بقلم: بطرس رشدي جندي
ما هو نظام القائمة النسبية؟ وما هو نظام الفردي؟ وما هو موعد انتخابات مجلس الشعب؟.. كلها أسئلة يتداولها الكثير من الناس في هذه الفترة، خاصة مع قرب الانتخابات البرلمانية.
الانتخابات ستجري على أساس نظام الثلثين بالقوائم النسبية والثلث للفردي، وانتخابات مجلس الشعب ستجري في المرحلة الأولى في 28 نوفمبر في تسع محافظات هي: القاهرة، والفيوم، وبورسعيد، ودمياط، والإسكندرية، وكفر الشيخ، وأسيوط، والأقصر، والبحر الأحمر، على أن تجري الإعادة يوم 5 ديسمبر المقبل.
وتقرَّر أن تجري المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب يوم 14 ديسمبر القادم في تسع محافظات، هي: الجيزة، وبني سويف، والمنوفية، والشرقية، والإسماعيلية، والسويس، والبحيرة، وسوهاج، وأسوان، على أن تجري الإعادة يوم 21 ديسمبر.
كما تجري المرحلة الثالثة يوم 3 يناير المقبل في تسع محافظات، هي: المنيا، والقليوبية، والغربية، والدقهلية، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، ومطروح، وقنا، والوادي الجديد، على أن تجري الإعادة يوم 10 يناير القادم. وتقرَّر تحديد يوم 17 مارس المقبل لأولى جلسات مجلس الشعب الجديد.
وتجري المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشورى يوم 29 يناير المقبل، على أن تنتهي في 11 مارس المقبل، وتُعقد أولى جلسات مجلس الشورى يوم 24 مارس المقبل.
ما هو نظام القائمة النسبية؟
فكرة الانتخابات بنظام القائمة النسبية هي التصويت على البرامج والأحزاب وليس الأشخاص. وفي هذا النظام تكون الدوائر الانتخابية أقل عددًا وأكبر مساحة، مثلًا بدل أن تكون "شبرا" دائرة منفصلة تنتخب نائبين فقط، نضم إليها مجموعة من الأحياء المجاورة لتشكل دائرة كبيرة تختار (10) نواب مثلًا. وفي هذه الحالة، سيطرح كل حزب أو مجموعة أحزاب قريبة من بعضها، قائمة بعشرة مرشحين للدائرة، وتتنافس قوائم الأحزاب المختلفة، ويصوِّت الناخبون لاختيار القائمة التي تناسبهم.
يقوم كل حزب بترشيح قائمة مكوَّنة من (10) أعضاء، ويتم ترتيب الأعضاء بحيث يكون الأول "فئات" والثاني "عمال" والثالث "فئات"... الخ. ويقوم الناخب بانتخاب القائمة بأكملها دون أن يكون له الحق في تعديل الأشخاص الموجودين بالقائمة، وعلى هذا يقوم الناخب بانتخاب مجموعة من الأفكار والسياسات، أي يقوم بانتخاب برنامج انتخابي بغض النظر عن الأشخاص، مما يجعل الصراع الانتخابي بين الأحزاب صراع أفكار سياسية وبرامج انتخابية لا صراع أشخاص. وبعد انتهاء الانتخابات، تُوزَّع مقاعد الدائرة على القوائم بشكل يتناسب مع الأصوات التي حصلت عليها، ويُشترط عادةً لمنح القائمة مقعدًا حصولها على حد أدنى من الأصوات، وليكن 5% على سبيل المثال..
مثال على الانتخابات بنظام القائمة النسبية
لنشرح هذا الكلام بمثال: لنفترض أن هناك دائرة معينة لها (10) مقاعد في مجلس الشعب، وتتنافس في هذه الدائرة (4) قوائم، هي: قائمة "أ" وقائمة "ب" وقائمة "ج" وقائمة "د". ونفترض أن الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة (5).
بعد إجراء الانتخابات سيكون توزيع المقاعد العشرة كالتالي:
اسم القائمة نسبة الأصوات عدد المقاعد
قائمة "أ" 38% 4
قائمة "ب" 35% 4
قائمة "ج" 24% 2
قائمة "د" 3% 0
- كما يتَّضح من الجدول، تم توزيع المقاعد بشكل متناسب مع حجم الأصوات... ولم تحصل القائمة التي جمعت 3% فقط على أي مقعد؛ لأنها لم تجمع الحد الأدنى المطلوب من الأصوات، وهو 5% مثلًا.
- إذا تم النظر إلى قائمة "أ"، فنجد أنها حصلت على (4) مقاعد في البرلمان، مع العلم أن القائمة بها (10) أفراد، وبالتالي سوف يتم أخذ أول (4) أسماء مكتوبين في القائمة، وقائمة "ب" سوف يتم أخذ أول (4) أسماء مكتوبة، تبعًا للترتيب، وهكذا في بقية القوائم.
ومن ميزات هذا النظام:
- يتيح هذا النظام تمثيل الكفاءات وأصحاب الخبرات والفئات المهمشة، مثل النساء والأقليات، في البرلمان، وهو أمر يرى كثيرون أنه مهم في مجلس الشعب القادم الذي سيضع دستورًا يحكم البلاد لفترة طويلة.
- يحوِّل الصراع من صراع أشخاص إلي صراع أفكار وبرامج سياسية؛ مما يزيد الوعي السياسي للمواطنين، كما أنه يقضي على نظام التصويت للشخص الذي تدعمه العائلة أو القبيلة، ويصعِّب عملية شراء الأصوات.
- ستعطينا فكرة واضحة عن الحجم الحقيقي للأحزاب والقوى السياسية في "مصر".
- ستقضي على جذور الاستبداد في العقل السياسي المصري؛ لأنها ستعطي الأغلبية دائمًا للحزب وللفكرة وليس للشخص والعائلة، وشيئًا فشيئًا، ربما نستطيع أن نتحوَّل إلى دولة برلمانية حقيقية مثل أي بلد متقدم.
- ستقلِّل العنف والاحتكاكات التى نشهدها دائمًا قبل وأثناء وبعد الانتخابات الفردية التي تقوم على الصراعات الفردية والعائلية والتحيز والتعصب لمرشَّح، في حين أن الخلافات الحزبية أقل حدة بكثير من نظيرتها الفردية، وحتى لو وُجدت ستكون حول الأفكار وليس الأشخاص.
ما هو النظام الفردي؟
النظام الفردي يركِّز على الأشخاص أكثر من الأحزاب والبرامج، وفكرته تقسيم البلاد إلى دوائر كثيرة، تنتخب كل دائرة نائبًا أو نائبين لتمثيلها في المجلس.. هذا النظام لا يشترط على المرشَّح أن يكون تابعًا لحزب معين، بل يكون مستقلًا أي يعبِّر عن برنامجه الانتخابي الخاص به وسياسته هو لا سياسة حزب معين، ويكون له رمزه الانتخابي الخاص به، وفي كل دائرة يستطيع أي فرد أن يرشِّح نفسه، وعلى كل فرد من أهالي الدائرة أن يصوِّت للمرشَّح المناسب من وجهة نظره.
ومن ضمن عيوب هذا النظام:
- يأخذ كثيرون على هذا النظام أنه يُنتج برلمانًا لا يعكس الحجم الحقيقي لأصوات الناخبين؛ فمن الممكن أن يصل مرشَّح إلى مجلس الشعب بـ (10) آلاف صوت في دائرة صغيرة، فيما يفشل مرشَّح آخر رغم حصوله على ضعف هذا العدد لأنه في دائرة أكبر.
مثال على الانتخابات بنظام الفردي:
يحصل المرشَّح "أ" على 55% من الأصوات، والمرشَّح "ب" على 45 %، فيفوز المرشَّح "أ"، ويتم إهدار 45% من أصوات أبناء الدائرة.
وفي نهاية الأمر، أتمنى من الأقباط والمصريين المشاركة الإيجابية في انتخابات البرلمان المصري.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com