ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

عندما نتحدث عنهم كشيء ما ؟

| 2011-09-29 00:00:00

بقلم شريف منصور

منين نبدأ و إلي أين ننتهي... هل نستطيع أن نبدأ شيء من الأمس أم البداية تكون من بعد اللحظة التي تلي الفكرة.
من الطبع لا احد يستطيع أن يبدأ من الأمس. ولكن هناك شعوب كل ثقافتها و حياتها الحالية ليس لها أي علاقة بالغد.

الأمس خضنا حرب وحروب مع إسرائيل و سبب حروب الأمس تظن أنها إحداث الأمس. لا بسبب إحداث بعيدة جدا. وهذه الإحداث لم يكن لليهود أي علاقة فيها بل لان هناك من قال للعرب اخرجوا اليهود من ارض العرب ؟ وهل هذا يعني أن اليهود الذين طالب نبي الإسلام إخراجهم من ارض العرب كان سببه غير أن اليهود لم يتزعزعوا عن عقيدتهم و لم يتبعوا نبي الإسلام ؟ أم السبب شيء أخر ؟

من الواضح ان السبب هو أنهم لم يتبعوا نبي الإسلام و لم يؤمنوا به فكان جزائهم القتل و الذبيح و النهب و سرقة أراضيهم و أموالهم وسبي نسائهم. وهذا شيء معروف ولنعود بالتاريخ إلي موقعة خيبر . و التي كانت بكافة المقاييس مذبحة لمن لا يؤمن بالنبي ولا بعقيدته الجديدة. هذا حدث بالأمس البعيد و ترك اليهود ارض العرب و ذهبوا إلي ارض الموعد , وانحصروا فيها و التي تركها لهم أبيهم إبراهيم عن وعد الله له . وهذا شيء أيضا معروف. ولم يذهب اليهود إلي أرضهم بالسلاح بل ذهبوا مسالمين يعيشون حيث لا يوجد من يريد قتلهم وذبحهم بسبب عقيدتهم.

و تدور الأيام ويذهب العرب خلف اليهود مرة أخري بل مرات فيما يسمي بالفتوح الإسلامية. مستخدمين فيها نفس الطريقة التي استخدمها المسلمين في موقعة خيبر و غيرها. و في عهد الملك شاول طارد الفلسطينيين شعب الله المختار و في ذلك الوقت لم يكن الفلسطينيين مسلمين بل العداوة متأصلة بينهم لأسباب لا تعود للعقيدة. ومرة أخري يهرب اليهود ويتفرقوا ويشتتوا في جميع بقاع الأرض. ويبقي منهم بالطبع من بقي تحت الحكم الروماني و من بعدة الحكم العربي. ولان العرب جاءوا أعداء لليهود أنضم أليهم الفلسطينيين بالطبع و دخل الفلسطينيين إلي الدين الإسلامي ليس حبا في الإسلام بل كرها في اليهود. و أصبح الفلسطينيين مسلمين ضد اليهود ولديهم ترخيص من الله بقتلهم وذبحهم. و لم تنتهي القصة إلي هذا الحد بل اخذوا كل شيء يشير إلي يهودية في أورشليم و حولوها إلي أورشليم إسلامية.

و وضع اليهود في عقلهم وقلبهم أنهم لن يتنازلوا عن ارض الموعد كأرض مقدسة لهم حسب عقيدتهم وحسب نشأتهم فيها منذ ألوف السنين. و اشتد ساعدهم و خططوا و نجحوا في استعادة ارض الموعد. هذا أيضا كان بالأمس.

