شهدت جنازة الشيخ عماد عفت، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، مشاركة تيارات واتجاهات مختلفة - سياسيًا ودينيًا - في مشهد مهيب سقطت فيه الخلافات الحزبية وتعالت اصوات الوحدة والحزن والوفاء.
تواجد كمال زاخر، المفكر القبطي ومنسق جبهة العلمانيين للأقباط، في جنازة "شهيد الأزهر"، موضحًا أن جميع المصريين حضروا اليوم إلى جنازة الشيخ عماد عفت، بدافع الكرامة الإنسانية وردًا على انتهاكات المجلس العسكرى ضد المتظاهرين.
وقال زاخر، "إنه من المؤسف أن يسقط أحد شيوخ الأزهر الشريف دون أى ذنب اقترفه، سوى أنه قال كلمة حق في وجه سلطان جائر"، مؤكدا أن نيران المصريين لن تنطفأ قبل تحقيق عادل فى جرائم الأمن ضد المتظاهرين السلميين بدءً من أحداث "ماسبيرو"، مرورًا بأحداث "محمد محمود"، ووصولاً إلى أحداث "مجلس الوزراء" الجارية.
كما شارك في الجنازة، القس فلوباتير جميل، كاهن كنيسة العذراء بفيصل، موضحًا أنه جاء ليشارك بـ"جنازة شقيقه" - على حد وصفه - ، وأضاف: "هذه جنازة لكل المصريين.. فالرصاص لا يفرق بين دماء المصرييين مسلمين أو مسيحيين لأننا جميعًا في طريق واحد من أجل تحقيق العدل والسلام".
على جانب آخر، تواجد بالجنازة الشعبية الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة وأمينه العام بالقاهرة، معبرًا عن حزنه الشديد لرحيل الشيخ عماد عفت، قائلاً: "إن جسد النظام السابق ما زال يحكم وأتباعه ما زالوا يعبثون بأمن وسلامة مصر، وببذلون ما أوتوا من قوة لنشر الفوضى والذعر بين المواطنين والوقيعة بين عناصر الوطن الواحد".
وكان على رأس جنازة "شهيد الأزهر" الذي لقى مصرعه مساء الجمعة - إثر إصابته بطلق ناري في جانبه الأيسر، أثناء تواجده مع المعتصمين بمحيط مبنى مجلس الوزراء - عدد من مشايخ وعلماء الأزهر الشريف، في مقدمتهم الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية.
وأمّ المصلين في الصلاة على جثمان "الشهيد" عقب تأدية صلاة العصر، فضيلة مفتي الجمهورية، والذي أجهش بالبكاء ومن خلفه كافة المتواجدين بالجامع الأزهر وساحته.
وامتدت الجنازة بآلاف المواطنين، وبدت الأغلبية المشاركة من فئة الشباب وثوار التحرير، الذين جاؤوا لتأبين "شهيد الأزهر" ووداعه، مرددين هتافات معادية للمجلس العسكري ومطالبة بضرورة تنحيه عن إدارة شئون البلاد.
يُشار إلى أن الشيخ عماد عفت، الحاصل على ليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة، متزوج ولديه أربعة أطفال ولدين وابنتين، وكانت آخر الوظائف التى عمل بها مديراً لإدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء المصرية، وعضو لجنة الفتوى بها، وهو أحد المشاركين في ثورة 25 يناير والذي طالب بعدم انتخاب "فلول" النظام السابق في الانتخابات البرلمانية الجارية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com