بقلم: د .صفوت روبيل بسطا
من النهاردة مفيش حًكومة ... أنا الحًكومة !!؟؟؟
هذه الجملة التي قالها بكل قوة ومن غير أي خوف " منصور الحفني" هذه الشخصية التي قام بدورها الأستاذ " أحمد السقا" في فيلم إسمه " الجزيرة", وهذه الجملة توضح مدي تجبره وسطوته في ظل التواطئ الشديد ما بين الحكومة وبين أحد المجرمين وتاجر المخدرات ، من صفقات مشبوهة وتبادل للمصالح, هي التي جعلت المجرم يتحدي الحكومة في تلك الجزيرة ، وعندما أرادت الحكومة أن تقوم بدورها الحقيقي المنوطة به بالقبض علي المجرم وتقديمه للعدالة كان الوقت متأخر جدا لأن المجرم كأنه كان " كاسر" عين الحكومة, ومن هذا المنطلق قال كلمته هذه .. أنا الحكومة .. متحدياً الحكومة!!... متحديا كل قوانين البلاد ، وهيبة القانون ، وهيبة الدولة ,,, ولكن يبقي السؤال الهام ..مًن المسؤول عن تجبر المجرم !!؟؟ ما الذي جعل المجرم يتحدي الحكومة بهذه الطريقة الفجة !!؟؟ هذا إذا كانت الحكومة تعتبره من الأساس " مجرم " ويستحق العقاب وهنا تكمن المشكلة الكبيرة والطامة الكبري
عاني ويعاني الأقباط " المصريين الأصليين" في بلدهم " مصر" وعلي مدار العصور كل أنواع الأضطهاد والقهر من كل الحكومات التي توالت علي مصر بلدنا, بداية من الحكم الروماني الذي كان ضد المسيحية علي طول الخط وكانوا يعذبون ويقتلون المسيحيين الذين يعترفون بمسيحيتهم ، وبالرغم من قسوة الأضطهاد وشدته, ولكن كان منهجهم واضح ومعروف للجميع, ولم يكونوا يعرفوا الكذب والمراوغة والخداع الذي نراه اليوم من حكومات هذا العصر, والهدف واحد هو " إبادة المسيحيين" أو كما سمعنا مؤخرا مًن يقولون ... لا نريد نصاري في قريتنا!!؟؟ وأيضا لم نسمع أيام الأضطهاد الروماني أن قام مواطن روماني بخرق هيبة الدولة وتعدي علي جاره المسيحي, أو أي إن كان ملته علي كنيسته ومكان عبادته أو بيته ، لأنه في عُرف الدول أن القانون قانون والدولة هي المنوطة بتنفيذ القانون وليس مواطن عادي أي إن كان ليس من حقه محاسبة أخيه المواطن علي خطأ ما ، أيضا كان قتل الرومان للأقباط أهون من قهر هذه الأيام السوداء ، لأن المسيحي كان يُقتل مرة واحدة بالسيف وفي ثواني معدودة تفيض روحه إلي ربها الذي لم ولن يترك الجاني يفلت بجريمته ، ويمسح دمعة المظلوم ويُريحه من شر الأنسان لأخيه الأنسان ، ولكن قتل هذه الأيام هو حرق الدم والأعصاب وإهدار كرامة الأنسان بكل الطرق الخسيسة والدنيئة من كذب وخداع ( وهو الأشد) ، ويري المسيحي بإم عينيه الذل والهوان وهتك عرضه وخطف بنته وإذلال زوجته, وفي لحظتها يحسد من قُتلوا أيام الرومان ولم يشاهدوا بعينيهم هذه المهانة ولا تلك المزلة
ومازالت المعاناة ومازالت المزلة إلي يومنا هذا, والمسيحي علشان يفكر يرمم كنيسته التي تهالكت, وعلي وشك الأنهيار عليه وعلي أولاده , وبعد حزمة من الأوراق والروتين وسنين من الجري والمرارة ويأخذ الرخصة بشق الأنفس, وتأتي لحظة البناء وإذا بالمسيحي يجد مًن يقف أمامه ويصرخ في وجهه بكل غل وكره ,متحدياً الحكومة المتساهلة معه والمباركة لفعلته ...أنا الحكومة... أنا مش عاوز كنيسة ولا أريد أن أشوف صليب ولا جرس ولا قبة ومن النهاية كدة ... مش عاوزين نصاري في البلد دي !!!؟؟؟
المسيحي هنا يصرخ هو الأخر بكل ألم ومذلة ... مًن أنت!!؟؟ ...مًن أنتم!!؟؟ فين القانون ؟ فين الدولة؟ فين الحكومة!!!؟؟؟
