بقلم:جورج فايق
رجب طيب أرودغان، رئيس الوزراء التركي كان في زيارة تاريخية لمصر وفي هذه الزيارة لم يكتفي بمقابلة المشير الحاكم العسكري لمصر أو نظيره رئيس الوزراء المصري و أنما قام بعدة لقاءت جماهيرية و وجه كلمة للأمة العربية من دار الأوبرا المصرية و كان ينتظرون منه أعلان قيام دولة الخلافة الأسلامية من مصر بمباركة و مبايعة جماعة الأخوان المسلمين و كان أوردغان التقى في نهاية زيارته البابا شنودة و ربما ظنوا أن هذه المقابلة لمناقشة وضع الجالية القبطية عقب إعلان دولة الخلافة الإسلامية و قد قام أوردغان بحوار مع منى الشاذلي في قتاة دريم جاء فيه :- أن الأتراك يحبون الشعب المصري في الله و بالطبع المحبة في الله هو التعبير الذي يستخدمه الأسلاميون كالأخوان و السلفيون للتعبير عن حبهم فهم يحبون أيضاً في الله و من أفعالهم نعرف مقدار محبتهم لكل من يختلف معهم و رجوعاً إلى محبة الأتراك للشعب المصري في الله و لله و بعيداً عن أي ضغينة نجد أن محبة الأتراك لمصر صادقة فهي محبة دامت 3 قرون أحتل فيها الأتراك مصر و مارسوا كل أنواع المحبة لمصر و المصريين فنهبوا خيرات مصر و أغرقوها في الجهل و التخلف بعد نقل كل المبديعين في مصر في كافة المجالات بما فيهم العمال المهرة إلى الأسِتانة أو الأسطنبول ليصنع الأتراك وقتها حضاراتهم المسروقة أقصد حضارة محبة المصريين في الله و لله و في العصر العثماني أرتكبت مذابح ضد الأقليات الدينية مثل الأرمن و ما زالت ترتكب تركيا جرائم ضد الأكراد و تمارس ضدهم حرب أبادة و بدلاً من رفض المصريين لزيارة رئيس الوزراء التركي لما ترتكبه القوات التركية من مذابح ضد الشعب الكردي في تركيا و العراق و هذه المذابح لم تقتصر على المسلحين الأكراد فقط و لكنها تمارس أيضاً ضد مدنيين عزل للقضاء على القضية الكردية
ورغم ذلك يظهر أوردغان للعالم الإسلامي أنه النموذج الأمثل للحاكم الإسلامي الذي يجب أن يحتذى به و بدولته كما يقول الكثيرين في مصر الان و يروج لهذا الأخوان المسلمون و لأن رجب طيب أورغان أرسل سفينة معونات لأغاثة غزة صنعوا منه بطل إسلامي مغوار لم يركع للأمريكا و إسرائيل رغم أنه يقوم بهذا بطريقة أستعراضية فلم يسلك الطريق الشرعي للأرسال هذه المعونات كأستغلال علاقة تركيا الطيبة بإسرائيل لحثها و الضغط عليها للموافقة بأرسال سفن معونات لأهل غزة لمساعدتهم و لكنه أرسلها بدون موافقة أسرائيل لتكون أكثر بطولة و تفرد و لمزيد من التلميع الأعلامي أمام العرب و المسلمين قام بأرسال سفن الأغاثة بطريقة عنترية أدت إلى تعامل الجيش الإسرائيلي معها و أدى ذلك إلى مقتل بعض من كان عليها و من وقتها لم يكف رجب طيب أورغان عن تريد الشعارات العنترية ضد أسرائيل و طرد السفير الإسرائيلي التي حولته إلى بطل في عيون من يبحثون على بطل و تناسوا أن رجب طيب أوردغان يقدم بأحد يديه مساعدة لغزة و باليد الأخرى يرتكب مذابح ضد الأكراد وهم أيضاً مسلمين و يجب أن أحدد دينهم و هو الإسلام لأن لو كان الأكراد غير مسلمين لما أهتم العالم العربي أو الإسلامي بقتلهم و أبادتهم و أعتبر أبادة الأكراد من ضمن أعمال أوردغان البطولية كان يجب أن يرفض المصريون زيارة أوردغان لمصر بل و يطالبوا بتعويضات من تركيا التي نهبت خيرات و ثروات مصر لمدة 3 قرون
و لكن ما نجده أن المصريون يرفعون لافتات ضخمة للترحيب باوردغان رئيس وزراء تركيا و لم نجد لافتة واحدة تطالب تركيا بالأعتذار أو التعويض عن فترة أحتلالها لمصر و نهبها و أيضاً لم نجد لافتة ترفع أمام أوردغان مكتوب عليها ( أوقفوا المذابح ضد الأكراد أو أعطوا الأكراد الحق في تقريرالمصير أسوة بمسلمين كوسوفوا و جنوب السودان ) و بدلاً من أن يطالب المصريون من تركيا عدم التدخل في الشأن المصري لأن لتركيا تاريخ أسود في مصر نجد أن المصريون يهللون لقدوم الخليفة العثماني و يردد الأخوان الذين كانوا في أستقبال أوردغان رئيس وزراء تركيا شعارات الترحيب بإعادة أحتلال مصر من الأتراك فيقول الأخوان “مصر وتركيا عاوزنها خلافة إسلامية”. و ربما يسمي لهم رجب طيب أوردغان أسم الوالي العثماني الذي سيدير شئون مصر في الفترة القادمة بمساعدة الأخوان المسلمين الذين يسسعون لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية و يا أهلاً بالخليفة العثماني في مصر و منتظرين الوالي العثماني ليدير شئون البلاد و لكن الخليفة الأسلامي رجب طيب أوردغان خيب أمل مرديه من الأخوان و رفض الخلافة الإسلامية و شدد على قيام الدولة المدنية في مصر مما جعل الأخوان ينقلبون عليه كعادتهم و يحذرون تركيا من محاولة الهيمنة على المنطقة و قالوا أن النموذج التركي ليس هو النموذج الأمثل لمصر رغم أنهم صدعوا رأسنا بكلامهم عن النموذج التركي و الدستور التركي و ربما كان الأخوان المسلمون يتكلمون عن القهوة التركي و نحن الذين فهمنا خطأ
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com