د. زكي سالم: هناك ما يقرب من 300 قصة لنجيب محفوظ لم ترى النور، وأولاد حارتنا تسببت في محاولة اغتياله

ميرفت عياد | 2011-11-16 09:54:37

د. زكى سالم : نجيب محفوظ عاش وسط مجموعة من الاصدقاء المسلمين والمسيحين

مؤلفات نجيب محفوظ بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في مصر
*اولاد حارتنا سببت فى ردود فعلٍ قوية وكانت سبباً في محاولة اغتياله
*هناك ما يقرب من 300 قصة قصيرة أبدعها اديب نوبل لم تجمع فى كتاب ولم ترى النور
*إصدار كتاب تذكارى وطابع بريد لأديب مصر العالمى الراحل نجيب محفوظ

كتبت: ميرفت عياد
" أن فضل نجيب محفوظ على الرواية العربية لا يمكن تجاهله ، وأنه بسببه أصبح هناك مانسميه الرواية العربية ، وبفضله اصبحت هناك مدرسة ادبية تختلف عن غيرها من المدارس العالمية " هذا ما اكده الكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر خلال ندوة مئوية نجيب محفوظ التى نظمت ضمن البرنامج الثقافى لمصر باعتبارها ضيف شرف معرض اسطنبول الدولى ، وقد حضرها لفيف من المفكرين والمثقفين .

مرآة المجتمع

واشار سلماوى الى ان مؤلفات الاديب الكبير نجيب محفوظ بمثابة مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر لذلك استحق ان يحصد العديد من الجوائز لعل اهمها جائزة نوبل ، كما انه احد الادباء القليلين الذين مارسوا أساليبا مختلفة فى الكتابة حيث كتب من خلال الواقعية التاريخية اولى رواياته وهى " عبث الاقدار " واكمل ثلاثيته التاريخية التى كتبها في زمن الفراعنة بنشر كفاح طيبة ورادوبيس ، وبعد هذا اتتخذ محفوظ خط الرواية الواقعية في معظم مسيرته الأدبية مثل رواية القاهرة الجديدة ، ثم خان الخليلى وزقاق المدق ، واخيرا اتجه الرمزية في رواياته الشحاذ ، واولاد حارتنا التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سبباً في محاولة اغتياله ، كاشفا عن حقيقة أن هناك ما يقرب من 300 قصة قصيرة أبدعها اديب نوبل لم تجمع فى كتاب ولم ترى النور ، وهذه القصة القصيرة تعتمد على اسلوب جديد حيث تتميز بكلمات غاية فى القصر عظيمة فى المدلول .

الدولة المدنية والديمقراطية
واوضح الدكتور زكى سالم الذى كانت تربطه علاقة وطيدة بالاديب الكبير نجيب محفوظ منذ نهاية سبعينيات القرن الماضى وحتى رحيله - فى تصريح خاص للاقباط متحدون - ان نجيب محفوظ هو انسان شديد التواضع متسامح ، يقبل الاختلاف الى اقصى درجة ، هادئ الطباع يمتاز بخفة الدم ، يؤمن بالدولة المدنية وبالوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحين ولعل هذا ظهر بوضوح فى اشهر اعماله وهى الثلاثية من خلال شخصية " رياض قلدس "صديق كمال عبد الجواد الذى ظهر بافكاره ومعتقداته ، ولعل هذا تجسيد حى لحياة نجيب محفوظ الذى عاش وسط مجموعة من الاصدقاء المسلمين والمسيحين دون اى تفرقة بينهم وهذه هى روح ثورة 1919 الذى ظلت تعيش فى فكر وقلب الاديب نجيب محفوظ حتى ان فارقنا بجسده الا ان اعماله وروحه ستظل خالده الى مدى الايام ، كما انه من اشد المؤمنيين بالنظام الديمقراطى فى الحكم لانه يتيح اقصى درجة من درجات الحرية الفردية ، ومع هذا فانه لم ينتمى الى اى حزب سياسى لانه كان يؤمن ان الكاتب والمفكر يجب ان يكون حرا وغير ملتزم بأى التزامات حزبية.

عالم "الحرافيش"
وعن الاعتقاد السائد بان اديب نوبل اهتم فى اعماله الابداعية بالطبقة الوسطى التى ينتمى إليها اكد الدكتور عمار على حسن الباحث بالشئون السياسية والاجتماعية - فى تصريح خاص للاقباط متحدون – على إن عدم اهتمام الاعمال الابداعية للاديب نجيب محفوظ بسكان العشوائيات لا ينبع من تعمد لانهم ينتمون إلى عالم "الحرافيش" الذى نسج من خيوطه الجزء الكبير من أعماله الادبية ، انما حدوث هذا يرجع الى عدم معرفة نجيب محفوظ بهذه الدنيا الجديدة التى ظهرت على السطح فى وقت كاد فيه الاديب الكبير الاقتراب من انهاء مشروعه الروائي، بعد حصوله على جائزة نوبل وهو فى ابن السابعة والسبعين عاما.

كتاب تذكارى

وبمناسبة الاحتفالية العالمية بمئوية نجيب محفوظ قرر الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب إصدار كتاب تذكارى عن أديب مصر العالمى الراحل نجيب محفوظ، حيث يقوم بإعداده الناقد أسامة الألفى مساعد رئيس تحرير جريدة الأهرام حيث يضم الكتاب دراسات متنوعة تتناول محفوظ وأدبه من شتى الزوايا بأقلام كبار النقاد ، كما قامت الهيئة العامة للبريد بإصدار طابع بريد بهذه المناسبة وذلك حرصا منهاعلى إصدار الطوابع التى تخلد اهم الشخصيات فى جميع المجالات.

رحلة عطاء
ولد الاديب نجيب محفوظ فى 11 ديسمبر عام 1911 ، واستمر فى مسيرته التعليمية الى ان حصل على ليسانس الفلسفة، ثم انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الاوقاف، وتدرج فى العديد من الوظائف الى ان تقاعد عام 1971 ليتفرغ للعمل الادبى ن وخلال مسيرته الطويلة حصد العديد من الجوائز لعل اهمه جائزة نوبل ، جائزة قوت القلوب الدمرداشية ، جائزة وزارة المعارف ، جائزة الدولة في الأدب ، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ، قلادة النيل العظمي ، جائزه كفافيس واستمر الاديب الكبير نجيب محفوظ فى عطائه الى ان رحل عن عالمنا عام 2006 عن عمر يناهز 95 عاما .