بقلم: مينا ملاك عازر
دار هذا الحوار الخاص بيني وبين صديق لي بحضور زوجتي ومشاركتها، ولأني لا أخفي عليك عزيزي القارئ سرًا، سأحيطك علمًا بأهم ما دار بالحوار، وسأترك لك حق تخيُّل ما بطن منه، علمًا بأن هذا الحوار دار قبل ظهور النتيجة الرسمية للانتخابات في مرحلتها الأولى، ولكن بعد ظهور المؤشرات التزويرية والتواطؤية.
قلت لصديقي أكثر ما يريحني في نتيجة تلك الانتخابات أنني سأستريح من حلاقة ذقني، ذلك الأمر المتعب لي، وسأوفر ثمن الأمواس التي أشتريها بالغلىَ والكوىَ لأضمن أنعم ذقن وأأمن حلاقة، وهو أمر مهم لي جدًا إذ أن بشرتي من البشرات الحساسة، ثم قلت له لكن ما يقلقني أن أشعر بالبرد حال لبسي للجلباب في ظروف جوية كهذه، فرد صديقي لا تقلق فستلبس بنطلونًا، قلت له مغمغمًا، أتقصد بنطلون البيجامة هذا، هذا لا يثمن ولا يغني يا عزيزي في برد قارس كهذا، فأضافت زوجتي مبتسمة، لا تقلق فسترتدي شرابًا وعليه شبشب، وحينها سألتنا سؤالًا، وماذا عن السيدات؟ قلت لها سترتدي الخمار أو النقاب، هذا إن خرجتِ من باب البيت أو فتحتيه أصلًا لأحد، فقالت يا خسارة كورس السواقة الذي أدرسه، فقلت لها سواقة إيه بقى؟ هو حايبقى في مصر عربيات ولا تكاتك، كله حايركب الجمل، فضحك صديقي وقال ده لو حضرتك تُركت تركب الجمل، فمن المرجح أنك ولأنك قبطي مسيحي ستركب الحمار، وغالبًا ستركبه بالمقلوب، فنظرت للعمائر الشاهقة التي حولنا، وقلت يا خسارة كل تلك البنايات، فقالت زوجتي لماذا؟ فقلت لها لأننا كلنا سنبيت بالخيام، فقالت لا، هما في السعودية بيباتوا فين؟ فقلت لها السعودية حاجة ونحن حاجة تانية، هما عندهم بترول لكن إحنا ما عندناش غير الديون، مما يعني أننا لن نستطيع الاستمرار بتلك الأوضاع طويلًا مع حالة العودة للخلف اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، ما دمنا في ظل حكم المتطرفين.
ونظرت لصديقي: عايزين نأكل حاجات كتيرة من إللي حانتحرم منها بعد كام شهر، فقال صديقي زي إيه؟ قلت له زي السمك، فقال لماذا سيحرمونا منه؟ فقلت له لأنه يعوم عريان بدون مايّوه لائق، والفراخ لأنها بتمشي عريانة الصدر والورك. ونظرت لزوجتي: وهيئي نفسك من الآن لأكل الشِبسي بطعم التمر، فضحك صديقي وهو يغالب دموعه دي تبقى مصيبة سودة، قلت له وماله يا سيدي خليهم ياخدوا فرصتهم في تدمير البلاد وتخريبها وإفلاسها، فقال صديقي انظر لإيران فهي نموذج ناجح، فقلت له لا يغرنَّك النووي، فانظر لحال الشعب ولثورته التي تقمع، وكيف تقمع؟ فقال طب تركيا، فقلت له يا ريتها تبقى تركيا على الأقل هناك الدنيا مرتاحة، وكل واحد واخد حريته، والناس بتلبس مايوهات، وفيه سياحة ومش حرام، فقال لي صديقي هما حايعملوا إيه صحيح بالسياحة؟ فقلت له الناس بتيجي عشان حاجتين يتفرجوا على الآثار وهي حرام، فشوف بقى حايعملوا فيها إيه؟ وياخدوا حمامات شمس، وإزاي ياخدوها وهما متحجبين وهنا قلت لنفسي لكن قد تكون هناك سياحة من نوع جديد أن يأتي السياح ليتفرجوا على شعب ثار ثورة في منتهى الحضارة كيف يعيش يومًا بدون الحضارة ويحرم عليه ذكر سيرتها وبعيد عن كل الأدوات المدنية؟
المختصر المفيد: يا رب استر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com