ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

د. أميمة الشال فى مؤتمر دولى تدعو لإقامة "منتجعات ريفية" يمكن أن يقبل عليها السائح الأجنبي

عماد توماس | 2011-09-12 18:55:46
 
كتب: عماد توماس
عادت إلى مصر الدكتورة "أميمة مصطفى الشال"، قادمة من كوريا الجنوبية ، حيث شاركت في المؤتمر الدولي للسياحة، الذي عقدته الجمعية العلمية للسياحة في كوريا والمعروفة بالمختصر "توسوك" (TOSOK).المؤتمر الذي عقد في العاصمة سيول استمر لمدة أربعة أيام متصلة في 28 جلسة.وقد نوقشت في المؤتمر 177 ورقة قدمها باحثون يمثلون 18 دولة، منهم62 باحثا من الولايات المتحدة الأمريكية، و34 من الصين، و20 من كوريا الجنوبية الدولة المضيفة للمؤتمر، و13 من أستراليا، و10 من تايوان، و8 من الملايو، و6 من إيران ومثلهم من تايلاند، وثلاثة باحثين من كل من تركيا والفلبين واليابان، وباحثان من كل من السويد  وبابواغينيا الجديدة، وباحث واحد من كل من إسبانيا ومصر والنرويج ونيوزيلندا واليونان، هذا وقد شارك في المؤتمر عدد من الأساتذة الذين رأسوا بعض جلسات، وبعض شخصيات عامة، وممثلين لمنظمة السياحة العالمية التابعة لأمم المتحدة.
 
وإلى جانب رئاسة الدكتورة "أميمة الشال"، للجلسة المخصصة لمناقشة موضوع "سلوك السائح"والتي عرضت فيها ثمان أوراق من باحثين من جامعات بنسلفانيا وماساشوست ونيفاداوسالم من أمريكا، شاركت الدكتورة "أميمة"، في المؤتمرأيضا ببحث عنوانه "السياحة الأثرية والبيئية لدعم القرية المصرية في الدلتا وتنميتها"، وذلك في جلسة خصصت في المؤتمر للبحوث التي تتناول موضوع السياحة والتنمية، والذي نوقشت فيه ستة أبحاث، عرضها ثلاثة باحثين من الصين ، وباحث من كل من أمريكا وكوريا الجنوبية والبحث المقدم من الدكتورة أميمة الشال من مصر، والتي كانت الوحيدة من الوطن العربي المشاركة في هذا المؤتمر الدولي.
 
والبحث الذي قدمته الدكتورة أميمة في هذا المؤتمر الدولي يعرض نتائج دراسة ميدانية كان من بين أهدافها التعرف على ما يلي:
ـ كيف ترى العينة المدروسة الريف المصري؟
ـ وهل ما زالت هي النظرة نفسها اتي كانت قبل أن تدخل الكهرباء القرية والتي دخلها أيضا التليفزيون والقنوات الفضائية والإنترنت؟
ـ وهل مازالت هي نفس النظرة بعد أن هاجر الفلاح القرية للعمل في دول البترول الغنية وما ترتب على ذلك من تحول البيوت في القرية لكي تصبح شبيهة بالبيوت التي نراها في المناطق الشعبية الفقيرة في المدن المصرية؟
ـ وهل هي نفس النظرة بعد أن تحولت القرية المصرية فأصبحت مستهلكة بعد أن كانت منتجة ومصدرة؟
ـ وكيف تفكر العينة لتطوير القرية؟
ـ وما رأي العينة في الموافقة على استضافة أسر أجنبية في بيوت الفلاحين في مصر مقابل مبلغ من المال يرفع من مستواها الاقتصادي؟
ـ وماذا يجب علينا للحفاظ على التراث الريفي الذي وصلنا من الأجداد والذي يمكن أن يجذب انتباه السائح  الذي تجذبه آثار مصر القديمة والآثار القبطية والإسلامية؟
 
