قانون طوارئ للاقباط

فادي يوسف | 2011-09-16 00:00:00

بقلم: فادى يوسف

على مدار 6 ساعات من مساء جمعة تصحيح المسار قام اشخاص بهدم اجزاء من سور العزل عن السفارة الاسرائيلية واقتحامهم مكتب الارشيف للسفارة واهدار محتوياتها ثم القيام بأعمال شغب فى نطاق وتصدى قوات الامن المركزى وقيادات بالداخلية والجيش بقوة لهم كما شاهدنا كل ذلك وما تتبعه من تفعيل قانون الطوارئ بعد تلك الاحداث مباشرتاً قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة تفعيل حالة الطوارئ واضاف حالات مواجهة أعمال البلطجة والاعتداء على حرية العمل وتخريب المنشآت وتعطيل المواصلات وقطع الطرق وبث أو إذاعة أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة عمداً تلك ردود الافعال من المسؤلين بالدولة ضد من تعدى على سفارة اجنبية لدولة يختلف عليها الكثيرون بسبب اعمالها الاجرامية ضد الانسانية والسؤال هنا متى يتم تفعيل قانون طوارئ للاقباط !!!؟؟؟ فاذا تمت المقارنة بين احداث السفارة الاسرائيلية واحداث كنيسة اطفيح او كنيسة امبابة او مؤخرا ما يحدث بكنيسة ادفو باسوان سنفاجى ان الفارق شاسع جدا فلم يحدث فى السفارة ما حدث بكنيسة اطفيح مثلا من اعمال حرق وهدم لمدة 22 ساعة كامل دون اى استجابة من الاستغاثات المدوية لاقباط صول وما تم من اعمال سلب ونهب وترهيب فى البلدة استمرت اسبوع بالكامل لدرجة انه تم ارسال قوات من الجيش ولم يتمكنوه من السيطرة على الكنيسة وساءات الاحوال اكثر عندما تم الزج باحد شيوخ التشدد الدينى للوصول لاتفاق مع مسلمين البلدة وكأننا نترجاهم ارجاع كنيستنا لنا وهذا هو عجب العجاب !!!!

واذا تمت المقارنة بين احداث السفارة واحداث امبابة فيظهر فارق اكبر فلمدة ليلة وضحاها استمرت اعمال القتل والنهب فى بيوت الاقباط وكنائيسهم وحرق كنيسة العذراء بالوحده بأكملها رغم ايضا الاستغاثات بالامن والجيش قبل تفاقم ازمة تجمهر السلفيين امام كنيسة مارمينا والاغرب ما شهدته لاحد المشاهد لثانى يوم الاحداث بأمبابة عندما قام اشخاص بالقاء محتويات شقق الاقباط من الشرفات امام جنود الجيش ومدرعاته دون اى رد فعل ومؤخرا المهزلة التى حدثت بكنيسة المريناب بأدفو وازلال الاقباط بعدم رفع صلبان او دق اجراس وعندما وافقت الكنيسة من اجل سلام البلد تجاوز المتشددين الحدود متجمهرين ومطالبين بهدم القباب حتى تختفى معالم الكنيسة لتبقى وكأنها مبنى او بيت تلك الاحداث اذا اضفنا لها منذ فقط بداية العام حتى الان قتل فيما يزيد عن 120 قبطى فى احداث طائفية وغيرهم الكثير من الاصابات وتهجير وحرق وسلب ونهب وترويع وتهديد الاقباط بكافة انحاء القطر المصر هل تتساوى تلك الاحداث مع احداث تعدى على سفارة دولة اجنبية !!!؟؟؟ ما فعلته مصر من اجل حماية السفارة فيما بعد بتفعيل قانون الطوارئ ومهاجمة المتظاهرين امام السفارة وقتل واصابة الكثير منهم كان له اسبابه ربما لعدم قطع العلاقات مع اسرائيل او لابرامها اتفاقيات تجعلها حامية لكل سفارات الدول على ارضها

لكن بالله عليكم لو كان هذا التصرف امام من تجمهر او هدم او حرق كنائس او ترويع وتهديد اقباط مصر مثلا فى احداث اطفيح هل كان سيجعلنا نصل لاحداث المقطم و ابو قرقاص و امبابة و بدرمان و ادفو ومن الاهم ؟ الحفاظ على علاقات بدول اجنبية ام علاقة الشعب الواحد ببعضه ومنع اى فكر متشدد ويرفض الاخر ان يتحول لفعل ينتج عنه احداث لا تقل عن ما سردناه ومن الاخطر ؟ اقتحام قسم الارشيف بالسفارة ام تفجير وحرق وهدم الكنائس والسطو عليها ومن الاقدس ؟ قسم شرطة العريش الذى هدد من جماعات اسلامية ام كنيسة رفح التى استمر تخريبها لاشهر منذ احداث الثورة وحتى الان من نفس الاشخاص ومن الافضل ؟ حماية سفارة اجنبية باسوار وجنود ام حماية الكنائس بفكر جديد يتم توعيته للمصرين باسوار الايمان وبجنود العلم انها فقط اماكن للصلاة والتعبد ومن المواطن ؟ السادة العاملين بالسفارة والتى تم تامينهم على اعلى مستوى حتى باب الطائرة ام ابناء مصر الاقباط الذين يتعرضوه يوميا لاضطهاد وقمع واختطاف لابنائهم وترويع وتهديد لممتلاكتهم وحتى استغاثاتهم وصراخهم تذهب ادراج الريح لو كان تم تفعيل البنود الجديدة لقانون الطوارى ما كنا وصلنا الى ما نحن عليه الان فهناك تعدى على حرية الاعتقاد والاعتداء على المنشاءات الدينية المسيحية بشكل متكرر دون رادع وتم قطع الطرق بل والتهديد بالقتل بل والقتل لاقباط مسالمين واما عن اشاعة الاكاذيب والتضليل فحدث ولا حرج عن قنوات الفتن هل الاقباط فى حاجة لقانون طوارئ يحكمهم ؟ الاجابة لا فالقانون المصرى لو تم تفعيل مواده وبالاخص المحافظة على حرية الاعتقاد وحرية الانسان لن نكون محتاجين لقانون اخر فأنا شخصيا ضد مبداء قانون الطوارئ هذا الذى حكمنا طيلة عقود الظلام
ولكن الفرق والفرق المدهش ان القانون الاساسى غير مفعل وقانون الطوارئ هو المفعل وعجبى عليكى يا مصر

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع