* رئيس البرلمان الأندونيسي:
- لا دخول للعمق في الإصلاح الوطني إلا بالدستور.
- الإدارة لا تكون من خلال الأوامر ولكن من خلال الحوار.
- البرلمان والإعلام ركيزتان أساسيتان في الدولة.
- الوسطية والانفتاح هو المنهج الصحيح للإسلام.
خاص : الاقباط متحدون
قال "أحمد عامر"- المستشار الإعلامي لحزب "العدالة": "إندونيسيا سبقتنا في تجربتها بعد الثورة، فكان يحكمها العسكر ثم انتقلت إلى حكومة مدنية، ورغم وجود عدد كبير من الأحزاب (الإسلامية والليبرالية واليسارية)، ولكن شارك الجميع في التجربة الأندونيسية.
نائب البرلمان الأندونيسي يتكلم عن التجربة الأندونيسية
وأوضح "سيد أنيس أحمد"- نائب البرلمان الأندونيسي- في الجلسة الخاصة التي قامت صحيفة التغيير بعقدها منذ أيام، أن نسبة الفقر والبطالة الموجودين في "أندونيسيا" ليس بالسوء الذي عليه في "مصر"، لعملهم في المجال التنموي، مشيرًا إلى أن هناك 27 صناعة إستراتيجية بـ"أندونيسيا"، كما أنهم يهتمون ببناء التعليم ومحو الأمية، وفق الرغبة الأمريكية في عولمة الديمقراطية.
الأزمات التي وقفت أمام الثورة الأندونيسية
وأشار "أنيس" إلى الأزمات المختلفة التي واجهتهم، والتي تطوَّرت إلى الأزمة السياسية، ولكن كانت هناك عقلانية في بداية الثورة، حيث أصدر أمر للجيش أن يتولى الحفاظ على البلاد ويأخذ كافة الإجراءات والصلاحيات، فرفض قائد الجيش هذا، واستقال الرئيس، وعندما قاموا بالاستفتاء حدث تصالح وطني.
الركائز الأساسية للدولة
وأكَّد نائب رئيس البرلمان الأندونيسي أنه لا دخول للعمق في الإصلاح الوطني إلا بالدستور، كما أكّد على أهمية خروج الجيش من السياسة لتكون العملية مدنية بالشكل المتكامل، لافتًا إلى اهتمام الشعب الأندونيسي بقوانين حرية الإعلام، حيث تم إنشاء أكثر من (12) قناة وطنية، واستخراج (400) رخصة قناة، فكان للإعلام حرية كاملة، ومن حيث التعددية السياسية، وصل عدد الأحزاب إلى (160) حزبًا، وتم تأسيس اللجنة العليا للانتخابات ثم المحكمة الدستورية، حتى يكون للنظام جوانب مختلفة مستقلة، وتم تأسيس مؤسسة لمحاربة الفساد المالي. وأضاف: "كان الجيش في ذلك الوقت "محرج جدًا"، فكان مهني بحت، جهاز من أجهزة الحكومة، فصلنا الشرطة من الجيش، الأمن الداخلي كان تحت وزارة الشرطة والدفاع والأمن الخارجي للجيش، تم تأسيس برلمان قوي، ينظر في ميزانية الدولة ومراقبة السياسة المالية، ووضعنا راتب لرئيس الدول ونائب والجيش، 512 قانون منها قوانين الحكم الذاتي للمناطق، والتعددية السياسية، وحرية الإعلام، وركائز أساسية قامت عليها الدولة، وخرج الجيش من السياسة."
المركزية في السياسة
وتحدَّث "أنيس" عن الحصار الأمني، فالحكومة موجودة ولكن السلطة الفعلية في البرلمان خلال الخمس سنوات الأولى، والبرلمان هو الذي يقوم بكل هذا من خلال تأسيس قوانين جديدة من خلال حكومة تنفيذية قوية بالنظام الرئاسي، موضحًا أن البرلمان كان يتميَّز بالقوة، فمن خلال التحالف نتجت حكومة قوية، ولم يستحوذ أي حزب على نصف المقاعد.
الحكومة الديمقراطية
وأوضح نائب البرلمان الأندونيسي أن الديمقراطية دائمًا بطيئة؛ لأن الرئيس صلاحياته مقطعة، بعضها لدى الأحزاب المتحالفة وأخرى ضعيفة، ورأى أن الإدارة لا تكون من خلال الأوامر ولكن من خلال الحوار، والرئيس الفعال عليه أن يحسم الأمور، والديمقراطية قرينة المساواة، فلا توجد مميزات للقائد، كل شخص قابل للانتقاد، والحكومة لم تؤسس للخدمة على عكس الديمقراطية.
أسئلة الحضور عن التجربة المصرية
وسأل أحد الحضور: كيف لمصر أن تستفيد من التجربة الأندونيسية، وخاصة أنها كانت بعد 13 عامًا، ونحن في "مصر" نريد التغيير بشكل عاجل؟ فأجاب رئيس البرلمان الأندونيسي: "إن الفكرة يجب أن تتجاوز فترة الانتقام حتى لا تعطي فرصة أن يأخذ حماسك وقت ومجهود، يجب أن تُحال القضايا إلى محكمة مستقلة، ويجب الاهتمام بوضع الدستور، فهو من أركان الإصلاح في البلد، المؤسسة ثم البشر، دستور وقوانين"، مؤكِّدًا على أهمية المصالحة الوطنية أولًا، ثم تعديل الدستور.
وردًا على سؤال عن قانون المخابرات، وما إذا كان يصح للمخابرات التصنت على الناس؟، قال نائب رئيس البرلمان الأندونيسي: "يجوز التصنت على الناس ولكن بوجود رخصة، في حالات معينة. وأضاف: "البرلمان والإعلام ركيزتان أساسيتان في الدولة من خلالهما يمكن الحد من نفوذ الجيش".
الصراعات بين التيارات المختلفة
وأكّد "أنيس" أن من عناصر النجاح في "أندونيسيا" عدم استخدم ورقة الدين لتفريق المجتمع، وإنما لجمع لم الأندونيسيين، فكانت بمثابة خط الوسط ومنطقة الوسط، رغم وجود الكثير من الصراعات المختلفة بين الدينيين واليساريين والليبراليين، فبعد أن تجمَّعت الأحزاب الدينية في حزب واحد، وظهرت ثلاث قنوات (الجيش – أجهزة الأمن – البيروقراطية ) كحزب إسلامي قمنا بدور تجميعي". واستطرد: "يجب أن نتجاوز فترة الانتقام، فأندونيسيا كبيرة جدًا، ولا يمكن لأي قوة أن تحكم البلد بمفردها، نعاني مشكلة وعداوة، قرَّرنا أن نعلن الانفتاح السياسي، أن لا تقتصر الأمور على المسلمين، فيشكل المسيحيين 15% من المجتمع الأندونيسي"، لافتًا إلى أن الأحزاب الليبرالية واليسارية قامت بأنشطة دينية، فالتدين صار صفة لجميع الأحزاب، وأعلن الجناح الديني وهو "بيت المسلمين" الانفتاح على المجتمع، فالوسطية والانتفاح هو المنهج الصحيح للإسلام، وخروج الدين من دائرة الصراع السياسي كان له أثر إيجابي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com