بقلم: سحر غريب
أحيانًا أفكِّر فيما كان يمكن أن يحدث لو دخل "عبد المنعم الشحات" بشحمه ولحمه للبرلمان، مش يمكن ربنا كان قدَّره واستطاع أن يُلبس أعضاء البرلمان الجلابيب؟ وجايز كمان كان استطاع أن يقنع "عمرو حمزاوي" يحلق شعره وإسدال ذقنه؟!!.
كنت أتخيَّل شكل برلمان "الشحات"، الذي سيذكره التاريخ دومًا بأنه الرجل الذي أدخل البرلمان الكهوف بعد أن دخله عن طريق الحرام، فهو الذي حرَّم الديمقراطية من قبل ومن بعد، وهو الذي كان لا يتورَّع هو وحزبه عن استخدام مبدأ "ميكيافيللي" الشهير في أن "الغاية تبرِّر الوسيلة"، وهو المبدأ الذي رفضنا استخدامه نحن الليبراليون (الكفرة من وجهة نظرهم)، واستخدموه هم المتقين الورعين!!.
لقد كسبت "مصر" كثيرًا بخروج الشحات خارج البرلمان، العلامة الجهبز، الذي يوزِّع صكوك التكفير على خلق الله، لم أرَ في حياتي فرحة عارمة تشبه فرحتنا بخروجه، مش فاهمة فرحانين على إيه؟ نعم لقد ذهب "الشحات" وسيأتي ألف "شحات" غيره، فـ"الشحات" صنف لا يموت، فهو عشب ضار ينمو ويترعرع ويتسلق على أكتاف المخدوعين المُهمشين، سيظل ينمو طالما وجد بيئة مناسبة لينمو فوقها.
ومع ذلك، فأنا أحترم كل من ذهب للصندوق واختار الإخوان أو حتى اختار السلفيين عن قناعة، ولكنني لا أحترم كل من استخدم الحملات التكفيرية في حملاته الانتخابية، أو لعب على أوتار الطائفية، ولن تجعلني ألف زبيبة أو سبحة أغيِّر رأيي فيما فعلوه. لن أحترم أبدًا كل من استخدم المواطن البسيط وجهله بقواعد اللعبة السياسية القذرة، وأن على هذا المسكين أن يعد أصابعه وألا يثق إلا في معلوماته، وألا يدع غيره يختار بالنيابة عنه، فقد يكون في اختياره الخراب.
وأرجوكم كفانا حديثًا عن الخمسمائة جنيه التي تجعل هذا المواطن يذهب ليقف على باب اللجنة الانتخابية لينتظر من يغششه في الطابور الطويل، فيتلقفه اللاعبون الانتهازيون، وفي نهاية اللعبة سأنتظر النتيجة- التي لن تعبِّر بالتأكيد عن حلمي في دولة مدنية تحترم آدمية الجميع- ولكن قلمي لن يخرس عنكم، وكما كان جريئًا في الكتابة عن انتهاكات النظام السابق لن يجبن في الكتابة عن انتهاكاتكم، وشطارتكم الحقيقية لن تتمثل إلا في عدم ممارسة الانتهاكات السياسية. لن أقبل بولي أمر يلغي حريتي وإرادتي، وأفضِّل كثيرًا أن أكون مواطنة ضالة على أن أكون مواطنة أسكنتموها حظائركم الفكرية الجامدة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com