ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أحنـــــا إللي خرمنـــــا الديموقراطيـــة ..!!!

نبيل المقدس | 2011-12-24 00:00:00

بقلم :  نبيل المقدس

 أحنا إللي خرمنا التعريفة ... أحنا إللي دهنا الهوا دوكو ... أحنا إللي علمنا السمكة إزاي تغرق ... أحنا  إللي خلينا الكتكوت يشيب ويصبح توك توك ... أحنا إللي أفتينا بجواز الحمل 13 شهر ... أحنا إللي حولنا عربات المترو إلي WC Men , و   WC Women... أحنا إللي قطعنا رأس نظام فاسد ليخرج بدلا منه ذيول فاسدة ... أحنا إللي حجبنا آثارنا وعرينا بناتنا ... أحنا إللي إخترعنا إنشقاق البطيخة والأمة والشمس ... أحنا إللي ملأنا الأزايز هواء ... أحنا أول دولة تحوي كليات طب البلطجة , وهندسة البلطجة , وحقوق البلطجة , وتجارة البلطجة لزوم قتل وحرق مكدرات ميدان التحرير ... أخيرا أحنا إللي خرمنـــا الديموقراطية  ...!!! 

    كنت أقرأ تصريحات الدكتور السلمي نائب رئيس الوزراء للشئون السياسية في الوزارة السابقة من إحدي الصحف اليومية , واستوقفتني عبارة أحسست فيها بأنه يلوم ويؤنب كل القوي السياسية علي موقفها السلبي و وعدم الوقوف بجانبه بعد أن كانت تنادي وتتشدق بوجوب تحديث مصر سياسيا بعد ثورة 25 يناير بالطرق الديموقراطية السليمة والصحيحة .. وهذا لا يتحقق إلا بوجود وثيقة مُلزمة يتحدد فيها مباديء دستورنا الجديد قبل البدأ في إختيار لجنة مؤسسي الدستور , هذه الوثيقة كانت بمثابة تعويض عن اكبر الأخطاء التي وقع فيها المجلس العسكري الحاكم , والتي تركزت في تأسيس المجالس النيابية أولا قبل تأسيس الدستور من خلال إستفتاء .. وهذا هو أول إختراق للديموقراطية والذي كان صندوق الإنتخابات هو أول ضحية لهذا الإختراق , والذي أصبح بالنسبة لي هو بمثابة صندوق جحا الذي يحتفظ بمفتاحه معه دائما وإلي ما لانهاية طالما إستمر الجهل الذي وضح أنه تخطي الـ 70 % من الشعب المصري ... وهنـا أقصد الجهل السياسي والتعليمي والتجاهل الناتج من الفقر والإحتياج.
 
 منذ عملية الإستفتاء الشهيرة بإستفتاء " نعم " أم " لأ " في 9 مارس 2011 .. وضح في أي اتجاه تسير فيه مصر سياسيا .. وذلك بسبب تديين الإستفتاء من الجماعات التي تعترض علي الديموقراطية , وفي نفس الوقت تتباهي بها لكن بطريقتهم الخاصة . وبدأوا يضغطون علي المجلس العسكري الحاكم و ويضغطون علي أعوانهم الذين ينتمون إلي مستوي الجهل حيث وجدوا فيهم لقمة سائغة وتسيير امورهم وفرضها علي باقي طوائف الشعب المصري. وتمت مرحلتين من أول خطوة ديموقراطية في نظرهم وهي الإنتخابات .. واعتمدوا إعتمادا كليا علي الصندوق الذي أستولوا علي مفتاحه , ولا تستطيع اي كتلة أو أي من القوي السياسية الأخري أن تأخذه منهم نتيجة جهل هؤلاء التابعين بالملايين نسمة .. وما شدني في هذه الإنتخابات هو تفوق السيدات عن الرجال عدديا .. وخصوصا في المناطق العشوائية و الأرياف والقري خوفا من دفع الغرامة " الوهمية " أو مقابل كيلو سكر أو زيت أو شريحة من اللحمة ... وبالرغم من هذا لم نجد للمرأة نصيب في الوصول إلي بعض الكراسي في مجلس الشعب .
 
