بقلم : د. رأفت فهيم جندى
تفضل فضيلة المفتى "على جمعة" وافتى فى شريط فيديو بالقول أن "المسيحيين كفار" معتمدا على آية قرأنية فى سورة المائدة "لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم" واستفاض فضيلة المفتى شارحا وجهة نظره.
وردا عليه نقول لقد اخطأت يا فضيلة المفتى لأن المسيحيون لا يقولون أن "الله هو المسيح ابن مريم" بل يقولون العكس أن "المسيح هو الله الذى ظهر لنا فى الجسد" والفرق كبير يا سيادة المفتى بين المعنيين، واسمح لى ان اشرح لك الفرق لعلك تستوعبه!
عندما تقول أن "الله هو المسيح بن مريم" فأنت تختزل الذات الإلهية فى صورة وجسد السيد المسيح والله الغير محدود لا يحده جسد يسوع المسيح، وهذا لا يقوله المسيحيين الذين قالت عنهم نفس سورة المائدة "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون". ودعنى اشرح لك ايضا ان القرآن فى هذه الآية لم يصف المسيحيين بأنهم مشركين.
دعنى اشرح لك يا سيادة المفتى أن المسيح كما يقول لك القرآن هو "كلمة الله" وهذا بالضبط ما يقوله المسيحيون أن المسيح هو "كلمة الله" الذى اتخذ جسدا من العذراء مريم والكتاب المقدس يقول "فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" ويقول بعدها "والكلمة صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده"
وعلى نفس المنوال يا سيادة المفتى عندما نقول ان الموجات اللاسلكية هى الصورة التلفزيونية فهذا خطأ، لأن العكس هو الصحيح أن الصورة هى الموجات التلفزيونية التى ظهرت لنا بالشكل الذى تستطيع عيوننا أن ترآه، والصورة التى ظهرت لنا لم تستقطب كل الموجات اللاسلكية التى فى الهواء، والسيد المسيح قال عن نفسه وهو على الأرض "أبن الأنسان الذى هو فى السماء" أى ان المسيح وهو فى الجسد موجود ايضا فى الذات الإلهية التى لا يحدها الجسد.
المشكلة ليست يا عزيزى المفتى فى هل انا كافر ام غير كافر بما تؤمن به انت؟ فقد يكون شرفا لى اننى اكفر بمبادئ لا تتفق مع القيم المسيحية، ولكن المشكلة انك تزرع الكراهية فى الدهماء لكى يقتلوا المشركين والكفار وها انت تقول لهم أن المسيحيين كفار.
بالطبع كلنا نعلم أن كل صاحب عقيدة يرى الأخرين انهم مخطئين ولكن الفرق كبير أن تنادى المسيحية بالصلاة من اجل الغير مؤمنيين وبين ان تطلق عليهم انهم كفار ومشركين وتقول لهم فى مواضع آخرى اقتلوا الكفار والمشركين.
سعادة المفتى لك الحق أن ُتفتى او ّتفتى كما تشاء فى دينك، ولكن لا تعطى لنفسك الحق فى ان تناقش عقائد الآخرين بينما أنت لا تفهمها.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com