بقلم: مينا ملاك عازر
منذ أن وضع الدكتور "شرف" استقالته تحت الشراب، لألا يخطفها منه أحد ويقدِّمها نيابة عنه للمجلس العسكري، أقصد منذ أن وضعها تحت تصرُّف المجلس العسكري، وأنا أحلم بعدة استقالات تُوضع كده تحت الشراب، أقصد تحت التصرف أو حد يسترجل ويصمم عليها.
أول هذه الاستقالات وليس أهمها، استقالة محافظ "الأسكندرية" اللواء "عادل لبيب"، الذي حدثت في عهده حادثة تفجير كنيسة "القديسين" ولم يرمش له جفن، مع أن الأقباط طالبوا بإقالته ولم يستح، ثم محافظ "حلوان" الذي هُدِمت في عهده أول كنيسة ولم يهتز من على كرسيه رغم مطالبات الأقباط بإقالته، ثم محافظ "الجيزة" الذي حُرِقت في عهده كنيسة "إمبابة".
وتأتي استقالة محافظ "أسوان" اللواء "مصطفى السيد" في المرتبة الثانية من الناحية التاريخية، لكن في المرتبة الأولى من ناحية الأهمية لكل الأحداث المتوترة، لكن يأتي قبل باقي أسباب الاستقالة وليس سببها ما صرَّح به المحافظ بأن شبابنا هدموا المخالفة، ولا لأنه تقاعس عن حماية الكنيسة، ولا لأنه محافظ على كرسيه فقط، بل لأنه قال إنه قاتل في حربي أكتوبر والاستنزاف، ولا يهرب من المعركة، مذكرني بما قاله الرئيس المخلوع أيام الثورة حين قال إنه لا يهرب من المعركة، وهي كذبة كبيرة، فلا أعرف أين المعركة التي دخلها؟ فهل نزل المحافظ بنفسه يدافع عن الكنيسة واشتبك مع السلفيين الذين هدموها وحرقوها؟ أم قاد معركة ضد أولئك العُزَّل الذين طالبوا باستقالته لضعفه، وبقائه على الكرسي للآن بحماية السلفيين وليس بحماية المجلس العسكري الذي قال إنه معيَّن عن طريقه، ولن يغادر كرسيه إلا عن طريقه؟؟.
ثالث تلك الاستقالات، استقالة- حبيبي- اللواء "إسماعيل عتمان"- مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، وعضو المجلس العسكري- فهذا الرجل مع كل احترامي له وخالص حبي لشخصه، وبشاشته، وطيبة قلبه، إلا أنه تم توريطه في تصريح يشيد فيه بكفاءة التليفزيون المصري في تغطية أحداث "ماسبيرو" وحياديته، ولكن سرعان ما أعترف "هيكل" -وزير الإعلام- ومن قبله الإعلامية "رشا مجدي" بخيبتهم القوية وتورطهم في أخطاء مهنية، وأنهم لم يكونوا محايدين، وأن هناك لجنة تحقق في المستوى الإعلامي للتغطية المتردية والتحريضية، ولذا على اللواء "إسماعيل عتمان" أن يستقيل لأن شكله بقى وحش، كما أن عليه أن يستقيل إحتجاجًا على تورطه في تصريح يقلِّل من حجم الحب الذي كان يحظى به شعبيًا، ولأنه زاد من تأجج الفتنة بأن دفع الكل أن يزدادوا تصديقًا لجهاز إعلامي كذاب.
ملحوظة: محافظ "الإسكندرية" باقٍ للآن، ونُقل إلى محافظة "قنا" بناءًا على طلب الجماهير القناوية، محافظ "حلوان" أُلغيت محافظته كلها، محافظ "الجيزة" لأ أعلم أين هو الآن، وأشهر من طالب الأقباط باستقالتهم وسقوطهم كان الرئيس المخلوع ولم يطل به الوقت طويلًا وسقط.
المختصر المفيد، استقيلوا يرحمكم الله.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com