ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ألستَ ظالماً...؟ بقلم المحامي نوري إيشوع

نوري إيشوع | 2011-12-04 00:00:00

بقلم المحامي نوري إيشوع

في زمانٍ أنقلبت فيه الموازين, فقدنا فيه الآمان, تبكي العدالة و تناشد الظلم لاحقاق الحق و ترجيح كفة الميزان! ترتعش الحقيقة و تختفي وراء الجدران عندما يصرخ الظالم و يلبس ثوب الإيمان لانها تدرك جيداَ دموية الذئاب التي تلبس ثياب الحملان.
أنقلبت الموازين و غابت شمس الإنسان, أصبح الراعي يبيع خرافه للتجار بارخص الأثمان, والأمين على الأرواح خان الأمانة و سلمها لإبليس و فاز بجدارة في الإمتحان, و الخادم علموه الخطاب و كيفية العزف على إيقاع عقول البسطاء و الدخول الى جنات الخلد في الإحلام, أناشيد, أنغام و الحان, تناقضات, كلام غير مسؤول يتغير وفقاً للمستمعين و الأوقات و المكان.


أنقلبت الموازين و أصبحنا في عالم تسوده شريعة الغاب نزعوا منا مقاعدنا, رمونا على قارعة الطرق و احتلوا بيتنا و جلسوا غصباً عنا في صدر الديوان, نزعوا المحبة من القلوب, زرعوا البغضاء بين الأحبة و لم تنجو منهم حتى الشعوب, أستبدلوا النور بالظلمة, و غيروا جهات الإرض فجعلوا شروق الشمس من الغرب و غروبها من الشرق و نثروا بين الأشواك أجمل الورود.


أنقلبت الموازين فزاد الحزن و الأنين, تشردت المحبة و تاهت دون معين, تنتظر من الظالم نظرة حنين! الصدق أصبح كالأحجار الكريمة مدفوناً في المناجم, يتغنى به المنافق و صورته عن لسانه لا تفارق, النزاهة تخفت في ثياب الجشع لتقي نفسها من إفتراء الحاكم الظالم و هو بحاله المزيف عالم.
أنقلبت الموازين و تغيرت الألوان, الأبيض الناصع, عنوان الطهارة, اليوم يخجل و أخذ يتباهى بالسواد عنوان الديمقراطية المدنية و الإيمان و الحضارة, الأحمر الذي كان لوناً للحب, لا يتوانى عن التباهي بانه كان و لا زال رايةً للسيف و عنوان للعنف و لقرارات الأفتراء و ثيابه منسوجة من دماء الأبرياء و مغسولة بدموع المساكين الحيارى, الأخضر عنوان الخصب و النضارة يتنكر و يعلن على الملأ بانه مزيج من لون البارود و الدمار و الأضطهاد و أصله لم يكن إلا من رماد سيكارة.


أنقلبت الموازين, باع الأب للضياع البنين, خان الأمانة, أنكر البنوة, و غدر بالمؤمنين وطعن في عقيدة والديه و الأقارب و كل البسطاء بعد إيمان زاد عن مئات السنين و جعلهم بتمرده الغير مسبوق من المشركين.
أنقلبت الموازين و الراعي الأمين كما يدعي في كل حين, فتح بيت المال أمام المتهورين, فتح باب حظيرة الخراف للمتوحشين, طرد الخروف التائب المومن و أدخل الخائن و المتمرد و المخالف لأبسط الحقوق و أعطاه السلطة لحفر اركان البيت و هدمه على رأس الصادقين.
و لكن يا أمين: هل أنتَ فعلاً تستحق لقب الراعي الأمين؟ هل ينطبق عليك ما جاء في الكتاب المقدس مثل الراعي الصالح الذي لقي خروفه الضال و فرح به و خرج عن حاله الحزين؟


" و ياتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لاني وجدت خروفي الضال" لو :6:15و لكننا نعود و نقول بان الرب صادق و وعوده صادقة و هو يمهل و لا يهمل. كو 25:3 "واما الظالم فسينال ما ظلم به وليس محاباة"
كندا مونتريال في3/12/2011

 

 

 

 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com