ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"فاروق جويدة" لـ"العسكري": ارحل وعارك في يديك.. فالأرض كلها ساخطة عليك

ماريا ألفي إدوارد | 2011-12-20 15:01:31

 كتبت: ماريا ألفي
كتب الشاعر "فاروق جويدة" أبيات شعرية جديدة موجهة إلى المجلس العسكري، تقول كلماتها:


"كل الذي أخفيته يبدو عليك.. فاخلع ثيابك وارتحل
اعتدت أن تمضي أمام الناس دومًا عاريًا
فارحل وعارك في يديك
لا تنتظر طفلًا بريئًا بابتسامته البريئة أن يقبِّل وجنتيك
لا تنتظر عصفورة بيضاء تغفو في ثيابك ربما سكنت إليك
لا تنتظر أمًا تطاردها دموع الراحلين لعلها تبكي عليك
لا تنتظر صفحًا جميلًا فالدماء السودُ مازالت تلوِّث راحتيك
مهما اعتذرت أمام شعبك لن يفيدك الاعتذار
ولمن يكون الاعتذار؟
للأرض.. للطرقات.. للأحياء.. للموتى.. وللمدن العتيقة للصغار
لمن يكون الاعتذار؟
لمواكب التاريخ للأرض الحزينة.. للشواطئ.. للقفار
لعيون طفل برئ مات في عينيه ضوء الصبح.. واختنق النهار
لدموع أم لم تزل تبكي وحيدًا
صار طيفًا وحيدًا ساكنًا فوق الجدار؟!
لمواكب غابت وأمضاها مع الأيام طول انتظار
لمن يكون الاعتذار؟!
لأماكن تبكي على أطلالها ومدائن صارت بقايا بالغبار
لله حين تنام في قبر وحيدًا.. والجحيم تلال نار؟!
ارحل وعارك في يديك
هذا ضمير الكون يصرخ.. والشموع السوداء تلهث خلف قافلة الوداع
والدهر يروي قصة السلطان
يكذب ثم يكذب ثم يكذب
ثم يحترف التنطع والبلادة والخداع
هذا مصير الحاكم الكذاب
موت أو سقوط أو ضياع
ما عاد يجدي أن تعيد عقارب الساعة يومًا للوراء
أو تطلب الصفح الجميل وأنت تخفي في حياتك صفحة سوداء
هذا كتابك في يديك
فكيف تحلم أن ترى عند النهاية صفحة بيضاء
الأمس مات ولن تعيدك للهداية توبة عرجاء
وإذا اغتسلت من الذنوب فكيف تنجو من دماء الأبرياء
وإذا برئت من الدماء
فلن تبرئك السماء
لو سال دمعك ألف عام
لن يطهِّرك البكاء
كل الذي في الأرض يلعن وجهك المرسوم من فزع الصغار وصرخة الشهداء
أخطأت حين ظننت يومًا أن في الأمجاد تاريخًا لبعض الأغبياء
ارحل وعارك في يديك
وجه كئيب.. وجهك المنقوش فوق شواهد الموتى وسكان القبور
انظر إلى الأطفال يرتعدون في صخب الليالي السود
والحقد الدفين على الوجوه زئير بركان يثور
وجه قبيح وجهك المرصود من عبث الضلال وأوصياء الزور
ارحل وعارك في يديك

للاستماع للقصيدة كاملة انـقـر هنـــا

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com