بقلم : د. ميشيل فهمي * العرضحالجي المصري
* عندما تَعَربْت مصــر... تَغَربْت
* خدعوك فقالــوا: الإســـلام السياسي وهو في واقعه... الإســلام الخداعي
* وخدعوك فقالوا: الربيع العربي، وهو في واقعه: الربيع الأمريكي.. والخريف العربي، بتفتيت مكوناته، وتفكيك مقوماته، وإسقاط نظمه.. لبدء عمليات الإحلال والتجــديد، طبقًا لمباديء النظام العالمي الجديد
* انــظر حــــولك: من المستفيد الأوحد من الانهيار والتدمير الكامل: لمــصر،
وليبيــا، وســوريا،واليمـن، وتونس، والــــــعراق، والسودان... وكامل القلاقل
بالبحرين، والكويت، والجزائر، والمغرب، وفلسطين... وكامل الاستقرار بقطــر والسعودية... المستفيد الوحيد: إســـــرائيل مُباشرة، والصهيونـية العالمــــــية والولايات المتحدة الأمريكية ضمنيــًا
* السلاح الفَتَاك المُسْتَخدم بمهارة من قٍبل قوى عالمية جبارة لتنفيذّ هذه الخِطة التدميرية الكُبري هو:
الإســــلام السياســـــــي، فالقاسم المشترك في الوقود الاشتعالي الثوري التدميري في كلِ من: تونس ومصر وسوريا واليمن والبحرين..... هو الحركات الإســــــــــلامية علي اختلاف مشاربها ومدارسها وأغراضها المتعددة الألوان والأهداف. أحدث الأدلة علي ذلك إغلاق ميناء دمياط وإغلاق مصنع استثماري بتحريض من جماعة الإخوان المسلمين بحجة الاحتجاج علي تلوث البيئة، وغير ذلك كثير وكثير جدًا
* في ذات السياق بدأت حملات اضطهادية للأقباط المسيحيين استكمالًا للمُخطط
الجهنمي، وتوظيف قنوات فضائية مسيحية بخارج مصـــر لإشعال واشتعال الفتن
بطرق يصْعُبْ كشف مُخطَطاتها، لكن "الحقيقــة واضحة، وان لم تـــــكن... ففي "الطريـــق" إلى الوضــــوح في المستقبل القريب. مع حرص الجهات الأمنية على وضع ألغام في طريق الأقباط على صورة أفراد مسلمين، كمدافعين عن القضية القبطية وهم في حقيقتهم عملاء أمنيين.
* استمرار خلخلة التركيبات الاجتماعية والثقافية بمصر، مع حلحلة نظام الدولة بمصــــر، لتغيير نظام الدولــة المدنــي (وقـد نجـــــح ذلك) تمهيدًا لإعلان الدولــــــة الدينية، أو على الأقل دولة مدنية بمرجعية دينية أي (مرجعية إســـلامية)
* إذا فازت التيارات الإسلامية والأخوان في الانتخابات ففي فوزهم ربح عظــــــــــيم
لمصــــر، ففوزهم سيفضح أغراضهم، ووسائل حُكمهم، وسيقوم الشعب برفضهم ولن يتم إعادة انتخابهم... لأن مصـــر ليست إيران أو السودان.
* على خلفيات مأساة ومذبحة ماســــــــبيرو... ووضوح وثـــــــــــبوت القتل والدهس المتعمد للمتظاهرين السلميين... يجب سجن السيد المشير والسيد اللواء البديني مدير الشرطة العسكرية والسيد اللواء محمد العيسوي وزير الداخلية، ومحاكمتهم... أُســــوةً بسجن مبارك والعادلي ومساعديه، ومحاكمتهم،علي خلفيات أحداث 28 يناير 2011 باتهامهم بقتـــــل ودهس المتظاهرين، خاصة بعد أن أدان العالم المجلس العسكري وآخر الإدانات كانت من الكونجرس الأمريكي عن طريق لجنة استماع خاصة.
بادئ ذي بدء يجب تعريف الوطن والمواطن لنطلب للأول ما يستحقه من الثاني.... المعني المُسْتَقر عليه: الوطن هو الذي يُعَاش فيه بالفطرة أي الذي هو بلد المولد والمنشأ، وبذلك تتكَوْن المجتمعات، وتترابط وتتشابك مصالحها الحياتية فيه، فتتولد المشاعر تجاهه، ومن ثم تتكون الثقافة... إلخ، هذا هو الوطن لدى التجمعات البشرية ذات الحضارات العريقة، مثل الحضارات الفرعونية والرومانية واليونانية حتى أصبح الوطن هَوِيَــــة، ثم انتمـــاء..، ويوصف بأنه الأُم، وأنه كيان يسري في الدم... إلخ من الصفات السامية المعنى والدلالة، ويصبح هو مسقط رأس الآباء والأجداد، وهو المكان الذي يحمينا ويأوينا، هو الذي ندين له بكامل الولاء ونزود عن حِمَــاةْ، ويتحول الوطن إلى إحساس واقعي مُعَايش، وإحساس في القلب والوجدان يسري في كامل الشبكة الإحساسية والوجدانية لدى الإنسان.
