بقلم: مدحت ناجى نجيب
لا تخافوا مما يأتى ولكن تأملوا فيما مضى ، تأملوا تاريخ الكنيسة والشهداء ، أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بهم ، الرب فى وسطكم جبار وقوى ، لا ترتاعوا مما يحدث ، ما يحدث ما هو إلا تجديد للشجرة حتى تسقط الأوراق الضعيفة وتبدأ تتقوى باقى الفروع، ما يحدث يقوينا ولا يرهبنا ، لا تياس ولا تظن ان الله واقف متفرج ، هو ينظر ويطالب ، حتى فى أحد المرات صرخ له داود النبى معاتباً ويأمره بالتدخل فقال له " أخرج يدك من وسط عبك .أفن "، الله يسمع ويرى ، يتمهل فى الإجابة ، لانها تكون إجابة شافية وصادقة ، تاريخ الكنيسة هو تاريخ الدم ، تأسست بالدم ، لا توجد ديانة فى العالم اجمع قامت على الدم مثلما قامت المسيحية ، ارادوا أن يفنوا المسيحية بقتل الشهداء ولكن الكنيسة كانت تنمو وتزداد أكثر فأكثر ، الموت من وجهة نظرهم يقضى علينا ، وبالنسبة لنا يقربنا الى الحياة مع المسيح ،
أذن لا ترتاعوا ولا تحزنوا حتى وان كانت كل مجريات الأمور تجرى فى صالح الشر ، هو انتصار مؤقت وليس دائم ، إلهك قوى ، لا ينعس ولا ينام ، يتأنى على الجميع ، كل خليقته ، لكنك أنت عنده محور اهتمامه ، انت محبوب جداً ، فلا تخاف ، فقد ذكرت كلمة " لا تخافوا " فى الكتاب المقدس حوالى 365 مرة بعدد أيام السنة ، كثيرون قاموا على الكنيسة ليهدموها ، لكن التراب حضنهم فى باطن الأرض موتى، هم هلكوا والكنيسة بقت وترعرعت وسط الأشواك والامواج ، تاريخ الكنيسة هو تاريخ مشرف للانتصار المسيحى القبطى على كل العصور ، لا يوجد عصر من العصور عاشته الكنيسة بدون ان تقدم شهداء انقياء للمسيح ، الاستشهاد هو الصورة المشرفة لكل إنسان مسيحى يتبع المسيح ، المسيح يريد أبطال فى الايمان ، يقبلون التحدى ، يقفوا امام الملوك ويعلنوا مسيحيتهم بقوة ، فلا نخاف مما يحدث الآن من هدم وحرق للكنائس ،فهذا ليس شىء جديد على الكنيسة هى تعودت على كذلك ، الله يستطيع أن يدافع عن نفسه وكنيسته ، لكنه يحب ان يرى ذلك منك وأن تقدم ذاتك من أجله ، فالله قادر أن يقيم من الحجار أولاداً لابراهيم ، لكنه يتأنى ويصبر على المتعصبين ليجذبهم إلى التوبة ،
خطة الله هو أن يصل لقلب كل إنسان ، هو أمرك بالحب للجميع مهما أساءوا معاملتك ، هل تظن أن يد الرب ضعيقة عن أن تخلص ما يحدث لبيته وكنيسته ؟ لا ، فيد الرب مرتفعة تزلزل الجبال ، الله قادر ان يبنى كنيسته ، لكنه لا يهمه الطوب والاسمنت و... ، انت نفسك كنيسة ، " الكنيسة هى اشخاص وليس مبنى " ، فالكنيسة هى جماعة المؤمنين ، ربنا قادر أن يقود الحرب وحده ، وقادر أن يتوب الجميع ويجذبهم إلى التوبة فى لحظة ، لكن طرق الرب بعيدة عن الابهار والمعجزات ، هو يريدك انت ان تعمل ويرى فيك الناس صورة الله المقروءة والمسموعة ، فأنت انجيل معاش ، انت كارز بالمسيح ، فلا تشوه هذه الصورة ، هذه وصية المسيح لنا " احبوا اعدائكم ، احسنوا الى مبغضيكم ، صلوا من اجل الذين يسيئون اليكم " ، هى وصية الحب للجميع دون شرط او قيد ، محبة لا تحسد ولا تشتهى السوء ، محبة غير مشروطة ، محبة باذلة ، لكن علمنا ايضاً ان ندافع عن حقوقنا بالطرق المشروعة ، فهو قال " لماذا تضربنى " ، وبولس صرخ بانه " رجل رومانى يتمتع بالجنسية الرومانية لذلك رفع شكواه الى قيصر " ،
إلى الاقباط دافعوا عن حقوقكم بالحب لا بالقوة ، انشروا رسالتكم بتحمل المشقات والآلآم بصبر ومحبة وليس فى ضجر ، انظروا إلى المسيح الذى تألم قبلكم ، فهل المسيح يأمرنا بالحب والمغفرة وهو لا ينفذ ذلك ، لا ، لانه إله الحب والمغفرة لابعد حد ، لذلك أجعلوا شعاركم دائماً " لتمت نفسى موت الابرار ولتكن آخرتى كآخرتهم " ، أنظروا إلى كل ما ترونه فى هذه الايام بنظرة الأمل والرجاء والتفاؤل لأن إلهكم أوصاكم قائلاً " ثقوا أنا قد غلبت العالم " ، " ومن ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر " . لذك ترجى الرب دائما ، اجعل كل كلامك وحياتك معاشة بالرجاء ، لا تجعل الظروف تتغلب عليك ، بل اقتحم جبال اليأس بفأس الرجاء والتفاؤل ، لا تجعل شىء يرهبك ويقلقك مما يحدث حولك ، لا تكون جامع اخبار وتحللها ، فالذى لا يحله الناس يحله الله ،
الله قادر ان يحول ما يحدث الآن لخير وأمن وأمان لكل شعب مصر ، مهما بدا الجو مظلم وقاتم ، مهما سمعتم باخبار مزعجة من حرق وقتل ، فلا تنزعج ، بل خذها على انها رسالة لك شخصية من المسيح لقلب نظام الحكم على ابليس واعوانه ، اذن لا تخافوا ... عيشوا فى الرجاء ...أنشروا الأمل ... وزعوا التفاؤل فى الاسواق والشوارع ... اجعلوا وجوهكم عامر بالابتسامة الصافية النابعة من القلب الصادق والأمين. لذك انزعوا من قلوبكم كل كلام الاحباط والياس والفشل وألقوه خارجاً فى الظلمة الخارجية . "الى هنا اعاننا الرب "
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com