     سوف لا اتحدث عن صحة نتائج الإنتخابات لأن هناك جهات رسمية شاهدت ورصدت جميع المخالفات لكنها أصرت أن هذه المخالفات لا تزيد عن 1 % .. مع أنه في نظري أن هذه الإنتخابات كانت أكثر تزويرا عن إنتخابات العقود السابقة . أنا عن نفسي إقتنعت بالواقع الموجود أمامي و الذي نعيش فيه الآن وهو أن الجماعات الإسلامية قد إكتسحت كراسي المجلس وكان لها النصيب الأكثر . لكن سوف اتكلم عن مدي تأثير هذا الجهل في الخطوات القادمة ... فنحن أمام إنتخابات رئيس البلاد ... كيف سيكون الحال في هذه المرة ؟؟؟ .. والرد علي هذا الإستفسار هو : انه طالما أصحاب الجهل ما يزالوا موجودين فسوف يترتب عليه وصول الإسلاميين إلي رئاسة البلاد بنفس الطرق السابقة. 
 
   لذلك لكي نتفادي ما وقعنا فيه سابقا في تجربة انتخابات المجلس النيابي .. علينا سحب مفتاح جحا لكي يكون مُتاحا لجميع التوجهات , ولا يقتصر علي تديين إنتخابات الرئاسة , وشحن صناديق الإنتخابات الرئاسية ببطاقات تحمل إسم المُرشح الذي له القدرة علي فتح ابواب الجنة لكل من إنتخبه , وفتح أبواب جهنم لكل من إنتخب غيره. وهذا لن يتحقق إلاّ بالبدأ فورا في اول إجتماع للمجلس النيابي في ترشيح مؤسسي صياغة دستور جديد , مع شرط الإستفتاء عليهم من قِبل الشعب قَبل إجراء الإنتخابات الرئاسية . هذه الخطوة ربما بل بكل تأكيد سوف تتسبب في تغيير موعد تسليم السلطة الذي حدده المجلس الأعلي. لكن لا بد أن نصر علي هذه الخطوة الهامة لأن الدستور الجديد يحدد سلطات وصلاحيات وعلاقات الرئيس بالمؤسسات الأخري ومع الشعب نفسه. 
 
     لكن سوف تبقي هناك مشكلة .. هذه المشكلة تنحصر في مَنْ هو الذي يختار مؤسسي الدستور ؟! .. هل هم أعضاء مجلس الشعب الجديد الذي جاء عن طريق صناديق جحا ..؟ وهنا تأتي الخطورة حتي ولو حصل إستفتاء عليهم من قبل الشعب .. فأنا أتصور أنه سوف يحدث للمرة الثالثة  تديين في " موقعة الصناديق " مما يرجعنا إلي المربع الأول مرة أخري , ويحدث نفس ما حدث في إستفتاء 9 مارس وانتخابات المجلس . وطبعا عامل الجهل سوف يكون هو مفتاح الصناديق الذي في تصوري أصبح  ملكا للإسلاميين فقط ... حتي ولو سرقنـــا منهم الصناديق ... لكن ما يزال مفتاح جهل أغلبية المنتخبين تساندهم وتعمل علي كسبهم هذه الجولة وجميع الجولات التالية إلي ما لا نهاية  ... ! 
 
   نعم هي في ظاهرها ديموقراطية ... لكنها ديموقراطية مثقوبة ... !!! وسوف نضيف عبارة " أحنا إللي خرمنا الديموقراطية إلي أعمالنا المبهرة والتي ذكرت جزء منها فقط في مقدمة هذا المقال ....!  
الرب معك يا مصــــر ... أنت وأولادك وبناتك واطفالك وشيوخك مسيحيين ومسلمين , ويُعطي لكِ مفتاح جديد لصناديق جديدة نقية ... ويأتي بالمسمار الأخير لغلق  صندوق الجهل وإلقائِه في أعماق وسط البحار  ...! 

 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com