بقلم : د.ممدوح حليم
بعد أن استقبلت ليليان طفلها الأول، سمعت بأن هناك طفلين في قرية مجاورة تركا يتيمين دون عائل، فركبت دابة وضمتهما إلى منزلها، ليصبح أبناؤها 3، وبعد 4 شهور أنضم آخر يبلغ من العمر 5 سنوات، وهكذا نما منزلها بسرعة، وهو الذي عاش فيه خلال خدمتها من عام 1911 حتى وفاتها عام 1961 ، نحو 10 آلاف طفل وأرملة ، وكان في بعض الأوقات يضم داخل أسواره نحو ألف منهم.
كانت "ليليان تراشر" تجوب القرى على حمار ( وهي الشابة والمرأة الأمريكية) بحثا ً عن الطفل اليتيم والفقير والذي لا عائل له. كانت تستخدم المركب أحيانا ً لهذا الغرض، وفي مرة كادت أن تغرق بها، لكن الله أنقذها.
كان أول تبرع يصل لها قدره 7 قروش أرسلها لها ساعي تلغراف. تبرع لها بالملاليم والقروش والجنيهات أشخاص من مستويات مادية مختلفة بما في ذلك الفقراء والبسطاء، محبة وتقديرا ً لرسالتها السامية.
بعد شهور قليلة من بدء رسالتها، وتحديدا ً في 13 يوليو 1911 ، تعرضت لأول المحن والمتاعب، وهي كثيرة، إذ أصيب أحد أطفالها بالطاعون، ثم أصيب آخران بالحصبة، وأخيرا ً أصيبت هي نفسها بالحمى، كاد كل ذلك أن يغلق المكان.
في مرة لم يكن هناك أي نقود بالبيت، وفي لحظة يأس قررت صرف الأطفال إلى أقرب ذويهم، اجتمعت معهم للصلاة وبكى كثيرون، وفي صباح اليوم التالي استيقظت على متبرع قدم لها 20 جنيها ً( مبلغ كبير وقتها). مرة جاءت إليها امرأة ومعها أطفالها شبه عرايا تطلب ملابس لهم. كانت ليليان تحيك ملابس لأولادها، ولم يكن لديها أي قطعة قماش زيادة، وفيما هي تحيك آخر قطعة ملابس، أرسل لها الله 3 جنيهات فذهبت واشترت قماشا ً وفصلته للمرأة. ذات شتاء اشتكى الأطفال من شدة البرد وقلة الملابس، فطلبت منهم الاجتماع للصلاة، وبعد طهر اليوم ذاته جاء شاب وتبرع لها بما يكفي لهذا الأمر دون أن تبوح له باحتياجها، فذهبت واشترت القماش وأخذت تفصله. كانت تؤمن أن الله يسدد كل احتياج. جسدت ليليان عظمة الإيمان وقوة الصلاة.
و في مؤسسة ليليان تراشر تجسد قول الكتاب المقدس:
" فيأتي... الغريب واليتيم والأرملة الذين في أبوابك ويأكلون ويشبعون لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يدك الذي تعمل " تثنيه 14 : 29
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com