بقلم : جاك عطالله
فى مثل هذا اليوم استلقى المجحوم اسامة بن لادن على قفاه فرحا من نتائج غزوته المشينة لعقل امريكا الاقتصادى والعسكرى والسياسى بالطائرات- كانت النتيجة اكبر مما تصور وخطط هو شخصيا ومعه جحافل مموليه والمنفذين
انهيار برجى مانهاتن العملاقين الذين يعمل فيهما خيرة عقول امريكا الاقتصادية- ضرب البنتاجون ومقتل 140 من الكوادر العسكرية - هرب الرئيس الامريكى ونائبه كل الى مخبأ منعزل بعيد عن الاخر- انقطاع الاتصالات و غلق المجال الجوى الامريكى وتحويل مئات الطائرات الى كندا -- شلل كامل بكل مفاصل الحكومة الامريكية و مقتل الالاف
اليوم بعد عشر سنوات
اين المجحوم بن لادن واين امريكا؟؟
لا اريد الاسهاب بهذا فالصورة واضحة حيث يشوى اسامة بقاع الجحيم وبقت امريكا وازدادت قوة وتوسعت بشراهه فى العالم حتى باتت القوى الاوحد لان بن لادن وحدها وايقظ الروح الامريكية فيها
ان قوة الشعوب لا تكمن بالقادة ولا بالمبانى ولكن بالروح القومية والخبرات المخزنة داخلها
مات بن لادن واكلت جثته الاسماك وبقت امريكا بشعبها وروح المقاومة فيها
اسقط ماحدث ب 11 سبتمبر على المصريين واخص اقباط مصر بهذه المناسبة التى نحتفل فيها بروح المقاومة الامريكية
نعم جاء الاسلام مصر و قهر مقاومة الاقباط المنهكة واحتل مصر بافكار صحراوية جدباء اخضعتها لليل مظلم طويل
ولكن الروح القبطية المصرية باقية والمقاومة موجودة وظهرت عيانا بالعديد من المواقف
الاقباط هم من هدم خط بارليف و حرر الروح المصرية من الاذلال
الاقباط هم من هدم اسطورة مبارك و امنه المركزى الذى لا يقهر بصدور عارية وبالحجارة فى الجيزة والعمرانية بعد حادث اجرام مبارك الذى فجر كنيسة القديسين بدون وازع ولا ضمير
الاقباط هم من يقاوم حتى الان الحكم العسكرى باعتصام ميدان ماسبيرو و اعتصامات ومطاهرات التحرير على يد ابطال شبابه مستقبله الزاهر
احداث 11 سبتمبر واظهارها المعدن الامريكى وروح المقاومة والتحدى والانتصار هى نفسها التى تظهر معدن الاقباط ومعهم الليبراليين المسلمين وصلابتهم امام المحن
دعونا نعترف ان ثورة 25 يناير سرقها المجلس العسكرى والاخوان والسلفيين مستعينين بخزائن اموال السعودية والامارات والكويت
دعونا نعمل على ازاحة هؤلاء من طريقنا بكل السبل لانهم اعداء الوطن - اعداء الروح المصرية و الموروث الحضارى المصرى
لقد جلبوا عشرات الالاف من اصحاب بن لادن من كل اصقاع بلاد الارهاب التى هربوا لها بليل يدمروا الحضارة وينشروا مفاهيم الماعز والصحراء الجدباء التى لا تنبت الا الجرب والقتل والارهاب
لقد زوروا استفتاء هزلى مستعينين باطنان اللحم والارز والزيت وماذن المساجد للجوعى غير المتعلمين من المصريين
والان يريدوا توريط شباب مصر وزهرتها المتفتحة بحرب غير مستعدين لها بدلا من التركيز على مشروع ينمى سيناء و الاقاليم المهمشة مثل الصعيد واسوان والصحراء الغربية
لقد جربنا عنترة جمال عبد الناصر ومحاربته طواحين الهواء وافلسنا وتم اذلالنا بتمويل سعودى وتحالف سرى مع اسرائيل وامريكا بعرابة الاخوان
والان يجرنا نفس التحالف الى الهلاك والافلاس - سعودية - اخوان وسلفيين ومعهم اسرائيل
اخوتى الاقباط اخصكم بالحديث - نحن لا نعترف بالسلفيين والاخوان ونجرم الحديث والتنسيق معهم قبل ان يعلنوا نبذهم للدولة المدنيةبمرجعية دينية و يضمنوا مواثيقهم موافقة تامة على دولة مدنية بمرجعية قانونية حقوق انسانية بمواطنة متساوية تماما و بضمانات دولية لعدم الانقلاب
و لكل مواطنى مصر
من احداث جمعه كشح العسكريين وضح انه لن يصلح مصر ويقيمها مرة اخرى من الحراب الا دولة مدنية علمانية تحترم حقوق الانسان بالمعايير العالمية و جيش محترف غير مسيس وشرطة مدنية يحاسبها الشعب بمجلس تشريعى منتخب بحرية بعد استبعاد كل القوى السياسية والدينية التى لا ترغب بالموافقة على دولة مدنية علمانية من الترشيح والانتخاب حتى ترضخ لحكم العقل والمنطق
دعونا نفصل بين السياسة والدين فمساراتهما لا تلتقى والفصل لجماية مصر من التفسخ ولحماية الدين من الابتذال...
فى كل العالم توجد قوى متطرفة لكن ليس لها ان تنتخب ولا ان تترشح لمناصب سياسية و قد تم استبعاد النازية والفاشية والعسكرتاريا من البلاد التى انهزمت بالحرب العالمية الثانية ومنعت من الدعاية والترشح ومن نشر افكارها الهدامة فلماذا لا نفعل ذلك ؟؟ وفيه نجاتنا ؟؟
والان هل نحكم عقولنا كمصريين ونعقل ونهدأ قليلا ونركز على الهدف الرئيس وهو كشح العسكريين من الحكم واقامة دولة مدنية بحكم انتقالى من مدنيين ليبراليين ؟؟
الا يدور فى ذهنكم ان العسكريين هم من يغذى تلك الفوضى ليحكمونا للابد ؟؟
الا يدور بذهنكم انهم رفضوا الغاء الطوارىء ورفضوا تسليم مصر لمدنيين
ورفضوا كتابة دستور حديث
ويحاكمون المدنيين امام محاكم عسكرية
ويقطعوا السنة الكتاب والصحفيين والمفكرين و الاعلام؟؟
الا يدور بذهنكم انهم رفضوا اعادة تاهيل الشرطة لتكون محايدة ومتحضرة ؟؟
الا يدور بذهنكم ان مهلة الستة اشهر مرت ومعها شهرين زيادة ولا توجد اى خطط الا التعاون مع السلفيين وتسليمهم مصر على طبق سعودى؟؟؟
فى 11 سبتمبر نحتفل بانتصار الروح الامريكية والشعب الامريكى على الارهاب
فمتى سنحتفل بانتصار المصريين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com