ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

انسحاب القوات الأميركية في عيون نساء عراقيات

إيلاف - كتب: عبد الجبار العتابي | 2011-12-20 08:31:52

 تختلف العراقيات في نظرتهن لما ستؤول إليه الأوضاع في بلادهن بعد الانسحاب الأميركي، بل أن مشاعرهن تختلط بين الفرح والتوجس من المستقبل والخوف من العودة إلى المربع الأول بفعل الصراعات السياسية على المناصب والمكاسب.


بغداد: تباينت آراء نساء عراقيات واختلفت مشاعرهن حول إنسحاب القوات الأميركية من العراق، فهن وأن اتفقن على السرور والفرحة التي تبعثها مغادرة الجنود الأميركيين للأراضي العراقية وانتهاء مسلسل الاحتلال الذي بدأ قبل نحو تسعة أعوام، الا أنهن لم يتوافقن في التعبير عما يجيش في نفوسهن من تداعيات ما بعد الانسحاب، فهناك من تجد نفسها سعيدة بسماعها لخبر رحيل آخر جندي عراقي فجر يوم الأحد، وهناك من لا تجد بدًا من أن تتوجس خيفة وتشعر أن الأوضاع ربما ستعود إلى المربع الأول، وهو ما سيؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها بسبب النزاعات المستمرة بين السياسيين والصراعات على المناصب والمكاسب فضلا عن ما تضمره دول الجوار.

ويمكن النظر إلى ما ينتاب المرأة العراقية على أنه يأتي من عواطف جياشة طبيعية تحاول التعبير بها عما امتلأت نفسها به من خوف وحيرة طوال السنوات الماضية، وهو شعور فطري مفععم بالتوجس، كما انها في تلك اللحظات تحاول أن تستقر نفسيا لتقرأ قراءة صحيحة كل الاحداث التي مرت بها وعانت ما عانت، وهي ترى اساطيل الآليات الأميركية في الشوارع تزرع الخوف على الأرصفة، وفي الليالي، كما انها تتأمل واقع السياسيين العراقيين فلا تجد ضياء ساطعا يمكنه ان يكسر الخوف عندها بالتصالح وتغليب المصلحة العامة على الخاصة.

فقد قالت الناشطة في حقوق الانسان المهندسة شروق العبايجي: "الإنسحاب الأميركي حدث كان لابد أن يحدث آجلا أم عاجلاً، لا يمكن أن يكون هناك بقاء دائم للقوات الأجنبية على الأراضي العراقية، وبشكل مبدئي واساسي أننا نحن كمواطنين عراقيين كلنا سعداء ان يكون البلد خاليًا من قوات أجنبية، ولكن المشكلة هي في عملية التعاطي مع هذا الانسحاب، قضايا التسييس والاستخدامات التي هي ليست في مصلحة المواطن العراقي من قبل اصحاب القرار، هذا هو الذي يخيفنا".

وتابعت: "الانسحاب حدث مفرح وهو شيء تطلعنا اليه بكل فرح، ولكن في الوقت نفسه لدينا مخاوف من التوظيفات السيئة للسياسين لمثل هكذا حدث أو لما بعد الانسحاب اذ قد يكون هناك شعور لبعض القوى السياسية أو لبعض الجماعات المسلحة أن وضع البلد أصبح الآن يتيح لهم مجالاً أكبر لممارسة نشاطاتهم الإجرامية أو التي تضر بالمصلحة الوطنية او بالمواطن العراقي، هذا هو تخوفنا الذي يجب أن لا يكون مرتبطاً، بالانسحاب الأميركي ويجب أن يكون كل مواطن وكل جهة سياسية، وكل صاحب قرار أن يستغل الفرصة هذه لتعزيز اللحمة الوطنية، ولبث الشعور بأننا قادرون على نبني بلدا مستقلا وشعبا حر الارادة على الرغم من صعوبة التحديات".

أما الفنانة التشكيلية ندى عثمان فقالت: "بناء على الظروف الحالية التي يمر بها العراق لا أرحب بأنسحاب القوات الاميركية لأسباب الجميع يعرفها وغير خافية على أحد ،حيث إن العراق الآن اصبح بين حجري رحى، الكل يريد أن ينهش به على الرغم من أنهم ينهشون به، ولكن في انسحاب الاميركيين من العراق ستزداد الضغوطات والويلات على الشعب العراقي الذي عانى الكثير، فأنا شخصيا لست مع انسحاب الأميركيين في هذا الظرف".