أتاري الحكومة(ممثلة في رئيس مباحث إدفو) كانت موجودة وشاهدة علي المخطط ومن داخل المسجد وبمباركة الشيخ, وقامت الغزوة المباركة علي الكنيسة وعلي بيوت الأقباط , ووو...حرق الدم قبل حرق الكنيسة وممتلكات الأقباط
وحرق الدم كان علي " أصوله" من ممثل الدولة ألا وهو سيادة المحافظ الذي أراد أن يُكمل المخطط بكذبه الفاضح علي كل القنوات وهو يُكذب "إمضته" علي أوراق التراخيص وأنه من الأساس لا توجد كنيسة ولكنها " مضيفة" وأن " شيوخنا" قاموا بالواجب !!؟؟؟
وقمة "حرق الدم" كانت من تصريح وزير الداخلية في أحد المواقع عندما قال ... أن الأمن مستتب وأن الشباب المتشدد رًوحوا بيوتهم بكل سلام وأمان !!؟؟؟ بالله عليكم هل يوجد .. حرق دم.. أكثر من ذلك ويخرج من مًن .. وزير الداخلية ... المسئول الأول عن الأمن في بلدنا
وهنا نرجع للسؤال الذي طرحته في بداية المقال وهو ... ما الذي جعل المجرم يتحدي الحكومة بهذا الشكل!!؟؟ وتابعت .. دا إذا كانت الحكومة تعتبره من الأساس مجرم .... ومما سبق يتضح لك أيها القارئ العزيز أن الحكومة وأُولي الأمر في بلدنا , لا يعتبرون الشباب المتشدد ( علي حد تعبيرهم) أنهم أرتكبوا أي خطأ ومن أجل ذلك هم.. رًوحوا بيوتهم.. بكل أمان وسلام !!؟؟؟ وكما ذكر أيضا سيادة المحافظ .. أن المسيحيين أخطأوا وقد تم تصحيح الخطأ من قبل شبابنا (شباب المحافظ)!! المسلمين !!؟؟؟ وإنتهي الموضوع .. إذا فين المشكلة !!؟؟
بداية التجبر والتواطئ والأنهياروالتسيب, ظهر جلياً من يوم ما قام الغوغائيين بهدم كنيسة " صول" وعلي مدار 22 ساعة , لم يعترضهم أحد وبعد ما إنتشر الفيديو الفضيحة بصور وأسماء المعتدين , لم نسمع أي معاقبة لأحدهم , بل علشان يعيدوا بناء الكنيسة إنتظروا حتي يُقنعوا المتشددين وينالوا رضاهم !!؟؟ وهكذا إستمر المسلسل البغيض من حرق كنيسة "إمبابة" وقتل الأقباط ,أيضا تحت سمع ومرأي الأمن والحكومة المتواطئة, ونفس السيناريو هاهو يتكرر في كنيسة مارجرجس " بالمريناب" وسوف يتكرر (لا قدر الله) في أماكن أُخري مادام نفس التوجه مازال وعدم محاسبة المجرمين (كالعادة) لأن هذا تطور طبيعي لتساهل الحكومة مع الهمجية( من وجهة نظرنا الضيقة) ولكن من وجهة نظر الحكومة هم شبابهم!! ,,, وها أخبار أخري تصل إلينا وتقول...المحافظة تساوم الأقباط لتحويل كنيسة " المريناب" لمبني خدمات لإرضاء السلفيين !!!؟؟؟ ... وخبر أخر ( طازة) الأن وأنا أُسطر هذه الكلمات يقول .... عاااااجل جدا .....يتم الأن الأعتداء علي كنيسة العذراء بسوهاج في قرية "المدمر" بطما ...وهكذا وهلُم جرا ,, وفي كل حادث إعتداء, يقف الأمن وتقف الحكومة موقف المتفرج حتي يتم المخطط المُشين , ولا عزاء في حرق دم القبطي وبيته وكنيسته وكل ما يملك لأنه حلال في نظر الحكومة والشعب لأنه من الواضح أنهم أصبحوا ..إيد واحدة ضد كل ما هو مسيحي ...
ألم أقل لكم أن الحكومة لا تعتبر مًن يحرقون الكنائس ويهدمون منازل الأقباط ليسوا بمجرمين... أليس واضح أن مًن قطعوا إذن القبطي لا غبار عليهم ... ومًن يُريدون تحجيب الفتاة القبطية بالأجبار شيئ عادي .... ومًن رفضوا المحافظ القبطي وتحدوا الحكومة وأنكروا وجودها وكان لهم ما أرادوا!! ,عندهم كل الحق .... إذاً من حق المتشددين أن يصرخوا بكل قوة في وجه كل مسيحي ويقولوا له .. من النهاردة ما فيش حًكومة.. أنا الحكومة
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com