ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رؤية للنهوض بالحياه الحزبية فى مصر

د. فكرى نجيب أسعد | 2011-09-13 00:00:00
 
   بقلم:  د. فكرى نجيب أسعد 
 
      أن أنشاء حكومة برلمانية جديدة فى مصر فى الوقت الحالى الذى يجرى فيه محاكمة رموز النظام السابق على التهم المنسوبه إليه من  قتل ثوار ثورة 25 يناير، ونهب وإهدار المال العام، وإفساد الحياه السياسية، وتصدير الغاز لإسرائيل بإسعار متدنية لا تتناسب مع الأسعار العالمية ، وتزوير إنتخابات مجلسى الشعب والشورى هو أمر ضرورى. فلا يجب أن تكون المحاكمة الجارية للنظام السابق  معطلا لمسيرة البلاد فى إستكمال ثورة الشعب بطابعها السلمى، وفى رفع شأن البلاد والحفاظ على أمنها وكيانها وهيبتها من أى مخطاطات داخلية وخارجية منحرفة تثير الفوضى والقلق ولا تريد الإستقرار والخير لمصر .
 مع تقديم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الإستقالة قبل إجراء الإنتخابات البرلمانية لتشكيل حكومة جديدة وفى وقت تعانى فيه مصر الفوضى وتفعيل قانون الطوارىء ( الأهرام الصباحى : 11 / 9 / 2011 م ، ص : 1 ) أقدم رؤية جديدة لإنشاء حكومة ائتلافية تعمل على النهوض بالحياه الحزبية فى مصر من خلال النقاط الخمسة التالية : 
-  تحقيق تنسيق وتعاون بين الأحزاب لتوحيد برامجها ولمنع تكرارها  حيث يوجد جوانب عديدة مشتركة بينها.
-  تشكيل أحزاب ديمقراطية على أساس نقاط الأختلاف التى يصعب الوصول إلى إتفاق بشأنها بالحوار الديمقراطى وليكن على أساس الطريق الرأسمالى أو الطريق الإشتراكى أو الطريق الثالث الذى يجمع بين الرأسمالية والإشتركية.
 
-  سعى المرشحين للرئاسة بتقريب وجهات النظر بين الأحزاب القائمة الحالية والعمل على تحديد نقاط الأختلاف التى سيتم فى ضوئها تشكيل أحزاب ديمقراطية منفصلة مع البقاء على مسافة متساوية فى حياد بين الأحزاب وفى إستقلال عنها، فلا يجب أن ينتمى المرشح للرئاسة كبير العائلة المصرية أن ينضم لحزب ضد بقية الأحزاب كما هو الحال بالنسبة للنظام السابق .
-  إجراء أنتخابات برلمانية وذلك بعد التوعية الشعبية ببرامجها فى شتى وسائل الأعلام المسموح بها، ليقوم الحزب الحاكم الذى يشغل على العدد الأكبر من مقاعد البرلمان بتشكيل الحكومة البرلمانية الجديدة.
-  الإنتقال الآمن للسلطة من الحكومة الإئتلافية إلى الحكومة البرلمانية على أساس إنشاء أحزاب قوية حول نقاط الأختلاف.
أرى أن أجراء إنتخابات برلمانية فى الفترة القليلة القادمة فى ضوء الأحزاب القديمة الغير متواجدة فى الشارع المصرى بصورة مفعلة والتى تم وصفها من البعض بالديكورية أو الكرتونية، والأحزاب الحديثة التى لم يمر علي ولادتها تسعة شهور لتحديد الحزب الذى سيشكل الحكومة الجديدة، هو أمر لا يعمل فى مصلحة مصر وسيؤدى إلى إنشاء حكومة برلمانية هشة غير قادرة على إدارة البلاد وقد تتعثر فى القيام بمهامها، وأقترح فى هذا الشأن بالعمل فى المسارين التاليين : 
 
أولاَ :  قيام أحزاب مصر بإنشاء حكومة ائتلافية بدلاَ من الحكومة الإنتقالية الحالية لمدة خمسة سنوات والأعلان الجماعى عن أستقلالها بصفة مؤقتة عن الحياه الحزبية، على أن يتم وضع أمامها فى تنسيق وتعاون خطط خمسية للوزرات للعمل بها وذلك لحين تشكيل أحزاب قوية فى فترة عمل الحكومة الأئتلافية .
ثانياَ :  إجراء إنتخابات رئاسية ديمقراطية لأختيار رئيس البلاد فى تلك الفترة بأسلوب متحضر راقى.
ومن أولويات العمل الوطنى التى تستحق مراعاتها من جانب الحكومة الأئتلافية القادمة فى الفترة القادمة أذكر : 
وضع دستور جديد للبلاد على أساس غير دينى -  تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية -  حل القضايا الهامة التى تمر بها مصر ومن أهمها قضية الطاقة وقضية المياه والأمن الغذائى -  تحقيق حياه كريمة للمواطن من جهة الصحة العامة والتعليم والسكن وتوفير مياه صالحة للشرب وبيئة صحية نظيفة – الإستفادة من تجارب الشعوب فى تحقيق العدالة الإجتماعية - العمل على تطوير منظومة التعليم والبحث العلمى -  الحفاظ على أمن المواطنين والسفارات والبعثات الدبلوماسية والمنشآت - حل مشكلة البطالة وتوفير فرص عمل تعمل على تغطية الإحتياجات المستقبلية للبلاد

-  توعية المواطن بحقوقه ومسئولياته - العمل على تنفيذ ممرات التنمية والتعمير بسواحل مصر وبالظهير الصحراوى لها وبالظهير الصحراوى للوادة والدلتا فى توزيع توزيع عادل للسكان فى ربوع مصر المختلفة خارج عن الشريط الضيق للوادى والدلتا الذى ضاق بسكانه -  رفض العنف وكراهية الآخر والتطرف الدينى التى تعرض المواطنة للخطر -  تقليص الفجوة فى الأجور بين طبقات الشعب فى الحكومة -  تحقيق العدالة الإجتماعية بين المحافظات فى التنمية والعمل على النهوض بالعشوائيات أو إعادة بنائها -  حل المشاكل الإجتماعية الهامة كالتسول والبلطجة وأطفال بلا مأوى ( أطفال الشوارع ) وتحويل أصحابها إلى طاقات منتجة غير مستهلكة و غير مخربة - النظر فى المطالب الفئوية المختلفة للشعب -  لم الشمل العربى وغيرها من الأمور التى تتفق عليها الأحزاب فى أولويات يتم مراعاه فيها المصلحة العامة للوطن.
أرى أن تحقيق تعاون بين الأحزاب فى وضع برامج مشتركة للحكومة الإئتلافية هو أمر سينهض بدور مصر فى القيام بمسئوليتها نحو الشعب  بصورة أفضل من قيام كل حزب بالعمل فى تنافس وأنفصال فى صورة منفردة ،  وسيتيح المزيد من الوقت للأحزاب للنهوض ببرامجها بصورة مفعلة أفضل على أرض الواقع. وفقنا الله جميعاَ لخير مصر ورفعتها . 
 
 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com