وأضافت: "أتوقع أن تحدث اشياء كثيرة غير سعيدة مثلا أن اغلب الدول التي تنتظر الإنسحاب الأميركي من العراق ستتهيأ لضخ المخربين وإرسالهم إلى العراق، وهم الذين مع وجود القوات الاميركية كانوا يفجرون ويخربون، ولكن نشاطهم سيزيد وفعالياتهم تكثر، وبما أن السياسيين الذي عندنا كل له اتجاه وعلاقة مع دولة مجاورة، فمن المؤكد أنه سيعمل من أجل الجهة التي ينتمي اليها قلباً وقالباً، ومن هنا ستزداد التجاذبات والويلات على شعب العراق وأهله، ولا أتوقع خيرا، لست متشائمة، ولكن هذا واقع الحال، انا طبعي التفاؤل، ولكن لا نستطيع أن نخرج عن الإطار الذي نعيش فيه، وليس من الذكاء أن نتأمل شيئا غير موجود.

فيما قالت القاصة اطياف ابرهيم سنيدح: "أتوقع أن يتحسن الوضع الأمني كثيراً، وكذلك الوضع السياسي، لأن اغلب القادة السياسيين من خلال اختلافاتهم يؤكدون أن هناك مصالح مشتركة ودوافع مشتركة وأن المحتل يحاول أن يتدخل بشؤون هذا السياسي، وغيره فيخلق بلبلة ونزاعات خاصة فيما بينهم، أما بعد الانسحاب فأنا اتوقع ان سوء التفاهم بين الاطراف المتخاصمة سيمحى نهائيا وتكون هناك نظرة واسعة وشاملة تتمثل في تحقيق الامان والاستقرار للبلد".

وقالت الكاتبة والاعلامية حذام يوسف طاهر: "أنا ضد أن يكون الانسحاب الأميركي في هذا الوقت بالذات التي نحتاج فيها الى قوة عظمى، ولا نستطيع ان ننكر هذا الموضوع، ولا يمكن لشخص ان يضحك على نفسه، ويقول اننا قدر الموضوع بدليل الانتهاكات التي تحدث حتى داخل المنطقة الخضراء التي يفترض أن تكون محصنة جداً من كل التجاوزات ولكنها الانفجارات تطالها، اذن نحن غير محصنين، لا الشارع العراقي، ولا المواطن العراقي ونحتاج الى قوة تدعمنا ولا بأس بأميركا، ونحن نعرف أن اغلب الدول العربية تأخذ دعما من اميركا كونها دولة عظمى، وهذاغ لايمكن ان ينكره احد مثلما لا يمكن ان ننكر قوة اميركا وسيطرتها على العالم، ولنكن اذكى من الدرجة هذه، ونحاول ان نستفيد من خبراتها وطاقاتها ومن الشركات العالمية التي تدعمها اميركا ماليا ولوجستيا، كما انها تستطيع ان تخترق كل شيء، فلماذا نظل نكابر".

وأضافت: "الخارطة السياسية في العراقية توضح عدم وجود سياسيين لديهم الخبرة والدراية بموضوع قيادة دولة ، هم جدد على هذا الامر بالتفاصيل كافة، وبالتأكيد هذه الفوضى والتشتت والانهزام في بعض الاحيان والتحدي، في وقت نحن غير مؤهلين للتحدي، فكل هذا سيبقى وسيكون الوضع اسوأ على الرغم من ان الشعب ينادي والقوى المثقفة والليبرالية تؤكد على الوحدة ورص الصفوف، ولكن مع ذلك القوى السياسية الى حد الآن اناس يتهمون اناسا واناس تجرم اناسا والوضع قلق حقيقة ولا يوجد ما يبشر بالخير".

