ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

حرقوا تاريخ مصر

د. ماجد عزت اسرائيل | 2011-12-23 00:00:00

 بقلم :  د.ماجد عزت إسرائيل

2- حرق المؤسسات الثقافية و الحكومية فى مصر
على مر التاريخ تتعرض بعض المؤسسات الثقافية والحكومية فى مصر للحرائق،لا يمــــكن إن ننسى مكتبة الإسكندرية التى حرقت،والفاعل حتى يومنا هذا مجـــهول،بل هــــناك أجتهادات واستنتجات من جانب بعض الكتاب والمؤرخيين، تؤكد أن العرب عند دخولهــم مصر(640م) حرقــــوا المكتبـــة،وهناك من يدافع عن العرب ويتهم أقبــاط مدينة الإسكندرية بحرق مكتبة الإسكندرية،المهم فى النهاية حرقت المكتبة بما فيها من مخـــطوطات ووثائق وكتب نفيسة،والفاعل كالعادة مجهول،أو ماس كهربائى،أو مجموعة صبيه،أو بلطجية،والنتيجة حرق تاريخ مصر.
كمــــا تعرضت دار الأوبر المصرية لحريق كبير فى 28 أكتوبر عام 1971م،وهذه الدار يرجع الفـــــضل إلى الخديو "إسماعيل" فى أنشائها عام 1869م، وتــــم أفتتاحها فى الأول من نوفمبر من ذات العام، بمناسبة أفتتاح قتاة السويس للملاحة العالمية فى 17 نوفمبر 1869م، وقــــــام المعماريان" بيترو" "أفوسكاني" بوضع التصميم الهندسى للمبنى وقد صنعت من الخشب وكانت تسع 850 مقعدا،وتقع الدار بين ميدانى الأزبكية ــ حاليا شهير ببيع الكتب القديمة،ويعرف بسور الأزبكية ـــ وميدان(الاسماعلية) التحرير،ومن نتائج الحريق تدمير الدار بالكامل، ولم ينجى من الحريق سوى تمثــــالان مـــن تصميم الفنان "محمد حسن" والفعل كالعادة مجهول.


أما الآثر التاريخى الذى تعرض للحريق فى 22 أكتوبر 1998م و أريد أن أشير إليه هو قصر(المسافر خــــانة) ويقع بمصر الفاطميــة وبالتحديد فى حى الجمالية بالقرب من وكــــالة ( كحلا)، ويعود تاريخ أنشـــــــائه إلى عام 1779م،وهذا القصر شهد مولد الخديو"إسماعيل" الذى تولى حكم مصر ما بين عام(1863-1879م)،وكان قصر المسافر خانة يضم العديد من اللوحات الفنية النادرة التى يصل عـــددها تــــقريبا نحو( 500) لوحة،ومقتنيــــــــات وتحف نادرة،
وحول ملبسات حريق المسافر خانة وأسبابه تحول إلى ما يشبه الأسطورة، البعض يقول إن السبب الرئيسى فى حدوثه هــــــو إقامـة حفلة غنائية لأحد أشهر المطربين،وبعد أنتهائها بنحو ثلاث ساعات حدث الحريق، ، بينما يؤكد آخرون أن الحريق كان بفعل فاعل، حيث كانت إحدى الشركات تتولى عملية ترميمه، وقبل انتهاء المشروع وتسليمه نشب الحريق؛ ،أما الجهــات الرسمية فقالت إن النيران أتت من القمامـــــة التى كانت بالقرب منه، وقام الأهالى بإشعالها للتخلص منها، فتطايرت لتقـــفز على الأسوار وتســـــكن بخشب القصر وتلتهم ما فيها، وأصبح الفاعل مجهول.
أما مجلس الشورى الذى انشأئه الخديو "إسماعيل" فى عام 1866م،يعد من أهـــم الأماكن الأثرية فى مصر حيث بالقرب منه سجن الزعيم الثــــائر "أحمد عرابى" وبداخلها تم محاكمته، وشهد هذا المكان مولد أول دستور فى مصر عام 1923م.


وقد تعرض مجـلس الشورى لـــحريق فى يوم 19 أغسطس 2008م، وظل الدخان يتصاعد من مبنى الشورى، المـــكوّن من 3 طوابق، لأكثر من 16 ساعة منذ بدء اندلاع الحريق في الطابق العلوي، ثم انتقــاله إلى الاسفل، وقد ألتهم الحريق المبنى بالكامــــــــل تقريبا كما امتد أيضا إلى مبنى إداري مجاور يفصل بين مبنى مجـــــلس الشورى ومبنى مجـلس الشعب، ورجحت مصادر في الشرطة المصرية أن يكون الحريق الذي دمّر مجـــلس الشورى، ناتجاً عن ماس كهربائي؛ وسط تشكيك من المعارضة والمواطنين المصريين ومن نتائج الحريق؛احترقت بالكامل وثائق إدارة الإحصاء بالمجلس، ووثائق إدارة المحفوظات التي كانت تضم أرشيفاً كاملا للوثائق والخطابات الرسمية المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على مـــــدى الحياة البرلمانية في مصر بالإضافة إلى المضبطة الخاصة بالبرلمان منذ ومنها مـــــا هو مكتوب بخط اليد قبل دخول الطباعة الحديثة.


أما اليوم الموافق 18 ديسمبر 2011م،فقد تعرض المجمع العلمى، لحريق مدمر،حيث إلتهمت النيران ما يقرب من 160 ألف كتاب بإلاضافة للعديد من الوثائق والمـخطوطات والدوريات النادرة ومن بينها موسوعــــــــة وصف مصر- توجد نسخة من وصف مصر بدار الوثائق المصرية - وهـذا المجمع يرجع تاريخ أنشأئه إلى عام 1798م،حيث أصدر"نابليون بونابرت"( قـــائد الحمـلة الفرنسية على مصر( 1798-1801م) أوامره باقامة المبنى بشارع القـصر العينى،ويضم المجمع العلمى (146)عالما من علماء الحملة الفرنسية وتوصل هؤلاء العلماء للعديد من الدراسات العلمية فى شتى المـجالات، التى لاتزال حتى يومنا هذا مجالاً للبحث العلمى.


وأخيراً، كاتب هذه السطور وجه أنتباه القائمين على حفظ التراث الثقافى بعمل نسخه من شتى المصادر النادرة وتوزيعها على المؤسسات الثقافية الوطنية الآخرى؛ لكى ما تكون بديلاً فى حالة حدث الحرائق،وربما كانت الصدفة تسجيل حلقة للتلفزيون المصرى عن كتاب وصف مصر.
أتمنى من السيد الفاضل الدكتور "شاكر عبد الحميد " سرعة تأمين باقى المؤسسات الثقافية وخاصة التى تقــــع بالقرب من مـــيدان التحرير، وعلى رأسها دار الكتب والوثائق القوميـــة، والجمعية الجغرافية، والمتــــــــحف المصرى.
كما أوجه أنتباه شباب مصر،إلى أهمية الحفاظ على المؤسسات والمنشأت الحكومية ، لأن هذه المنشأت تم الأنفاق عليها من ميزانية الدولة،وأعادة تراميمها سوف يتم الأنفاق عليه من ميزانية الدولة،وهذا فى الحقيقة يقف عائقاً أمام تقدم البلاد للامام،حفظ الله مصر للمصريين جميعاً.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com