بحفل توقيع"عناق عند جسر بروكلين ":الرواية تناولت بعمق عالم المصريين المغتربين

ميرفت عياد | 2011-11-16 09:45:18

*صدام الحضارات يؤدى الى التباعد والعزلة والتنازع
*الشرق يعيش على انجزات واختراعات الحضارة الغربية

*وضع العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة بين الشرق والغرب
*اقامة حوار جاد ومثمر وبناء بين الحضارات والثقافات المختلفة لاثراء الحياة

كتبت: ميرفت عياد
اقام المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع دار "العين" حفل توقيع لرواية " عناق عند جسر بروكلين " وقد حضر حفل التوقيع الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة والدكتور شاكر عبد الحميد الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والمؤلف الدكتور عز الدين شكرى وشارك فى مناقشة الرواية كل من الناقد الدكتور صلاح فضل، والناقد الدكتور حسام عقل، والشاعر والناقد شعبان يوسف، وأدارت الندوة الدكتورة فاطمة البودى التى اعربت عن سعادتها لترشيح الرواية لجائزة البوكر ، خاصة وان المؤلف يتمتع بخلفيات ثقافية ومعرفية متنوعة ، فعملة الدبلوماسي ومساهماته في الحياة الثقافية المصرية وخبراته العملية في المنظمات الدولية أسهمت في خلق تنوع معرفي وثقافي متميز للكاتب.

عصفور من الشرق
واوضح الناقد الدكتور حسام عقل" أن بطل الرواية يمثل حالة خاصة من التعامل مع النموذج الغربي، فهو تأقلم مع هذا النموذج، بعدما خرج من مصر ناقمًا عن السلك الأكاديمى، ونجح فى الغرب على المستوى العلمى ولكنه ليس على المستوى الإنسانى ، مؤكدا على ان الكاتب نجح فى وضع العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة بين الشرق والغرب و ما تحمله من جدليات، تتراوح بين التلاقي الذي يصل إلى حد العشق، و التنافر الذي يصل إلى حد الصدام ، ولعل هذا يذكرنا برواية عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم ، و قنديل ام هشام ليحي حقي ، و موسم الهجرة للشمال للطيب صالح وغيرهم كثير

عالم المصريين المغتربين
واشار الدكتور صلاح فضل الى أن عز الدين شكري يقوم باستغلال موهبة معلوماته الغزيرة والدقيقة في كافة المجالات وتوظيفها بالشكل الملائم الذي يخلق رواية علي قدر عال من الجودة ، فمن يقرأ اعماله يجد بها عمق كبير يفوق الدراسات الاجتماعية ، مشيرا الى ان اهم ما يميز هذه الرواية تناولها بجرأة شديدة لعالم المصريين المغتربين من خلال عيون دبلوماسى مصرى عاش بالخارج لفترات طويلة نظراً لطبيعة عمله إلا أنه فى نفس الوقت متابع جيد لأحوال الثقافة والمجتمع المصري بكل منعطفاته وتراب حاراته وضجيج مفاهيمه ، كما ان لديه طاقة إبداعية في السرد وقدرة عاليه علي التخيل الخلاق و قدر هائل من الوعي في مختلف كتاباته.

شخصية الإرهابى
واعرب الشاعر شعبان يوسف عن اعجابه بهذه الرواية التى قدمت شخصية الإرهابى بصورة قوية كما انها قدمت نقداً قاسياً لنموذج الحلم الأمريكي من خلال أبعاد نظرية إنسانية وفلسفية جديدة كما انها طرحت العديد من التساؤلات الحضارية الهامة.

صراع ام حوار الحضارات
وحول علاقة الشرق بالغرب قامت الاقباط متحدون باستطلاع اراء بعض الحاضريين لحفل التوقيع الذين اجمع العديد منهم على ان الاختلاف بين الشرق والغرب له العديد من الايجابيات منها خلق مجال للتنوع والازدهار ، وخلق فرص للمصالح المتبادلة والحوار والتسامح ، مطالبين باقامة حوار جاد ومثمر وبناء بين الحضارات والثقافات المختلفة لاثراء الحياة ، خاصة فى ظل الايمان بالعولمة وتعزيز الروابط بين شعوب العالم فى اطار من تضافر الجهود لكى ننطلق جميعا نحو الافضل ، رافضين مبدا صدام الحضارات لان الصدام يؤدى الى التباعد والعزلة والتنازع خاصة وان الشرق يعيش على انجزات واختراعات الحضارة الغربية

الألم والحنين
وتدور احداث رواية "عناق عند جسر بروكلين" حول الجد درويش أستاذ التاريخ الذى هاجر الى امريكا منذ عقود طويله ولكنه حين علم بمرضه القاتل قرر ان ياتى بحفيدته " سلمى " من مصر كي يراها لمرة أخيرة، ويحتفل بعيد ميلادها الحادى والعشرين ، وتاخذنا شخصيات الرواية المتعددة الى ان أهل " سلمى" في دروبهم المختلفة داخل وحول نيويورك لا يصلون الى غاياتهم ولكنهم دائما يمرون دائماً بالماضى الذى يحمل فى طياته الألم والحنين ، فالرواية تجسيد لصراع بشر مع ومن أجل الحياة .