ذات مرة ذهب الفلاح مع حماره إلى الحقل، وهما في الحقل ترك الحمار، وانشغل في أمور الحقل، وبعد الانتهاء من عملة لم يجد الحمار، فبحث عنه وأخيرًا وجده داخل بئر عميق لا يوجد بها ماء، فكر الفلاح في نفسه وقال: هذا الحمار تقدَّم في الأيام ولم يعد قادرًا على العمل، أنا سوف أتركه وأشتري حمارًا آخر، وأنا لا أستطيع إخراجه من البئر.
وهو في طريقه إلى المنزل القريب من الحقل، سأله الجيران: أين الحمار؟ ولماذا تأتي ماشيًا على الأقدام؟ فقال لهم ما حدث، وما قام بالتفكير فيه من ناحية الحمار، وأنه سوف يشتري حمارًا آخر، فقالوا له: هذا البئر صار خطرًا، لكي لا يقع فيه أحد آخر نقوم بغلق البئر بالرمال والأتربة، ونغلق البئر ونتخلص من حمارك الذي لا يعود منه نفع، وذهبوا إلى البئر وألقوا الرمال على الحمار داخل البئر، لكن كلما ألقوا الرمال والأتربة يقوم الحمار بنفض نفسه وإزالة الأتربة والرمال من فوق ظهره إلى تحت قدميه حتى ارتفع فوق الرمال والأتربة ووصل إلى حافة البئر وخرج منه، فتعجبوا جميعًا، ونظر الحمار إلى صاحبه، لكن صاحب الحمار بكى وأخذ الحمار إلى المنزل وقام بنظافته..
وتعلَّم صاحب الحمار درسًا مهمًا، أن هموم العالم ومتاعب الحياة مثل الرمال التي كانت على ظهر الحمار إذا وضعها تحت قدميه يرتفع فوقها، وإذا حملها على ظهره جعلته ينحني. وقال أنا لا أهتم ولا أعول الهم مادام الله صاحب الحياة موجود الذي يهتم بالحيوانات، فكيف لا يهتم بي ويجب أن يكون عندي إرادة وعزيمة لاحتمال المشقات والآلام، وتذكَّر الآية التي تقول: "الق على الرب همك وهو يعولك".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com