بقلم: د. رأفت فهيم جندي
دخل أحد مرضاي المتقدمين في العمر والذي أعرفه لأكثر من عشرين عامًا إلى بيت المسنين، لأن حالته الصحية تستلزم عناية لا يستطيع أفراد المنزل القيام بها.
قررت أن أذهب إليه بعد انتهاء العيادة يوم السبت، وذهبت للعنوان الذي أعطى لي والذي لم أكن قد ذهبت إليه من قبل.
أعجبني أن مدخل المكان به فخامة وزهور وشلال ماء صناعي، وعندما وصلت للمصعد الذي سيقلنا للأدوار العليا وجدت أن زرار استدعاء المصعد مضاء، ففكرت لوهلة أنه قد يكون معطلا ولكن لوحة تتبع مسار المصعدين وضحت لي أنهما يعملان وأحدهما في طريقه للصعود والثاني في طريقه للهبوط.
عندما وصل المصعد للطابق الأول فتح الباب ولم يكن به أحد، عندما دخلت المصعد تعجبت أن أزراره لجميع الطوابق مضاءة، فلم يكن هناك داع لضغط أي زرار، أقفل باب المصعد تلقائيا ووصل للدور الأول فتوقف وفتحت أبوابه بالرغم من أنه لا يوجد من ينتظره ثم أقفل الباب بعدها، وهكذا ظل المصعد يعمل في كل الأدوار حتى وصلت للطابق الذي أريده وذهبت لغرفه المريض الذي أقصده.
نسيت قصة المصعد الذي تعجبت منه وسط احتفائي واحتفاء المريض وأهله بلقائنا، وبعد انتهاء الزيارة خرج معى ابن هذا المريض لوداعي ورافقنى حتى باب المصعد.
وجدت أيضا أن زراير استدعاء المصعد مضاءة في هذا الطابق، فسألت الابن -الذي رافقني- عن هذا المصعد الغريب متعجبًا إن كان به عطل ما!
شرح لى هذا الابن أن اليوم هو السبت، وفي هذا اليوم هناك البعض من اليهود المدققين الذين لا تسمح لهم طقوسهم بفعل أي شيء حتى ولو كان الضغط على زرار المصعد لاستدعائه أو الضغط على زارر الطابق الذي يريدونه أو فتح أو غلق أي باب ولهذا فإن المصعد يحضر من نفسه لكل طابق ويفتح تلقائيا بابه لمن يريد الدخول أو الخروج بدون أن يلمسه أحد ويسمى مصعد السبت (سابث اليفيتور)، وأيضًا جميع أبواب المبنى تفتح بمجرد اقترابك منها بدون أن تستخدم يديك لفتحها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com