بقلم : عساسي عبد الحميد
ما أجمل تسميات جمعاتنا!!! و ما أينع ربيعنا!!! وما أروع منظر حاكمنا وهو يتهاوى كغراب مكلوم في ظهيرة حارة رمضاء مندهش غير مصدق مصدوم !! من كان وراء كل جمعات هذا الربيع ؟؟ من جمعة الغضب مرورًا بجمعة الكرامة والتحدي ...إلى جمعة التنحي والرحيل، هل كان من ورائها صاحب عربة الخضار إبن سيدي بوزيد ؟؟أم دولة قطر الأمارة بالسوء؟؟ من يعطي كل هذه التسميات لجمعاتنا الكبيسة الحبيسة ؟؟ أشباب الفايسبوك هم من يتفق ليلة خميس على تسمية كل هذه الجمعات ؟؟!!! أم مستشار الشيخ حمد هو من يسمي كل جمعة جمعة ؟؟ هل هو قرضاوي قناة الغاز المسال هو من يؤلبنا على حكامنا وشرعياتنا المقدسة التي لا يأتيها الباطل من خلفها ولا من قبلها ؟؟!!!...ماأعظم جمعاتنا!!!
و ما أروع ربيعنا!!! وما أجمل منظر حاكمنا وهو مدحور أو مأسور أو منحور.... وهل صحيح ما قيل عن قطر أنها هي من نثرت بذور هذا الربيع الزاهي على جنبات تلالنا وبين منحدرات جبالنا ؟؟هل قامت حقًا بإنشاء مجسمات لساحات وباحات بضواحي الدوحة شبيهة بتلك المتواجدة بطرابلس و دمشق وسخرت لهذا بدو قطر لرفع الشعارات المسموعة والمكتوبة وصور الحاكم لتمزيقها وحرقها أمام كاميرات الهواتف الحمالة حتى تؤلب القلوب وتأجج الشعوب ؟؟
أم أن قطر هذه ليست سوى أداة طيعة بيد العم سام و الحاخام أبراهام لتنفيذ مخطط بناء الهيكل و قيام إسرائيل الكبرى يتسائل زيد؟؟؟.... عبر ربوع بلدان قمعستان الممتدة من طنجة حتى نفطستان صار لكل جمعة اسم أو اسمان، ومهما كان، فإن لهذا الربيع بركاته و أولها وصول رفاق ابن كيران لسدة الحكم بالمغرب وحصد مقاعد البرلمان، ومع ابن كيران المغربي جاء غنوشي تونس بعد غيبة ببلد الضباب طالت ردحا من الزمان وبسقوط القذافي استعادت فحول ليبيا الحق في التعدد ما طاب لها من النسوان...وبالمحروسة هاهم الإخوان، قاب قوسين أو أدنى من تطبيق الشريعة بكنانة الله على أرضه بطنطا ودمياط والمنصورة وحلوان.....و يتساءل زيدان، أين هي نسبة فوز الحاكم المخلوع بولاياته العديدة أيام زمان ؟؟ و يتساءل عمران أين هي الجموع المصفقة الهاتفة من أعماقها بالروح بالدم نفديك يا هبل ذي السنان ؟؟؟ يقول أحدهم أن العم سام والحاخام أبرام متيقنان بضرورة هذا الاحتضان، أي احتضان اللحية والسواك في هذا الوقت المفصلي الدقيق لتدبير المرحلة وتسييس المهزلة حفاظا على الأمان عبر ربوعنا المهلهلة المثقلة المكللة ،
فها هي مدام كلينتون تبعث ببرقيات معطرة بماء الورد ومنمقة بعبارات الود للغنوشي و ابن كيران وثوار ليبيا الجدد وحماة الكنانة وهي التي كانت تحرص بالأمس القريب على التقاط صور تذكارية مع أنجال القذافي وقحاحصته، وهي التي كانت تتبادل الهدايا مع ماما "سوزان" بمناسبات أعياد الميلاد وعيد الأم أو على هامش الزيارات الرسمية وتضع قبلات حارة على خد جمال وعلاء مبارك .... يرى زيد أن العم سام اليوم بحاجة إلى الغنوشي وابن كيران و إخوان مصر وسوريا و ليبيا ببلدان قمعستان للحفاظ على أمنه القومي بولاية عربستان وضمان تدفق القطران وحتى تنتفع اقتصاديات واشنطن والقارة العجوز بنظريات البنوك الغير الربوية والتدبير الرشيد للمال والأعمال، بينما يرى عمرو أن الأمر لا يغدو كونه فخًا معتبرًا لتوريط حملة البيرق الأخضر و فضح الدجل تمهيدا لاستئصال شوكة الإسلام لكي تطلق إسرائيل يدها و تصول و تجول من بابل الملعونة شرقًا حتى باب الشعرية غربًا ومن عين العرب شمالاً حتى أطلال خيبر جنوبًا ؟؟
بيد أن للرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" رأي خاص في هذا الباب، فهو يرى في ربيع هوازن وخزاعة و ثقيف ترتيب محكم من السماء تمهيدا لخروج سيد الحضرة المسردب حسب ما تتنبأ به مرجعيات الحوزة وأئمة بلاد الفستق و السجاد، وفي غرة هذا الربيع سيسترجع أحبة آل البيت مفاتيح الكعبة من سارقيها، حسب ما ترويه لنا نبوءات أبي لؤلؤة المجوسي .... قبل أكثر من خمسة عشر قرنًا ارتجز الشاعر البحريني الثائر طرفة ابن العبد معلقة في غاية الروعة والإبداع... يستهل مقدمتها الطللية بأطلال خولة فيقول لخولة أطـــــلال ببرقة ثهـــمد
**** تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد إلى أن يقول في إحدى أبيات المعلقة ... ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ****و سيأتيك بالأخبـــار من لم تزود كل هذه الأسئلة سنتعرف على إجاباتها برحيل الربيع العربي وقدوم صيف العرب العاربة والمستعربة فهل سيكون صيفنا مغدقا فياضا كريما على شعوبنا مثقلا بغلاله مشبعا بحصاده و قطافه ؟؟ أم سيحل سرابا يبابا ويتمخض غما وهما على خير أمة أخرجت للناس ؟؟ هذا ما ستبديه لنا الأيام ...وتأتينا به الأخبار كما أخبرنا قديمًا الشاعر البحريني طرف ابن العبد.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com