرعة وسيارة، ونحو ١٣٠٠ مجند، بعد تعرض بعض المساكن المجاورة للسفارة للسطو من جانب تشكيلات عصابية، فيما ألقى القبض على ٣٧ متهماً.
وواصل المئات اعتصامهم، أمس، أمام مقر السفارة، ووقعت مناوشات بينهم وبين أجهزة الأمن، ورفض الدكتور أحمد دراج، المنسق المساعد بالجمعية الوطنية للتغيير، تحميل الثوار مسؤولية ما جرى، متهماً فلول النظام وجهات أجنبية وعربية بالضلوع فى الأحداث، وقال: «ما هى القوى التى لم تشارك فى الميدان ووفرت مجهودها لأحداث المساء أمام السفارة ومديرية الأمن»، كما استنكرت أحزاب الوفد والتجمع والجبهة والتحالف الاشتراكى والمصرى الديمقراطى الأحداث، قائلة إنها ترجع إلى استفزاز «الجدار العازل»،
ووصفت صفحة «كلنا خالد سعيد» الاعتداء على السفارة ومديرية الأمن بـ«تصرفات صبيانية»، وقالت صفحة «ثورة الغضب الثانية» إن هدف تلك الأحداث صرف الأنظار عن أهداف جمعة تصحيح المسار، وطالب ائتلاف شباب الثورة، الدكتور عصام شرف بالاستقالة من رئاسة الوزراء، وقال ممثلو الائتلاف فى مؤتمر صحفى، أمس، إن الأمن والشرطة العسكرية ظلا غائبين عن الأحداث لمدة ٣ ساعات.
عالمياً، دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما مصر إلى احترام التزاماتها فى اتفاقية السلام مع إسرائيل، ووصفت «تل أبيب» ما حدث بأنه «خرق خطير»، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش فى اجتماع وزارى، أمس، اقتراحاً بنقل السفارة إلى شرم الشيخ، لكنه رُفض فى نهاية الأمر تخوفاً مما سُمى تواجد تنظيم القاعدة فى سيناء. وأكد مصدر دبلوماسى مسؤول أن مصر لم تتلق حتى هذه اللحظات أى احتجاج رسمى من جانب الحكومة الإسرائيلية على اقتحام مقر السفارة بالقاهرة، مرجحاً أن تكون عطلة السبت وراء هذا الأمر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com