بقلم: مايكل سعيد
بداية الغضب المصري كان من الأقباط، ويعد الأقباط الشرارة الأولى للثورة بعد أحداث كنيسة العمرانية، لأنها المرة الأولى التي لا يهاب فيها مواطن مصري الشرطة ويواجهها وجهًا لوجه، وكالمعتاد نرى تعاطف المسلمين مع الشرطة ضد الأقباط، ومن ثم تعاطف الإعلام وإظهار صورة الشرطة المعتدى عليها دون ذكر أي إصابات لأقباط العمرانية و التركيز على إصابات الشرطة و سيارة الأمن المركزي المحطّمة! ولكن بعد عدة ساعات نكتشف أن الشرطة المصرية إرتكبت مجزرة أمام كنيسة العمرانية في الساعات الأولى من الصباح.
يتكرر نفس المشهد بكل تفاصيله اليوم أمام ماسبيرو، من حيث إظهار قوات الجيش المعتدي عليها ومقتل جندي و إصابة آخرون، و يبث الأعلام عن زيادة مصابي الجيش دون الوقوف على الأسباب وكالعادة تجد تعاطف المسلمين مع الجيش لما بثة الإعلام من إجرام الأقباط في حق الجيش المصري! ولكن بعد عدة ساعات نكتشف أن الجيش المصري إرتكب مجزرة أمام ماسبيرو، ونحن اليوم سنتحدث عن مجزرة ماسبيرو.
مشكلة الأقباط في مصر أنهم مواطنون مصريون يعاملون معاملة مختلفة بعيدة تمامًا عن كلمة مواطن, فالمواطن إاذا تم الإعتداء عليه لديه حق في القانون وبناءًا عليه يأخذ حقة و يُحاسب المعتدي, أما مع الأقباط فسيكون الوضع مختلف، فحينما تم الإعتداء على الأقباط لم يأخذ القانون مجراه، ففي كل حادث لا تحل المشكلة الأساسية حلًا جذريًا ويتم تلصيمها و تلصيقها وتترك كما هي دون حلّ!
لما يجد الأقباط أمامهم سوى النزول للشارع و الإعتراض لما يحدث لهم من هدم كنائس وحرق منازل و سلب متتلكات وخطف أولاد بنات! وكل هذه لا تعد أكثر من حقوق طبيعية كان المفروض أن تمنحها الدولة قبل أن يطالب بها الأقباط، ولكن لا جديد فالمشاكل قائمة منذ سنين طويلة و التعامل معها بنفس الإسلوب السقيم الذي يزيد الإحتقان, وما على الأقباط سوى النزول للشارع ليقول يارب تدخل و يرفضون ما حدث لهم.
أحادث ماسبيرو لم تحدث مرة واحدة فسبقهامظاهرات و إعتصامات أمام ماسبيرو بعد هدم كنيسة صول بمركز أطفيح بمحافظة حلوان، خرج الأقباط معترضون على هدم الكنيسة بعد تحريض إمام المسجد ضد الكنيسة و أخذ المتعصبين من السلفيين في هدم الكنيسة على مدار 22 ساعة دون تدخل أي جهة أو مسؤل؟
لم تحل المشكلة ولم يقدم الجناة للمحاكمة و إكتفت القوات المسلحة بإعادة بناء الكنيسة فقط، لتصبح المشكلة كما هي دون حل، فإعتصم الأقباط أمام ماسبيرو للتأكد من صدق نوايا المجلس العسكري في إعادة بناء الكنيسة و إكتفوا بهذا المطلب.
تعود الأحداث من جديد وتحرق كنيسة أخرى بإمبابة على خلفية أحداث طائفية ولم يقبض على الجناة الحقيقيين او المحرضين بل تم القبض على مجموعة قليلة جدًا من المتسبيين في الأحداث وظل رأس الأفعى خارج منطقة القانون، يتحدثون على الفضائيات وفي المساجد بحرية كاملة، ويرمم المجلس العسكري الكنيسة و ينتهي الأمر على ذلك.
أيام قليلة بعد الاحداث و بعد الهدوء النسبي ثم تحرق وتهدم كنيسة أخرى، إنتظر الأقباط أي قرار من الدولة يحل الموقف دون جدوى، بل خرج محافظ كاذب يزيد الموقف إشتعالًا و يبرأ المعتدين، وما على الأقباط سوى النزول أمام مسبيروا و أعلنوا الإعتصام حتى تحقيق مطالبهم المشروعة و أخذ أقل حقوقهم، لم تستمع أي جهة لتلك المطالب وكان همهم الأوحد هو فتح الطريق، فقامت الشرطة العسكرية بحركة غدر و هجوم بدون أي مقدمات و سحل أحد الأقباط في وسط الشارع لترهيب الأخرين، ولم تحل المشاكل و إزداد الموقف سوءًا, وقام الأقباط بعد فض إعتصامهم بالقوة بعمل مظاهرات أخرى يوم 9 أكتوبر 2011 .
أحداث 9 أكتوبر ماهي إلا مظاهرة سلمية للمطالبة بالحقوق المسلوبة, ولكن حدث ما حدث يوم 28 يناير، من دهس للمتظاهرين بالسيارت المصفحة وظهور الإعلام الكاذب يوم 28 يناير و التركيز على مجموعة من المتظاهرين يحرقون سيارة أمن المركزي، ويتحول الإعلام الإخباري إلى برنامج تلفزيونى يتلقى المكالمات المؤيدة للنظام و الرافضة للمظاهرات، وها ما حدث يوم 9 إكتوبر مممع مممتزاهري ماسبيرو، إعلان مقتل جندي مصري وحرق مدرعة للجيش و بعض الإصابات، في نفس الوقت التي تنشر فيه الفضائيات الأخرى مدرعات تدهس المتظاهرين ومجزرة حقيقة و أكثر من 39 قتيل في صفوف المتظاهرين و 140 مصاب و الأعداد في تزايد مستمر!
لا جديد ولا تقدم لخطوة واحدة بل تراجع مخزي للدولة المصرية سيدخلها في مُسائلات دولية لخرقها أقل الحقوق الموقعة عليها في الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com