ولا أريد أن أتحدث عن احتلال العرب لمصر و تحويلها بالسيف إلي ارض عربية حتى لا يظن البعض أنني أوعز بقريب أو من بعيد إلي إن يقوم الأقباط بطرد العرب من مصر أو محاربة المسلمين لأنهم عرب ، ولا ولا بأي صورة من الصور.
ليس جبنا و لكن لان المصريين المسلمين الغير عرب في أخلاقهم ممن يحبون مصر ويحبون أشقائهم في الوطن كثيرين و سوف ننتصر معا علي روح الوهابية البدوية العربية البغيضة التي دهمت و طمست روح المصري . ولكن لو كانت هناك مجموعة من الناس مقتنعة أن العرب محتلين لأنهم تبعوا طرق بدو العرب في الكذب و الخسة و النذالة العرب فأذن سنجد نفسنا في نفس المعنطف الخطير الذي وقعت فيه ارض الموعد بين أمة اليهود و بين أمة الفلسطينيين.

ولكن كيف يري العربي البدوي الوهابي المسلم اليهود و المسيحيين هو مربط موضوع اليوم. العربي البدوي الوهابي يري اليهود و المسيحيين كأعداء و زورا أطلقوا عليهم لفظ كفار. وبالتالي سفك دمائهم و احتلال أرضهم و اغتصاب نسائهم شيء حلال. فهل حقا الموضوع هو أن الفلسطينيين يروا اليهود كبشر ؟ و هل عندما يتكلمون عن الصهيونية العالمية يتكلمون عن شيء أخر غير انه الجناح الغير ديني لأمة إسرائيل ؟ كحماس لفلسطين و الصهيونية من ضمن جناح عسكري لأمة إسرائيل و هدف الحركة الصهيونية كان زمان هو استعادة ارض الموعد واليوم هو الحفاظ عليها.

الحقيقة طالما ينظر الوهابيين لليهود علي أنهم شيء لا وجود له من الناحية الإنسانية و اليهود ينظروا للفلسطينيين علي أنهم شيء ما وليسوا بشر سنظل ندور في هذه الحلقة المفرغة لقرون طويلة.

إما إذا أردنا بالمنطق نقول هل نعادي إسرائيل لمجرد أنها تعادي الفلسطينيين. فهنا سؤالي ما الفارق بين اليهود و الفلسطينيين. كلاهما لديه حق في الأرض وكلاهما يستخدم العنف و كلاهما لا يقبل الأخر و كلاهما متطرف تجاه الأخر.
ولكن هل إسرائيل تعادي مصر بسبب غير أن مصر حاربت إسرائيل دفاعا عن العرب المسلمين الفلسطينيين ؟
و انهزمت جيوشنا في كل الحروب بيننا وبين إسرائيل و انتصرت في حرب واحده و كانت من النتيجة أننا استعدنا أرضنا و الثمن هو معاهدة سلام بيننا وبينهم. فهل هناك أمور أخري متعلقة بمصر في يد إسرائيل ؟ الإجابة لا . فلماذا أذن تعادي مصر إسرائيل ؟

و علي النقيض لولا أن باع الفلسطينيين أرضيهم لليهود و دخلوا في حرب بينهم وبين بعض و تنعنترت الدول العربية وقررت أن تلقي بإسرائيل في المالح و سحل و قتل الشعب الإسرائيلي فما هزمنا ومات أبنائنا في الحروب بيننا وبين إسرائيل. و مازلنا ندفع ثمن هذه الحروب إلي اليوم و إلي ما لا نعرف إلي متي. فقر و تخلف و هبوط حاد مزمن في كل شيء بسبب الكوارث الاقتصادية التي حلت بنا بسبب حروب لم يكن لها أي فائدة أو قيمة.

و أخيرا لم يتعمد اليهود أن يعضوا الأيادي التي قدمت لهم المساعدات كما يفعل الفلسطينيين اقتحموا الحدود المصرية و أغاروا مثل العصابات علي مدينة العريش في استعراض عضلاتي ضد المدنيين و قوات الشرطة المصرية. هؤلاء الفلسطينيين الذين يلقي علي أياديهم العمال و الموظفين المصريين أسوء معاملة و تعدي بالألفاظ علي مصر وشعبها في كل الدول العربية دون استثناء.

بصراحة أنني احترم الشعب الإسرائيلي مليون مرة عن أي شعب عربي و اللي مايتفقش معايا يبقي بصراحة أعمي أو بيستعمي او مستعمي .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com