وتحدثت الاعلامية افراح شوقي عن رأيها بالانسحاب ورؤيتها لشكل الحياة التي تتمناها بعد الانسحاب بالقول: "الانسحاب بشكله الظاهر هو تعبير مفرح ومناسب للجميع.. وهو نهاية حتمية لوجود محتل مارس كل اشكال العنف والتسلط بهمجية وبربرية على اراضينا، كما انه الترتيب المنسق والاصلح للقوات الامريكية والعراقية معا بعد ثمان سنوات من الاحتلال والتي لم يسلم فيها الطرف المحتل من مقاومة مسلحة ارعبت الكثير من تلك القوات وغيرت لاجلها الخطط والأهداف..، وفرحة الانسحاب الاميركي من الأرض العراقية قضية لاخلاف عليها لما تركه الاحتلال في النفس من كره وبغض لافعالهم التي استباحت دماء العراقيين بلا وازع اخلاقي او سيادي للدولة العراقية.

وأضافت: "اما عن شكل الحياة التي نتمناها بعد الانسحاب فهي ذاتها الامنيات التي تتولد لدى العراقيين جميعا بأثبات حسن الاداء ممن وعدوا أن يكونوا اهلا لرعاية مصالح البلد خصوصا السياسيين وقادة الكتل السياسية وقوات الامن العراقية لاجل حماية الارض وادامة ملف الامن بالشكل المطلوب والابتعاد عن المصالح الذاتية والصراعات السلطوية مابين اطراف الحكومة في حين أن الشعب بأنتظار تحسن امثل نحو الخدمات بكل اشكالها والنهوض الاقتصادي والسيادي ورعاية اموال ومصالح الشعب بمهنية وكفاءة عالية وضمان عدالة منصفة للجميع ممن هم في سدة الحكم والقرار ونبذ سياسة التهميش والاقصاء التي خيبت امال الكثيرين ممن توسموا خيرا في الحكومة المنتخبة الجديدة.

وقالت الإعلامية سوسن الزبيدي: "انا متفائلة جدا بالانسحاب.. وهو فعلا يوم الوفاء كما وصفه رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو يوم العراقيين جميعا .. ومن حقنا أن نفرح لحالة الاستقرار الامني الذي نشهده اليوم بعد ثمان سنوات من عمر التغيير واعتماد الكثير من مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية في العراق على جهات عراقية دون تدخل الاجنبي او أي دولة من دول الجوار، أنا متفائلة ومرتاحة نفسيا عندما شاهدت أو سمعت عن اخر جندي محتل يخرج من بلادنا..، بالامس كانت القوات الامنية الامريكية مصدر قلق نفسي وعدم رضا للمواطن العراقي بسبب الكثير من التصرفات التي ازعجتهم ونالت من كرامتهم خصوصا ماحصل من تجاوزات خطيرة من قبل الشركة الامنية سيئة الصيت في ساحة التحرير وقتلها لانسان ابرياء بلا وجه حق.. نطمح ان يكون القادم من الايام تحمل بصمات العراقيين انفسهم لانهم وحدهم من سيضع بصمته الواضحة على الحياة الجديدة".

اما الشاعرة والاعلامية والناشطة سناء وتوت فعبرت عن سعادتها مسيرة إلى أنه متوجسة خشية أن نعود الأمور إلى المربع الأول من شكل الحياة السياسية بعد التغيير مباشرة من تناحرات وعنف طائفي عانيت العراق منه كثيراً، قائلة: "فالانسحاب هو يوم التحرر الفعلي للعراقيين والخلاص من ثقل الاحتلال .. ولكنني اتمنى ان يكون الجيش العراقي وقوات الامن العراقية على قدر تلك المسؤولية وان يحافظوا على الحدود العراقية من أي اعتداء يهدد امن العراقيين..، لكن مازالت مشاعر التوجس تراود الجميع خشية وقوع بعض التداعيات السلبية للانسحاب وذلك نجده واضحا من خلال المهاترات والخلافات مابين قادة الكتل السياسية في حين نحن احوج اليوم الى اتفاقهم وتوحدهم ونبذ خلافاتهم المصلحية وسيرهم على ارض واحدة لاجل تطمين الشعب العراقي وحمل لواء رايته نحو بر الامان بعد الانسحاب ليبرهنوا للجميع امكانياتهم التي تقوي من عزمنا جميعاً".

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com