ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ماذا فعل "الإسلامويون" في العالم العربي؟

عماد سيد أحمد | 2011-10-24 00:00:00

بقلم: عماد سيد أحمد

ما كادت بعض الأقطار العربية تنتفض للتخلص من كابوس الديكتاتوريات التي ظلت جاثمة على الأنفاس منذ خروج الاستعمار، حتى وجدت نفسها تدور فى دائرة مغلقة، ومحاصرة بين نظام قديم تمثله الديكتاتورية العسكرية وبين آخر قادم تمثله الديكتاتورية الدينية.
ذات مرة قال "عصام العريان" أحد قيادات جماعة الأخوان المسلمين، الذي يعد من أكثرهم انفتاحًا على التيارات والأحزاب السياسية الأخرى، متسائلًا: لماذا لا تحصل جماعة الأخوان على فرصتها وتتربع على كرسي الحكم مثل الوفديين والناصريين؟
بهذا التساؤل الجديد القديم كان "العريان" يقفز على الواقع، حيث أنه طوال ما يزيد على نصف قرن لم يحكم العالم العربي سوى الإسلامويون والعسكر. والمنافسة على حكم البلاد العربية لازالت محصورة بينهما، على الأقل حتى اللحظة، لذلك يصرخ قادة الأخوان كل يوم وفي كل مكان وبمناسبة ومن دون مناسبة مطالبين بعودة العسكر لثكناتهم. ولسان حال قادة الأخوان يقول للعسكر: "ارحمونا لقد حصلتم على دوركم وأخذتم فرصتكم كاملة والآن جاء دورنا".


إذا تأملنا نموذجين في العالم العربي؛ وهما السودان الذي يحكمه الإسلامويون منذ 89، والنموذج الثانى اليمن الذي يحكمه ديكتاتور عسكري هو علي عبدالله صالح، سوف نكتشف إلى أي مدى وصلت هذه الأنظمة بالبلاد العربية، وجعلتها في مقدمة الدول الفاشلة.
النموذجان تحديدًا يمثلان مفارقة مدهشة لأي باحث في العلوم السياسية، حيث أن السودان انقسم إلى بلدين بفضل حكم البشير، واليمن اندمج فى وحدة جمعت اليمن الجنوبي واليمن الشمالي. ولكن المحصلة واحدة، بل ربما يكون الانفصال أفضل حالًا من الوحدة، فالسودان الذي انقسم على نفسه شهد حربًا أهلية ثم ثورة صامتة توجت بانفصال الجنوب. واليمن اندمج لذا هو يشهد ثورة، وكأن لسان حاله يقول نار الانفصال ولا جنة الوحدة.
وفى فلسطين لم تفعل حماس شئ أكثر من فصل غزة عن الضفة وقتل الفلسطينيين والتمثيل بجثثهم وإلقائهم من فوق البنايات.


الغريب أنهم يتمسكون بشعارات الوحدة ويرددون "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، ولا يقدمون شيئًا أكثر من بث الفرقة والكراهية بين أبناء المجتمع الواحد، بل والدين الواحد. وفي مصر كنا نعيش زمن حسن ومرقس وكوهين، ثم خرج كوهين واليوم حسن يريد أن يبقى وحيدًا ليتفرغ للقضاء على حسن.


وفي الجزائر حافظ العسكر على الوحدة عندما ضربت الجماعات الإرهابية بيد من حديد. وفي الصومال النزيف مستمر بلا رحمة بسبب الإسلاميين، وبلادهم تواجه أكبر مأساة إنسانية، والمواطن الصومالي يموت جوعًا وعطشًا وقهرًا ومرضًا، وبسبب وبدون سبب والجماعة الإسلامية هناك، تبذل قصارى جهدها في قضايا فرعية لا علاقة لها بمساعدة الصوماليين على مواجهة الموت جوعًا.


وفي مصر لم نسمع يومًا عن جماعة مسيحية متطرفة أو إرهابية، بل نسمع ليل نهار وطوال العقود الأربعة الماضية عن جماعات إسلامية وجهادية وسلفية وجيش محمد وإخوان مسلمين، وتلك التي قتلت الرئيس واغتالت قاضى وطعنت كاتب بحجم نجيب محفوظ، وتفجيرات طابا وتفجيرات الأزهر ومحاولة لإعلان إمارة إسلامية مرة في سيناء ومرة في إمبابة، وبعد كل هذا نجد من يتساءل: ما أسباب أحداث ماسبيرو؟


ومن الملفت للنظر أن نجد البعض يحمل الكنيسة مسؤولية انسحاب الأقباط من العمل السياسي، والواقع أن علينا أن نشكرهم بدلا من أن نوجه لهم النقد، لأن البديل المنطقى كان قيام جماعات مسيحية متطرفة في مقابل هذه الجماعات الإسلامية، وهذا ما حمى الوطن حتى الآن من وقوع الكارثة الكبرى.
الآن وبعد الثورة – إذا أردنا لها أن تكون ثورة – نريد معرفة موقف حكومة شرف والمجلس العسكري والمثقفون من الإرهاب ومن التطرف هل هم مع الإرهاب أم ضده، وذلك طبقًا لما هو معرف في القاموس العالمي.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com