هل فكرة الوطن مرتبطة بالأرض؟ نعم مرتبطة تمامًا بالأرض المحدد حدودها بالوطن وحتي الآن لا يوجد تعريف نهائي ومحدد للوطن، لكن لكل تعريف خاص به يخدم ما يعتقده
أما الوطن الذي كان يعرفه ويعيش عليه العالم العربي الإســلامي لوقت قريب فهو وطن البدو الرُحَل، أي الذي هو وطن التِرْحال والسفر للــرعي والبحث عن الماء، إذ اشترطوا لاطلاق صفة الوطن علي المكان، أن تتم الاقامة فيه عشرة ايام لكي يصبح وطنًا... بهذا يكون المكان مكان للإيواء وليس مكان الاستقرار الأبدي. ثم اتفق وتوافق المسلمون قديمًا وحديثًا بقيادة وريادة المملكة السعودية على التركيز لاستبدال الأوطان بالدين، بمعنى أن وطن جميع المسلمين في مختلف أنحاء العالم هـو الإســــــــــــلام، وظهرت الجماعات التي تطالب بعودة الخلافة الإسلامية وإقامة الدولة على أسس الدين الإسلامي، منها حركة الموحدين السلفية بقيادة محمد بن عبد الوهاب التي نجحت في إنشاء دولة إسلامية في السعودية على أسس سلفية.
ومن أكبر الجماعات والهيئات والمنظمات المُطَالبة بإلغاء الأوطان بالمفاهيم السابقة،
هم: جماعة الأخوان المسلمون بمصر وتنظيماتها الدولية وفروعها مثل حماس في غزة، وجماعة الإسلاميين في الأردن، وحزب النهضة بتونس، وجماعة العدل والاحسان بالمغرب، والحوثيين باليمن (أنصار حسين محمد بدر الدين الحوثي)، حركة الجهاد الإسلامي بسوريا، مجلس الخلافة ببنجلاديش، وتنظيم دولة الخلافة بتركيــا، وحركة تنفيذ الشريعة المحمدية بباكستان، وجماعة أنصار الشريعة بقيادة أبو حمزة المصري في لندن، وتنظيم التجديد الإسلامي بالسعودية، وجميع هؤلاء موجودون ببلاد ما يطلقون عليه خِداعًا بلاد (الربيع العربـــــــي)، وهكذا يتضح أن تلك القوى العالمية الجبارة قد خططت ونفذت لإطلاق الوقود الإسلامي من مستودعاتهم لخلق نِزَاعات وصِراعات قوية عاصفة باستقرار دول الإقليم لتنفيذ ما أطلق عليه ثورات، وهو في حقيقته هوجات تدميرية مُخَطَطْ لها بعناية وإحكام مُطلق، فالاسلاميون يعملون للوصول لتحقيق ما رسخ في معتقداتهم (مِمَنْ؟) خادمين بطريق غير واضح للكثيرين وصول تلك القوى العالمية الجبارة لأهدافهــــــــا.
وقد تم التعارف علي أن حُب المرء لوطنه واحد من أكثر العواطف تغلغلا بعمق وجدان المواطن، يرسخه وجود أوطان أم منفصلة لمدة آلاف السنين، وبذلك يخلق المواطن الصالح المُستَحٌق لوطنه، وقد كان هذا حال المواطن المصري حتي منتصف السبعينيات، حيث إن مفهوم الوطن الذي يقدمه المجتمع السعودي الوهابي مفهوم خاطئ. يؤمن به ملايين المصريين الاخوانيين والسلفيين ويزداد إيمانهم بازدياد تدفق الدولار البترولي السعودي عليهم واليهم... والمفهوم الخاطئ يقود إلى سلوك خاطئ. وهذا ما نلمسه الآن داخل الوطن وخارجه من دول الخريف العربي، من حيث تعريب الوطن المصرى وتغريبه مع هدم الهوية المصرية وشخصية المواطن المصري بضرب المواطنه، تمهيدًا لقيام الوطن الأكبر في مفهومهم أي الخلافة الإسلامية، وهذا طبقًا للمخططات العالمية، والتي وراءها القوى الصهيونية في صورها المتعددة وأشكالها المختلفة.
فمنذ منتصف السبعينيات بدأ إلقاء الحجارة الطائفية لتعكير أجواء السلام الذي كان سائدًا – إلى حد كبير - في بحيرة مصر الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين آنذاك، بمقتل فضيلة الشيخ الدهبي مع عودة المواطنين المصريين الوهابيين المتأسلمين من المملكة العربية السعودية، بصحبة قادة جماعة الأخوان المسلمين بعد تلقينهم كيفية تنفيذ مخططاتهم- التي وضعت في رؤوسهم من قبل تلك القوة بطريق غير مباشر - التغلغلية لأســلمة مصر بالطريقة السعودية، وكلهم محملون بتلك الدولارات السوداء.... وبِدأ انتشارهم المدروس داخل المجتمع المصري ودول الجــــوار أيضا. وبعد أن تم اســـتكمال وضع وثيقة "التمكـــــين" من مصــر للأخوان المسلمين، بدأ التنفيذالفعلــــــــي...، على أن يبقى السلفيين في حالة كمون ومهادنة مع النظم.... والباقي معروف للقاصي والداني.
وهكذا بدأ تعريب مصــــــر الفرعونية، وبدأ أيضــًا عصر تغربها عن العالم المتحضر الذي كان يجب أن تلتحق به، وقد انتبهت دولــة مصر (القوية قبل انهيارها) لذلك إلى حد ما، ولكنها افتقدت القراءة الصحيحة لتلك الظواهر، وبالتالي ضَاعت منها طرق التعامُلْ معها ومُعَالجتها.
وإلى بقية حتميـــة... لاستكمال نقاط المقال
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com