بقلم/ مدحت ناجى نجيب
إلى الذين يجاهدون في سبيل الله من أعلمكم ان هذا جهاد ، فهذا ليس جهاد ، الله لم يطلب منكم جهاد اى تقتلوا في الناس من أجل الدين ، جاهدوا فقط ضد خطاياكم الشريرة : زنى ، فسق ، اغتصاب ، شهادة زور... ، تريدون تطبيق اوامر الله على الناس ولا تطبقوها على انفسكم ، تآمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وانتم تفعلون المنكر في الخفاء ، تدافعون عن حقوق الله ، والله لم يطلب منكم هذا الدفاع الخاطىء ، أريد منكم أن تغيروا دواخلكم وانفسكم ، غيروا عادتكم الخاطئة ، ارفعوا شعار الحب بدلاً من الانتقام ، ازرعوا الأمل والوفاء والرجاء في القلوب ، غيروا صورتكم المشوهة عن الله ، فالذى يعرف الله لا يستعمل سيف القتل بل يستعمل الصليب رمز للعدل والرحمة .
أصحاب السيف يستمتعون بالتدمير والخراب والانتحار طمعاً فى العالم من أجل مكاسب مادية ويعتبرون أنفسهم شهداء ، انتم شهداء مملكة الشيطان والظلم ، أما اصحاب الصليب رأوا معلمهم على رابية الجلجثة محمول ومرفوع على الصليب لأجل خلاص البشرية ، وهكذا علمنا ان نقدم حياتنا ذبيحة حية مرضية امامه، كالبخور نحترق فتزداد رائحتنا متجهة نحو السماء ، ومن الصليب اخذ تلاميذه مبادىء الحب والسلام ووزعوها على كل البشرية لينتشر الايمان المسيحى ، لم ينتشر بالسيف ، بل انتصر بالصليب ، لأن الصليب هو الالة الوحيدة التى نعرفها للدفاع عن انفسنا مهما ظهرت الضيقات وتكومت فوق رؤوسنا .
أصحاب السيف يدمرون العالم ويسفكون الدماء البريئة والذكية دون أدنى احساس بمدرعاتهم، فلا يفرقون بين دماء الاطفال والشيوخ والشباب والمرضى، هدفهم بث الخوف والرعب فى القلوب الآمنة ، يفتخرون بآلات الموت ، لكن الرب ينتظر ويتمهل عليهم ، قادر أن يعاقبهم لكنه ينتظر رجوعهم ، أرجوكم اختاروا طريق السلام والحب ، لأنه الطريق الآمن نحو الحياة الكريمة التى يتمناها المصريون الاقباط .أما صاحب الصليب واتباعه جاءوا ليحملوا رسالته وهى " رسالة السامرى الصالح " تضميد جراحات الغير وتقوية ضعفاتهم دون تمييز فى لون أو عرق أو دين "، وهكذا رأينا في احداث ماسبيرو قمة الحب للأب الكاهن الذى أحتضن الجندى الذى دهس شهداءنا تحت المدرعة ، انت قتلت اولادنا واخواتنا ، لكننا بمبدأ الكتاب المقدس نحميك نأخذ الضرب بدلاً عنك .
• أصحاب السيوف يعبرون على جماجم البشر ويبنون قصورهم على ذبائح البشر، لكن ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ، أما اصحاب الصليب بنوا مملكتهم على اركان السلام والمحبة . فبنى لهم الله بيوت فى السماء ، وكتبت اسماءهم في سفر الحياة .
• صورة السيف ترى من خلالها الاجسام الممزقة والمشوهة والمطحونة تحت السيور الحديدية للمدرعات التى دهست الشهداء ، ترى جماهير النساء التى ترملن ، وجماهير الاطفال الذين تيموا " أما صورة الصليب ترى فيها الجماهير الفقيرة من الذين شفاهم وعزاهم صاحب الصليب المسيح عندما كان يجول يصنع خيراً " .
إلى أصحاب السيف : أختارو طريق الحرية والسلام والمحبة ، أنظروا إلينا ، كم من الحزن الذى خلفه السيف لأولادنا من دمار ودماء ، أنظروا الى المسيح الذى سفك دمه من أجل أن يعيش الاحياء .
إلى أصحاب الصليب : أستمروا في حب إعداءكم مهما طحنوكم تحت أقدام المدرعات ، فهذا هو الباب الضيق الذى طلب منا ان ندخل منه ، لا تغيروا محبتكم نحوهم ، ارفعوا الابتسامة الدائمة على وجوهكم ، تأكدوا ان الرب سيحصد الخير لمصر في وقته ، تأكدوا أيضاً ان الصليب هو الذى سيكسب المعركة في النهاية ، الحب لا يموت ، مهما انتشر الظلم كالسحابة السوداء ، فأن عدل الله كالامطار التى تهبط على الاراضى القاحلة لترويها . انتظروا الرب ، فسوف يرفع الصليب قريباً على أرض مصر ، ولأن التغيير لابد وأن يكون بالدم ، فلذلك على الاقباط ان يقدموا كل يوم شهداء للكنيسة ، ولتفتخر الكنيسة القبطية بانها كنيسة شهداء . فالآلم هو محك الايمان .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com