بقلم: مجدي جورج
ربما لازالت الي الان بعد ظهر الجمعة ٣٠ مارس الحرائق تشتعل بمنازل اقباط هذه القرية وربما لازالت معاول الهدم التي يحملها الاف السلفيين والرعاع تهدم في قباب ومباني الكنيسة الي الان.
وهذه الكنيسة قائمة من منذ ثمانين عاما ولكن شاء حظ الاقباط العاثر هناك انه بمجرد حصولهم علي تصريح لهدمها واعادة بنائها ان قامت ثورة يناير وبالتالي اصبح الاقباط هناك تحت تهديد السلفيين خصوصا مع حالة الانفلات الامني التي اعقبت الثورة . فقد بدأ السلفيين في ابتزاز الاقباط مع بداية بناء الكنيسة فيوم يطلبوا منهم عدم تعليق جرس للكنيسة لان الجرس يزعج اذانهم المرهفة وتارة يطلبوا من الاقباط عدم بناء منارة للكنيسة لانها تؤذي نظرهم وفي النهاية قاموا بهدم الكنيسة .
والمثير في هذا الامر ان يخرج علينا محافظ اسوان مصطفي السيد بالتلفزيون مستهينا جدا بالامر وقائلا انه لاتوجد اي كنيسة بالقرية كي يتم حرقها وان ما حرق لم يكن الا مضيفة يستخدمها الاقباط للصلاة فهل هذا كلام يقال ايها الرجل في هذا الموقف ؟
فحتي وان كانت مضيفة او حتي ببت صغير للصلاة الا يستدعي هذا حمايته ومنع التعدي عليه.
ياسيادة المحافظ يامن تبرر للمعتدين والرعاع اعتدائهم اما كان من الاولي ان تتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع هذه الاعتداءات قبل وقوعها خصوصا ان التهديدات معروفة ومعلنة منذ فترة ؟
ثم ياسيادة المحافظ ان كون ما حرق مضيفة وليس كنيسة لاداء الصلاة يبين تعصبكم وتعنتكم مع الاقباط وحرمانهم من بناء الكنائس اللازمة لاداء الصلوات بها وبذلك اظن انك فضحت النظام الذي تمثله امام العالم كله بدون ان تدري ؟
تهديدات السلفيين للاقباط معروفة ومعلنة منذ تم البدء في بناء هذه الكنيسة ولكنها لم تتم الا اليوم تحديدا يوم ٣٠ سبتمبر جمعة استرداد الثورة وهذا يدل ان هذا التعدي مخطط له جيدا فمن ياتري يقف خلف هذه الاعتداءات ؟
انا اري ان هناك ثلاث جهات يمكن ان تفف وراء هذه الاعتداءات وهي :
١ قد يكون ورائها الاخوان والسلفيين كرسالة موجهة منهم الي المجلس العسكري كي يقولوا له انهم اقوياء وقادرين علي تحريك الشارع والسيطرة عليه كما يريدون وعلي المجلس ان ينصاع لمطالبهم خصوصا في مسالتي رفضهم للضمانات الدستورية واجراء الانتخابات بطريقة القائمة فقط .
٢ فلول الحزب الوطني وبقايا النظام السابق الذي لازال يراوح مكانه
ويرفض الاعتراف بهزيمته ورفض الناس له ويريد ان يشعر المجلس العسكري بانه رقم يصعب تجاوزه .
٣ قد يكون هذا الاعتداء وان بدا لنا منظما ومخططا له جيدا في اختيار التوقيت الا انه يمكن الا تكون هناك يد وراءه خصوصا مع انتشار مناخ التطرف ومع غياب الامن فقد يدفع هذا الامر الرعاع والسلفيين ليس لتنفيذ القوانين بايديهم فقط ( لان الكنيسة حاصلة علي تصريح بالبناء) ولكن قد يدفعهم هذا الغياب الامني الي تنفيذ قوانينهم وشريعتهم الخاصة التي استقوها من كتب السلف والتي تحرم تجديد كنيسة تعرضت للهدم في اي ارض امتلكها المسلمون عنوة .
اي ما كانت الجهة الواقفة خلف هذا الاعتداء واي ما كانت المبررات الا انه من الواضح ان الاقباط دائما واولا هم من يدفعون الثمن سواء فى فترة حكم الديكتاتور السابق او بعد قيام الثورة التي توسمنا في قيامها كل الخير للوطن وللاقباط ولكن من الواضح للان ان الرياح قد اتت بما لم تشته السفن .
ولكن علينا كاقباط الا نستسلم لمثل هذه الاعتداءات والا نعتاد عليها بل بجب علينا
المقاومة بكل الوسائل السلمية المتاحة . وعلينا ان ندافع عن وجودنا في اوطاننا.
وعلي الجاليات القبطية في الخارج ان تؤازر اقباط الداخل بكل الطرق الممكنة من مظاهرات واحتجاجات ومساعدة لهم للاستمرار في بلادنا ومقاومة ما يتعرضون له من تهجير حتي تنقشع هذه الغمة التى نتمني ان تنقشع عن قريب باذن الله .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com