نتائج البحث
توصل البحث الميداني الذي أجرته الدكتورة أميمة الشال، إلى أن المصريين في العينة المدروسة على علم بالجوانب الإيجابية والسلبية للتأثير الاقتصادي والاجتماعي للسياحة على القرية المصرية ، وهي نتيجة توصلت إليها دراسة أجنبية سابقة عن التأثير الاقتصادي والاجتماعي للسياحة على مدينة صغيرة في نيوهامبشير (Tsundoda, Mendlinger 2009).
وعن السياحة الريفية الداخلية بالنسبة للعينة المدروسة ، خرج بحث الدكتورة أميمة بأن نسبة 75.3% من العينة المدروسة كان ردهم بالإيجاب عندما سئلوا عن موافقتهم على تلبية الدعوة لزيارة القرية،مقابل 6.8% كانت إجابتهم بالرفض ، حيث كان من أسباب الرفض عدم معرفة وجود آثار في الدلتا (وتكررت هذه الإجابة ثلاث مرات)،وهي نتيجة تؤكد ما خرجت به الدكتورة أميمة من بحث ميداني سابق على عينة من الصفوة المصرية وعلاقتهم بالمواقع الأثرية، والذي قدمته في المؤتمر التاسع لعلماء المصريات الذي عقد في جرونوبل بفرنسا سنة 2004، ونشر سنة 2007 في الدورية العلمية "  OrientaliaLovaniensia Analecta" (ص623-625)، حيث خرج البحث بأن بعض الصفوة في العينة التي خضعت للدراسة لا تعرف بعض المناطق الأثرية.
 
وفي البحث الذي قامت به الدكتورة أميمة والخاص بالتنمية الريفية، معظم المشاركين قالوا إنهم عند زيارتهم للريف لا يهتمون بأن يكونوا وحدهم أو مع آخرين ، وأكثر من النصف لا يهتمون بموضوع زيارة الأجانب للريف المصري، حيث كان الاختلاف في التقاليد والقيم الأخلاقية بين الأسرة الريفية في مصر ولدى الأجانب الذين يأتون من ثقافات شتى هو سبب الرفض والاعتراض،كذلك ذكر أن ضعف البنية الأساسية في الريف المصري والتي لا تعطي صورة إيجابية عن مصر، خصوصاما يتعلق بمياه الشرب، والصرف الصحي، والطرق غير الممهدة...، كان هو أيضا من أسباب رفض فكرة زيارة الأجانب للريف المصري.
 
وبالنسبة للتنمية الريفية وتطوير القرية، تحدثت الدكتورة أميمة الشال أيضا في بحثها عن نظام "الأسر المضيفة" التي ينبغي أن يتم إعدادها لاستقبال الأجانب الذي يبحثون عن معرفة حضارة أخرى غير حضارتهم، مع عدم إغفال ما يحققه ذلك من تنمية اقتصادية للأسرة الريفية.
 
وترى الدكتورة أميمة أنه ينبغي الحفاظ على قرى "نمطية" تعبر عن الريف المصري الأصيل وضرورة المحافظة عليها. ووجود قرية نمطية في كل محافظة يمكن اعتبارها "محمية طبيعية" ، تفتح ذراعيها لاستقبال الزائرين، مصريين وأجانب أيضا، وأن يكون لهذه القرية معرضها الخاص بها لتسويق المنتجات الطبيعية والمصنوعات والمشغولات اليدوية الخاصة بالقرية...، وتقترح الدكتورة أميمة ضرورة أن يكون لهذه القرية متحف يضم بعض نماذج من الآثار الموجودة في المنطقة وفي المحافظة التي هي تابعة لها...، والتي يمكن أن تساعد في تنمية القرية اقتصاديا واجتماعيا.
ولتشجيع السياحة الريفية ، ترى الدكتورة أميمة أيضا إمكانية إقامة "منتجعات ريفية" يمكن أن يقبل عليها السائح الأجنبي ، بل والمصري أيضا، خصوصا ممن ليس لهم جذور ريفية وقرى ينتمون لها يزورونها وأسرهم ومع الأصدقاء من وقت لآخر، على الأقل في بعض المناسبات، لصلة الرحم، وبحثا عن الهدوء في أحضان الطبيعة البكر،وبعيدا عن ضوضاء المدينة وضجيجها، حيث البساطة في كل شيء ، يمشي على قدميه بملابس بسيطة دون تكلف، ويستخدم وسائل الانتقال التقليدية المعروفة في الريف المصري، سواء على ظهر حمار أو بالاستعانة بعربة تجرها البغال... 
هذه القرى يجب إعدادها لاستقبال السائح الأجنبي بعد دراسة جدوى وانتقاء دقيق، كذلك بالنسبة للطعام، حيث يمكن أن يكون الطعام مع أبناء أسرة مضيفة، من طعامهم التقليدي، أو في مطعم يقدم الوجبات المحلية التقليدية والشعبية، مع عدم إغفال توفير مطاعم غربية تقدم الوجبات التي اعتاد السائح تناولها في بلدهلمن يريد.
 
يذكر ان الدكتورة "أميمة الشال"ـ حاصلة على دكتوراه في علم المصريات من جامعة شارل دي جول/ليل2 بفرنسا، وقائم بأعمال رئيس قسم الإرشاد السياحي بكلية الآثار والإرشاد السياحي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وهي تجيد اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية.
 
 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com