بقلم: سحر غريب
بعد أن أخرج لسانه لنا- في سره طبعًا وكأنه يقول لنا موتوا بغيظكم ياشعب- ثم قال إحنا نعمل استفتاء، فقد علمته خبرته السابقة أنه كلما أتزنق وأراد أن يفك ذنقته فعليه بعمل استفتاء شعبي، يُقسم من خلاله الشعب إلي قسمين؛ قسم سيقول "نعم" لأن نعم ستدخلك جنة العسكري، التي سمعنا عنها في حواديت "ألف ليلة وليلة" ولم يسعدنا الحظ بتاتًا لرؤيتها أو شم رائحتها، ويُقال أنها على بُعد مترين بس أنت نظرك ضعيف حبتين، جنة صدق حواديتها السُذج والمنتفعون. أم ستختار "لا"- عفانا الله وإياكم منها- والتي ستدخلك جحيم المجهول الذي سمعت عنه أيضًا ولم تره رؤى العين المُجردة.
ماذا قدَّم لنا الاستفتاء الأول يا مشير لتجرنا خلفك إلى استفتاء جديد؟
لقد قدَّم لنا الاستفتاء الأول- الذي لعبت فيه الجماعات الدينية لعبة قذرة- ثورة ثانية نهديها لكل من قال "نعم" من أجل الأمن والاستقرار، وأدخل الثورة غرفة الإنعاش لعلها تستعيد الحياة مرة أخرى.
أما الاستفتاء الثاني على بقاء المجلس العسكري، والذي يهددنا به المشير، فلن يقدِّم لنا إلا ثورة ثالثة، وستستمر الثورات حتى يظهر لنا صاحب، فهذه فرصتنا لنزع الغراء الذي ثبت العسكر على حكم "مصر"، الفرصة الوحيدة التي ستتيح لنا تنقية الهواء من عطر العناد والغباء السياسي الموعودون به دائمًا كعطر مميز لكل من يحكم "مصر".
أرى أن الاستفتاء ما هو إل خدعة جديدة تتمحك في الديمقراطية والديمقراطية منها بريئة، فالسؤال السليم لا يُطرح إلا في التوقيت السليم، وبالأدلة السليمة لا الخداع المتين، فهل يجوز مثلًا أن تستفتي على موضع شروق الشمس؟ وهل يجب أن تضيع الوقت وتستغل الكائنات الطفيلية التي لا تسعى إلا للحكم لكي تستفتي على البديهيات؟
لقد فهمنا اللعبة، وسنرفض أن تجرنا معك إلى لعبة جديدة نعلم خاتمتها جيدًا؛ لأننا مثلك تمامًا عندنا خبرة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com