ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الدراما القبطية تقفز خارج رمضان!!

| 2011-09-12 10:20:00

 في رمضان شاهدنا أكثر من مسلسل يقدم رؤية درامية تتشابك فيها العلاقات بإبداع وتسامح بين المسلمين والأقباط مثل «دوران شبرا» ومع بزوغ هلال شوال يتوقف هذا الخيط وبرغم أن أغلب هذه المسلسلات لم تسلم من الانتقاد بل وصل الأمر قبل نحو10 سنوات إلي التظاهر في صحن الكنيسة احتجاجا علي مسلسل «أوان الورد» كما أن أحد المحامين أقام دعوي ضد مسلسل «دوران شبرا» بسبب إحدي الشخصيات التي تدين بالمسيحية التي اعتبرها تسيء للفتاة القبطية إلا أن النظرة الأعمق والأشمل لمثل هذه الأعمال الدرامية تؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح بعد الغياب المتعمد للأقباط عن الدراما طوال عقود من الزمن!!

لا شك أن هناك قطاعا لا يمكن تجاهله من الأقباط لديه قدر من الحساسية تجاه تقديم شخصية الأقباط في الدراما وهو ما يؤدي إلي تخوف الرقابة المصرية من التصريح بالشخصيات القبطية في الأعمال الفنية.. مثلاً حتي الآن لم تصرح الرقابة علي المصنفات الفنية - وأظنها أيضاً لن تصرح علي الأقل في القريب العاجل - بعرض فيلم «الخروج» بعد أن تقدم منتج الفيلم «شريف مندور» بطلب عرضه تجارياً وذلك بسبب الخوف من غضب الأقباط وأيضاً تحسباً لاعتراض الكنيسة القبطية في ظل حالة الشحن الطائفي التي ما إن تهدأ في مكان حتي تشتعل في آخر لو قدمت العائلة المسيحية في العمل الفني بها سلبيات أخلاقية تثير عشرات من الاعتراضات بالطبع لو أن هذه العائلة مسلمة فسوف يتقبلها المجتمع المصري بمسلميه وأقباطه بدون حساسية ولكن طبقاً لكل التجارب السابقة في التعامل مع الشخصيات القبطية التي تحمل أي قدر من الإدانة الأخلاقية في الدراما سواء المسلسلات أو الأفلام فإن الغضب بل والمظاهرات داخل الكنيسة وربما أيضاً خارجها هو المصير الذي ينتظر صناع هذه المسلسلات أو الأفلام!!

تعودنا في الدراما أن نضع أوراق «السوليفان» علي الشخصية المسيحية وكأننا نرفع راية مكتوباً عليها ممنوع اللمس أو الاقتراب.. الإحساس العام الذي يسيطر غالباً علي صناع العمل الفني أن المتفرج لا يريد أن يري شخصية من لحم ودم وأنه فقط يقرأ عنوانها لكنه لا يتعمق في تفاصيلها.. كان يبدو وكأن هناك اتفاقا ضمنيا علي ذلك بين صناع العمل الفني والجمهور، الجميع ارتاحوا إلي استبعاد الشخصية القبطية!!

.. مسلسل «بنت من شبرا» مثلا تحفظ التليفزيون الرسمي علي عرضه قبل خمس سنوات لأن البطلة التي أدت دورها «ليلي علوي» أشهرت إسلامها، فيلم «واحد صفر» لكاملة أبوذكري أثار الغضب نظراً لأن «إلهام شاهين» تلعب دور امرأة مسيحية تسعي للحصول علي تصريح من الكنيسة بالزواج!!

أما الفيلم الذي حظي بأكبر مساحة من الغضب فهو «بحب السيما» عام 2004 إخراج «أسامة فوزي» وتأليف «هاني فوزي» وبطولة «ليلي علوي» و«محمود حميدة».. كان أول فيلم يتناول عائلة مسيحية الزوج والزوجة والابن والابنة كانوا هم الأبطال علي الشاشة لم يتحمل قطاع عريض من الأقباط ذلك.. الحقيقة هي أن المشاهد المصري وأيضاً العربي تعود علي رؤية الشخصيات المصرية في الأغلب مسلمة وإذا قدمت شخصية قبطية فإنها غالباً ما تكون إيجابية وعلي هامش الأحداث.. آخر شخصية محورية قبطية قدمت سينمائياً في فيلم «حسن ومرقص» 2008 التي أداها «عادل إمام» حيث لعب دور أستاذ علم اللاهوت وحرص «عادل» علي أن يلتقي «البابا شنودة» وتم إجراء بعض التعديلات الدرامية!!

يجب أن نعترف بأن ما نراه في الدراما من حساسية تتحمل وزره الحياة الفنية والثقافية المصرية لأنه كلما طال الابتعاد والغياب زادت الحساسية ولكن علي صناع الأعمال الفنية أن يواصلوا الطريق ويمنحوا الشخصيات القبطية حضورها الدرامي.. ويجب علي صناع الدراما التليفزيونية أن يقفزوا بالشخصيات القبطية خارج أسوار رمضان!!
نقلاً عن روزاليوسف

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com