تضاربت الأراء والأقاويل حول إقبال الأقباط على المشاركة فى الانتخابات، فالبعض يؤكد مشاركتهم بقوة، والبعض الآخر يقول: إن مشاركتهم ستكون بنسبة ضئيلة. وما بين الرأيين أظهرت نتائح استطلاع للرأي أجرى فى 7 محافظات، أن نسبة مشاركة الأقباط فى الانتخابات ستكون بنسبة 30% فقط.
وبعيدًا عن هذا الاستطلاع، يقول المستشار أمير رمزى رئيس محكمة المنصورة: أقول للمصريين جميعاً وليس الأقباط فقط كفانا سلبية وعدم المشاركة التى تعودنا عليها خلال السنوات الماضية، لأن عدم المشاركة تضيع علينا حقوقنا، أما بالنسبة للأقباط، فعدم مشاركتهم تجعلهم مهمشين، كما كان يحدث إبان حكم النظام السابق وسيطرت الحزب الوطنى، والتزوير، الذى كان يجعل إقبال الأقباط على الترشح بسيطًا. وأقول لكل مواطن وكل قبطى عدم المشاركة سينتج عنها الكثير من المشاكل فكل مواطن مسئول عن بناء مصر.
وعن مشاركة الأقباط، يرى المستشار رمزى أن الأقباط لديهم رغبة بالمشاركة بعكس ما كان يحدث سابقًا، وذلك حتى يكون لهم وجود وصوت وعدم ترك الساحة للتيارات المتشددة، ويتوقع، رمزي، أن تكون مشاركتهم جيدة وخاصة أن كلمات قداسة البابا شنودة وتشجيعه للمشاركة فى الانتخابات، سيكون لها أثر إيجابي كبير لدى المسيحيين، إضافة إلى التوعية التى قامت بها جميع الكنائس بضرورة المشاركة وأيضًا إحساس المواطن المسيحى بدوره فى تحديد مستقبل مصر، كل هذه العوامل أعتقد أنها تحرك الأقباط نحو المشاركة فى الانتخابات.
ويناشد المستشار رمزي، الكتلة الصامتة مسلمين ومسيحيين أن تتحرك وتشارك من أجل الحفاظ على حقوقها، فنحن جميعًا مسئولون اليوم عن بناء مستقبل بلدنا، والتواجد فى حد ذاته يواجه المشاكل التى نحصدها فى حالة عدم المشاركة.
ويطالب المستشار رمزى، المجلس العسكرى تأجيل الانتخابات لأنها تأتي فى جو غير مستقر به انفلات أمنى، وهذا البرلمان يعد الأهم فى مصر. وأمام هذه الظروف يتوقع المستشار رمزي أن يُرجع هذا البرلمان مصر للوراء، ويكلفها خسارة، بسبب الطعون على الفائزين من قبل الثوار، وبذلك تكون الخسارة مضاعفة.
وعلى عكس هذا الرأى نرى وجهة نظر ودراسة مخالفة تمامًا، حيث يقول د.نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصرى لمنظمة حقوق الانسان :أرى وبلا شك أن الأقباط يدركون أن حقوقهم سيحصلون عليها من خلال مشاركتهم فى صندوق الانتخابات، وهذا ما دعت إليه الكنيسة والبابا للإدلاء بأصواتهم واختيار من يرون أنهم معتدلون.
ورغم الظروف الصعبة التى تتم فيها الانتخابات، فمشاركة المرشحين الأقباط فى هذا البرلمان بـ47 مرشحًا، ما بين قوائم وفردى، أى أن النسبة تتراوح ما بين 1 : 1.5% مقعد للأقباط، بما يوازى 7 أو 6 مقاعد فقط، وذلك نتيجة احجام الأقباط المرشحين بسبب الجو السائد والانفلات الأمنى.
وعن نسبة إدلاء الأقباط بأصواتهم يقول جبرائيل، إن النسبة لن تتعد 30%، ومعرفة ذلك من خلال الاستفتاء،الذى أجرى فى 7 محافظات هم: القاهرة، الإسكندرية، أسيوط، سوهاج، الفيوم، بنى سويف، الجيزة.
شمل الاستفتاء ألف قبطى من مستويات عمرية مختلفة. ومن أسباب عدم مشاركة الغالبية العظمى فى الانتخابات، هى عدم اتخاذ المجلس العسكرى أى قرار بشأن إصدار قانون دور العبادة الموحد أو فتح الكنائس المغلقة، عدم التحقيق مع الجناة فى مذبحة ماسبيرو، وعدم وضوح الرؤية لهذه الحادثة، وأيضًا التصريحات المتشددة للجماعات والتيارات الدينية،
حيث يرى البعض أن الحكومة، لا تحقق أى شىء للأقباط، والبعض الآخر يريد المشاركة لتحجيم التيارات المتشددة، وفسح المجال لليبراليين والمسلمين المعتدلين، كما أن هناك تخوفا من بعض الفتيات المسيحيات من الذهاب لصندوق الاقتراع، وخصوصًا، أن هناك تهديدات لبعضهن فى بعض المحافظات، كل ذلك يجعل البعض منهن يحجم عن المشاركة.
ويتفق دكتور جبرائيل مع المستشار رمزى، فى طلب تأجيل الانتخابات بسبب الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، حيث يقول جبرائيل: هل نريد مزيدًا من إراقة الدماء فى هذه الانتخابات ويطرح حلولاً، من بينها أن تتم الانتخابات فى المحافظات التى بها أمن وهدوء وتؤجل فى المحافظات الملتهبة، لتفادى عدم وقوع أى مصادمات ونتائج مخيفة.
فى حين يقول القس أدريه زكى ـ رئيس الهيئة الانجيلية، إن الكنيسة الانجيلية تشجع كل المصريين مسلمين ومسيحيين على الذهاب لصناديق الاقتراع والانتخاب، لأن المشاركة هى التى تحسم مستقبل مصر فعلاً، وقام القساوسة من خلال الكنيسة بتشجيع الناس وطلب منهم إختيار من هو الشخص الأكفأ دون النظر لدينه، فعليهم اختيار الشخص المناسب المعتدل الذى يخدم البلد وليس لديه أهداف خاصة، لأننا فى النهاية نريد مصلحة مصر، فأدعو مشاركة الجميع مسلمين ومسيحيين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com