ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

تمثيلية الانتخابات وصفقات بيع وشراء "مصر"

صبحي فؤاد | 2011-12-18 11:16:36

بقلم: صبحي فؤاد
أظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية في "مصر" عن فوز الإخوان المسلمين والسلفيين بغالبية الأصوات، مما يجعل أمر التنبؤ بفوزهم في المرحلة الثالثة والأخيرة مجرد تحصيل حاصل، بعد فوزهم- المشكوك في صحته- في المرحلة الأولى، ومن ثم تشكيل الحكومة القادمة نظرًا لحصولهم على غالبية مقاعد مجلس الشعب.

والحقيقة، فوز الإخوان والسلفيين كان متوقعًا، رغم أن وجودهم في الشارع المصري لا يزيد عن 15 في المائة من تعداد السكان، ورغم أن واحدًا من قيادات الإخوان صرَّح بأن تعداد الجماعة في كل أنحاء "مصر" لا يزيد عن (750000) عضو بينما تعداد سكان "مصر" بلغ (85) مليون نسمة.

وإذا أضفنا افتراضًا على تعداد الإخوانجية مليون سلفي فسوف نجد أن الاتنين معًا تحت أي ظرف من الظروف لن يتجاوز تعدادهم الاثنين أو الثلاثة ملايين.. فبأي منطق أو عقل يمكن لأي إنسان عاقل أن يصدِّق أن ثلاثة أو حتى أربعة أو خمسة ملايين صوت يمكن أن يفوزوا في مواجهة أربعين مليون ناخب مصري، إلا إذا كان هناك تلاعبًا وتزويرًا في نتائج الاتخابات على أعلى مستويات الدولة بطريقة اُتفق عليها مقدَّمًا!!.

لقد كان واضحًا من البداية أن المشير "طنطاوي"- والمجلس العسكرى – يميل ناحية الإخوان المسلمين والسلفيين، إما حبًا وتعاطفًا معهم أو خوفًا منهم، بدليل أنه أصدر أوامره بإطلاق سراح المسجونين منهم، والسماح بعودة السلفيين والجهاديين وأتباع القاعدة الذين كانوا متواجدين في الخارج إلى "مصر" وعدم تقديمهم للمحاكمات.. ناهيك عن السماح لهم بتأسيس أحزاب دينية رغم مخالفته للدستور المصري، وعمل الانتخابات البرلمانية قبل كتابة الدستور حتى يعطيهم الفرصة لكتابة دستور ديني عنصري على مزاجهم وتفصيلهم، بعد الانتهاء من تمثيلية الانتخابات، مقابل عدم تقديم أحد من قيادات الجيش للمحاكمة، بصفتهم كانوا شركاء في الحكم مع الرئيس السابق، والإبقاء على الامتيازات الضخمة التي كانوا ولايزالوا يتمتعون بها.

إن المرء لا يحتاج قدرًا كبيرًا من الذكاء لكى يستنتج أن لعبة أو تمثيلية الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حتى الآن الإخوانجية والسلفيون وإخوتهم بغالبية الأصوات، هي جزء أساسي ورئيسي من صفقات بيع وشراء "مصر" بين مجلس العسكر بقيادة المشير "طنطاوي" وجماعة الإخوان المسلمين و"الولايات المتحدة الأمريكية" و"السعودية" ودول الخليج.

هذه الأطراف التي ذكرتها يتصارعون منذ فبراير الماضي فيما بينهم، إما للحصول على نصيب الأسد من "تركة الرئيس مبارك"، أو زيادة نفوذهم داخل "مصر"، وإما لتوجيه سياسات "مصر" داخليًا وخارجيًا لتمشي وراءهم وتقول لهم سمعًا وطاعة.. ولذلك لم يكن غريبًا أبدًا أن نرى السعوديين يعرضون البلايين على العسكر في "مصر" من أجل السير على نفس نهج "مبارك"، وكذلك دول الخليج حمايةً وحفاظًا على مصالحهم.. وأيضًا لم يكن غريبًا أن نرى الإدارة الأمريكية تعلن عدة مرات استعدادها للتعامل مع الإخوانجية والأحزاب الدينية الإسلامية المتشدِّدة في حالة وصولهم للسلطة؛ لأنهم يعلمون تمامًا أنهم سوف يحوِّلون "مصر" إلى "أفغانستان" أو "سودان" أو "صومال" أخرى، وبالتالي إضعاف وتمزيق "مصر" الذي من المؤكَّد أنه سوف يصب في صالح "إسرئيل"، ويمكِّنها من احتلال "سيناء" مرة أخرى وترحيل أهل "غزة" إليها.

على أي حال، إنني أتوقَّع أن تشهد "مصر" سنوات صعبة للغاية، نتيجة إصرار العسكر بقيادة المشير "طنطاوي" والأيادي الخفية في وزارة الداخلية والمخابرات المصرية على بيع "مصر" للإخوانجية والسلفيين بمباركة الأمريكان وآل سعود، إلا إذا حدثت معجزة من السماء مع بداية العام الجديد، وظهر فجأة زعيم وطني قوي، لكي ينقذ البلد ويوقف مهزلة بيع "مصر" لإخوان الخراب والسلفيين بمعرفة العسكر.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com